• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العقدية الأولى لليسار الالكتروني .

العقدية الأولى لليسار الالكتروني

في يوم 09-12-2011  انهينا معا العقدية الأولى من عمر الحوار المتمدن الذي اعتبره من أهم باكورة انجازات وتطبيقات – اليسار الالكتروني- في العالم العربي، والذي استطاع بجهود تطوعية جماعية خلاقة أن يتحول إلى أوسع منبر لمعظم قوى اليسار والعلمانية الناطقة بالعربية وأكبرها. وكان للموقع دوره الإيجابي المؤثر في تغطية الأحداث الجارية ودعم الحركات الاحتجاجية والانتفاضات الشبابية والشعبية في "الربيع العربي"، واستطاع أن ينافس كبريات الصحف العربية ويتفوق على عدد كبير منها وبميزانية شهرية لا تتجاوز الإلف دولار!!. 
وقد يتفق الكثيرون معي في أن الحوار المتمدن بعمره الفتي هو نجاح كبير ومهم للقوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية، واعتقد أن ذلك يعود لأسباب عديدة أود الإشارة إلى أهمها بهذه المناسبة العزيزة لأهميتها:
 
1- خطه اليساري المتفتح والمستقل الرافض للتعصب التنظيمي والشخصي، والمتفاعل مع الاتجاهات الفكرية الأخرى وفق قاعدة احترام الرأي الأخر والتحاور معه. كما ركز الحوار المتمدن على تنشيط القدرة على التفكير المستقل والتخلص من النمطية في التفكير أو الوقوع في فخ الجمود الفكري والسياسي واللغة السياسية المتعصبة أو ترديد النصوص النظرية التي لا تستجيب لمتطلبات التحولات المعرفية والعلمية الجارية على الصعيد العالمي مع الثبات على مواقفه المبدئية من اليسار والعلمانية.
 
2- تعدد المنابر اليسارية والعلمانية داخل الحوار المتمدن وبين كاتباته وكتابه أيضا ، إذ توجد داخل الحوار المتمدن توجهات يسارية مختلفة, و رغم الاختلافات الموجودة فأن الآراء تتفاعل في ما بينها بصورة إيجابية خلاقة عبر التحري عن نقاط الالتقاء. وقد أدى ذلك إلى تعزيز روح – فريق العمل اليساري - المثمر وانعكست هذه الروحية في كافة نشاطات وتوجهات الحوار المتمدن حيث تنشر فيه الآن كما هو معروف توجهات يسارية وعلمانية وديمقراطية مختلفة تهدف في معظمها إلى العدالة الاجتماعية وتحقيق المجتمع المدني العلماني وتُحترم فيه حقوق الإنسان الأساسية، والمساواة الكاملة للمرأة في كافة المجالات.... الخ.
 
3- الاستقلالية الذاتية في التمويل والتشدد الكبير في قبول الدعم الخارجي حتى من المنظمات الدولية المانحة، مع الرفض الكامل لقبول أي أنواع الدعم أو التعامل مع حكومات أو أحزاب لها دور في انتهاك حقوق الإنسان. وقد ركزنا ومنذ البداية على التمويل الذاتي من خلال تبرعات الكاتبات والكتاب والقارئات والقراء. وبعد نمو وتطور الحوار المتمدن, اعتمدنا على نشر دعايات على صفحات الموقع, سواء أكانت دعاية لشركة - گوگل- أو دعايات عامة.
 
4- تفاعلنا عبر مواكبتنا المتواصلة مع التقدم العلمي والتقني والمعرفي بالارتباط مع إمكانياتنا المحدودة. واستنادا إلى ذلك طورنا آليات العمل التنظيمي اليومي وقواعد النشر في الحوار المتمدن وكنا دوما نطلب - التغذية العكسية – من المتعاونين معنا كتابا أو قراءً بهدف الاستفادة من أرائهم القيمة، وتشخيص نواقصنا وسلبياتنا وتصحيحها ما أمكن.
 
5- المشاركة الواسعة للألوف من الكتاب والكاتبات بالنشر في الحوار المتمدن بمواضيع كان لها الدور الكبير في تطورنا ونجاحنا، وبعد إطلاقنا نظام التعليقات كان للقارئات والقراء الدور المهم في إضفاء الحيوية على المواضيع المنشورة والتفاعل والحوار مع الكتاب والكاتبات.
 
6- الإدارة الجماعية في الحوار المتمدن، حيث يساهم جميع الزميلات والزملاء في الإدارة اليومية وفي اتخاذ القرارات بشفافية حسب الإمكانيات ودرجة العمل في الأقسام المختلفة.
 
 
وفي الختام وبالنيابة عن زميلاتي وزملائي الأعزاء في إدارة الحوار المتمدن الذين افتخر بالعمل معهم أقدم الشكر الجزيل والامتنان لكل من ساهم معنا في بناء هذا الصرح اليساري الكبير في السنوات العشر الماضية بدءاً من كاتباتنا وكتابنا، قارئاتنا وقرائنا، الأصدقاء والمحبين، وكل من دعمنا ماديا ومعنويا، ومن انتقدنا وقيَّم وقوَّم عملنا من خلال تشخيص النواقص والأخطاء التي رافقت العمل وكذا الإيجابيات والنجاحات. لقد استفدنا حتى من أولئك الذين ناهضوا عملنا, إذ كانوا حافزاً لنا لنواصل ونكثف جهدنا لمواجهتهم عبر الحجة بالحجة!. وفي نفس الوقت نقدم اعتذارنا على أخطاءنا خلال السنوات العشر الماضية.
 
إننا سعداء بما أنجز من عمل حتى الآن, إذ نحن والكاتبات والكتاب والقارئات والقراء شركاء في تحقيقه, وسنبقى شركاء في العقد الجديد الذي ندشّنه في هذه الفترة بما يحمله من مشكلات وتناقضات وصراعات فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية وإنسانية عامة من جهة,وبما يحفزنا جميعا على العمل الفكري والسياسي اليساري العلماني الديمقراطي الفاعل الجاد والحوار والنقاش البناء لطرح الحلول والمعالجات لهذه المشكلات والتناقضات والصراعات لصالح الإنسان وحقوقه الأساسية وعالم أفضل له, فهو الرأسمال الأثمن والقيمة العليا في هذا العالم من جهة ثانية. 
rezgar1@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=12108
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28