• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حق المظلوم يظهر ولو-بعد حين .
                          • الكاتب : جنان الهلالي .

حق المظلوم يظهر ولو-بعد حين

كُلنا يعلم مكانة الإنسان،عند الله تعالى  كيف خلق ،
الإنسان وكرمه وقدره ونفث فيه من روحه قال تعالى (  لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) وقال تعالى( الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ) وكيف ميزه الله تعالى بالعلم وعلمه الأسماء كلها وأسجد له الملائكة وسخر له المخلوقات من حيوان ونبات وغير ذالك ثم يأتي إنسان آخر ويتجبر ويعتدي على خلق ممن خلقه الله تعالى ويزهق أرواح الناس ظلما وعدوانا ، ومعلوم أن القاتل حكمه  خالدا مخلدا في نار جهنم قال تعالى

( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) .

ويُعتبر إرساء العدل واحداً من أهم الغايات التي تسعى البشرية لتحقيقها منذ أن أوجدها الله تعالى على هذه الأرض، فعدم وجود العدل يولِّد لدى الناس إحساساً بالظلم، وتَوَلُّدُ هذا الإحساس لديهم ما هو إلا الشرارة الأولى لحدوث الفوضى، والقتل، والدمار؛  حيث تنبع مثل هذه الأمور من سعي الإنسان إلى نيل ، حقِّه بيده، وهو ما لا يُرضي الله تعالى، ولا أيّ إنسان عاقل أحبَّ الحياة بكافة تفصيلاتها.

وبما ان دين الله هو دين الحق والعدل ، وقد تكفل الله برد حق المظلوم ، والوقوف على مظلوميته وانصافه من الظالم ولبعد بعد حين، ومن الحكايات التي اعجبتني وقد قراتها في كتاب الكشكول لبهاء الدين العاملي ارويها كما هي :

 يروى ان سيف الدوله الحمداني جاءه صديق كردي فأمر سيف الدولة باحضار الغداء له ولصديقه وكان الغداء دراجتين (حجلتين) مشويتين في صفد تاملهما الكردي وضحك طويلا.

سأل سيف الدولة لما الضحك قال له الكردي يوم من الايام قطعت الطريق على تاجر وسط وادي فاستلبت امواله وقررت قتله فقال لي يا هذا اخذت اموالي فلما تقتلني بغير دم او ذنب ولم اسئ لك قلت له يجب ان اقتلك قال لي اتركني ولك امام الله ان لن احدث بشر بما حدث قلت له لا فقال اذن احبسني عندك واكتب الى اهلي يفتدوني بالمال او اطلق سراحي لوجه الله قلت له لا فلما راني صممت على قتله التفت يمينا وشمالا عله يجد من يستجير به فلم يجد.

 فلمح حجلتين على سفح جبل فقال اللهم اني اشهد هذين الحجلتين ان هذا قتلني بغير ذنب اللهم فانطقهما.

 بعد هذا قتلته ومضيت في سبيلي.

 قال الكردي لسيف الدوله تذكرت كلامه هذا لما رأيت الحجلتين المشويتين وضحكت لعقله قال له سيف الدوله والله انهما قد شهدتا فما الذي دفعك ان تروي هذه الروايه عندي وقد عاهدت الله ان لا اقف على باطل الا انتصرت للحق ايها الحرس خذوه فاضربوا عنقه.
المغزى من الحكايه يظن كثير من القتله والمجرمين انهم نفذوا من العقوبه ان الله لايظيع دم مسلم او انسان مظلوم.

ولكن المتطرفون الدواعش لهم رآي أخر  في أرساء  العدالة فهم ينسبون انفسهم للدين الحنيف وماهم بمسلمين فحب القتل وسفك الدماء المتأصل في عقولهم أدى بهم يوصموا الناس بلردة ويطبقوا عليهم حد القتل المزعوم حسبما تقتضي مصلحتهم واهدافهم المشينة.ولايخافون  الله فيهم،،يعملون بكل ماأتوا من قوه على تشويه  أجمل مافي الدين الحنيف وهي ؛حريه العقيدة  تلك الحريه  التي أيدتها الكثير من الآيات القرانية أن أتباع الدين الوهابي الداعشي يواصلون أرتكاب جرائمهم في حق الأبرياء تحت مسمي حد الرده المزعوم الذي لم ترد ولو آيه واحده تشرعه كعقوبة للمرتد عن الأسلام ، فبسم هذا الحد المفتري والمنسوب إلي دين الرحمه والتسامح ، الدين الذي شرعه الله ليعيش كل البشر في آمن وسلام (ولاتجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) سوره العنكبوت الآيه 46فالأخوه الإنسانيه هي الأساس التي تقوم عليه علاقات الناس ولقد وضع القرآن الكريم دستورآ للعلاقات بين المسلمين وغير المسلمين كما جاء في قوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)الممتحنة. آيه8.
حدد الله القصاص من القاتل حتى لوبعد حين .
فكثير من الجرائم ، لايمكن التعرف على مرتكبوها  ،ولكن
لم يفلت أحد من العقاب سواء في الدنيا او في الآخرة  . الا تعلم أيها الجاني ،عندما تقتل رجلاً فأنت تسرق حياة، تسرق حق زوجته في ان يكون لها زوج  ،تسرق من أطفاله أباهم ، وتسرق فلذة أكباد  الأمهات .

الأستشهاد في سبيل الوطن أسمى الطرق للتعبير عن الحب ومن يموت دفاعا عن حقوقه هو في الحقيقة مات بشرف عن من فضل العيش دون كرامه وحقوقه مهدرة أما من هو في منزلة أعلى من قاموا بالأستشهاد علي خلفية الهوية الدينية من قبل الأرهابين دون  ارتكاب أي ذنب ، فكثيراً ما نجد أطفالا ورضع استشهدوا لمجرد انتماءهم لدين دون غيره.
لقد أضيفت جريمة جديدة لسلسلة جرائم الدواعش  لقتلهم ثمانية شباب ،والتمثيل بهم ،لاذنب لهم فقط لأن هويتهم من اتباع (آل محمد ) والمساومة بحياتهم مقابل
حفنة من الدواعش المجرمين المتواجدين في سجون
الحكومة ،  فجيعة تلو فجيعة ،فلم يمض على ذكرى فاجعة شهداء سباكير ايام ولم تزل نوايح الأهالي في
في مسامعنا تشكو الم فراق أبنائهم وهدر دمائهم،
بات من المعروف ان الدواعش  ُتريد ان تضلل بسوادها على فرحة الوطن فكلما افاق من نكبة، تجره لنكبة اخرى .
ولكن لن يُضيع الله حق الشهيد ، الا يعلموا أن الله اصطفاهم ورفع درجتهم مع الأنبياء .
لقد قتل هؤلاء الشباب بدمٍ بارد حفر على الأرض خسة داعش ، وتصرياحتهم المزيفة لتفريق وحدة الصف العراقي هذا سني ،وذلك شيعي ،لأن دماء كربلاء اليوم أمتزجت مع دماء الرمادي ، لان الشباب المغدروين كانوا من كلا الطائفتين ،لذلك انكشف زيف أدعاءت داعش القبيح، وبين حقده على كل اطياف الشعب العراقي ويقتل جميع العراقين ولايفرق بين شيعي وسني .

نحتاج الى ضبط النفس  وعدم الأنجرار الى التصعيد الطائفي التصريحات الملتهبة التي تؤجج الشارع باتت ليست في مصلحة العراق الجريح ، بلعكس هذا ماتتمناه العصابات المُتصربة لهدم أمن وآمان العراق سواء في داخل العراق او في خارجه،و لكي لانرجع الى تلك الحقبة المؤلمة التي كلفت العراقين الكثير من المآسي والظلم ،  فيوماً ما سيقع هؤلاء المجرمون في قبضة العدالة ،وندعو الله تعالى  أن يجازي أهلهم  وذويهم  خير الجزاء في الدنيا والآخرة وان يجازي قتلتهم بما يستحقون إنه على كل شيء قدير .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=121788
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 07 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29