• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأعياد في الإسلام... .
                          • الكاتب : عبدالاله الشبيبي .

الأعياد في الإسلام...

تحتل الأعياد عند اتباع الاديان السماوية مكانة سامية وكبيرة، وتختلف الأعياد عدداً وسلوكاً، إذ يحتفل اتباع الدين الاسلامي باعياد أساسية كعيد الفطر وعيد الاضحى، وللعيد مغزى اسلامي عظيم سنتعرف عليه، وما هي اقسام العيد وكيف يجب ان نقضي العيد؟.
اذ عُرف العيد لغةً ما يعود كل فترة من الدهر، وخص في الفهم الاجتماعي باليوم الذي يعود كل عام. واقترن اجتماعياً بإظهار الفرح والانشراح، ومن ثم لم تسم الذكريات المحزنة بالأعياد.
واتفق العقلاء على اتخاذ نحو معين من السلوك في كل عيد، أساسه إظهار الفرح بالتهنئة، ولبس الثياب الحسنة، والتزاور بين المعارف والأصدقاء، كما ويقترن بفعاليات معينة يقصد بها التحلل من الأعراف والقيود الاجتماعية التي تثقل كاهلهم طوال العام، ليكون ذلك موجباً لزيادة الشعور بالانشراح خلال العيد.
وقد جرى الاسلام في تعيين أعياده على ذلك ومن هنا كان مقتضى الوعي الإسلامي هو مشاركة الإسلام في عيده، وإظهار الفرح والانشراح الذي يظهره الناس عادةً في أعيادهم مع اتخاذ الأساليب الراجحة إسلامياً وتجنب ما ليس كذلك، فضلاً عن المحرمات يضاف الى ذلك القيام بالإعمال الخاصة التي شرعها الإسلام في كل عيد على التعيين.
وتنقسم الأعياد في الإسلام الى عيد تشريعي، وعيد مناسبة، وذلك باختلاف المنشأ لجعله عيداً في الاسلام. فان كان عيداً مجعولاً كحكم من إحكامه، مع غض النظر عن مناسبات تاريخية فهو عيد تشريعي، وينحصر ذلك في العيدين الرئيسين في الإسلام عيد الفطر وعيد الأضحى.
وعليه فان المغزى الأساسي للعيد التشريعي، هو الفراغ من عبادةٍ مهمةٍ من عبادات الإسلام، فإن الفرد المسلم إذا انتهى من واجب عبادي، يحس لا محالة بالراحة النفسية، فإن كان واعياً تجسد ذلك على شكل الشعور بلذة الطاعة والقيام بالمسؤولية، وان لم يكن واعياً، تجسد ذلك على شكل الإحساس بإلقاء حملٍ ثقيلٍ عن كاهله.
وعلى الأساس الواعي لهذا الإحساس أُسس العيد التشريعي في الإسلام. والعيد التشريعي قائم على أساس الفراغ من عبادةٍ مهمةٍ من عبادات الإسلام. وأما أعياد المناسبات فتقوم على أساس استذكار مناسباتٍ تاريخية، وحوادث مهمةٍ إسلامية او مذهبية، كان لها الأثر الكبير في وجود الإسلام او انتشاره او حفظه ضد الاعتداء.
وبهذا الاعتبار نرى كلاً من العيدين مسبوقاً بيوم عباديً كبيرٍ يعبر البحران او المركز الرئيسي او محط الثقل لأداء تلك العبادة التي تسبق ذلك العيد، ويعتبر العيد نهاية لها وخروجاً عن مسؤوليتها، فنرى عيد الفطر مسبوقاً بليلة القدر، وهيم حط الثقل في شهر رمضان، كما نرى عيد الأضحى مسبوقاً بيوم عرفة الذي يمثل مركز الثقل في الحج.
ومن هنا تقوم فكرة هذه الأعياد على مصلحة رئيسية واعية حكيمة، وهو تكرار تذكر تلك المناسبة المهمة على أذهان الناس وتأكدها فيهم، فان من طبيعة الجمهور ان ينسى الحادثة بعد مرور عدة أيام من وقوعها فضلاً عن السنين، فضلاً عن القرون. فلولا ان هذه الأعياد تلفتهم في كل عام الى الحوادث الإسلامية المهمة، وتربطهم ذهنياً وثقافياً بها، لانحجبت هذه الجذوة من صدورهم وبقيت المناسبة في ذمة التاريخ.
نعم، نفس مرور العيد في الزمان مع التغافل عنه، وعدم ترتيب الاثر عليه، لا يكون مفيداً بحال، بل لابد ان يشعر الفرد المسلم بواجبه تجاه العيد ويفهم كيف يجب ان يقضيه نفسياً وعملياً بالنحو المرضي للإسلام والنافع له وللمسلمين.
ولقد شرع الله تعالى العيد من إظهار الفرح الذي يعتبر تجاوباً وجدانياً مع فكرة العيد الإسلامية من ناحية، وتجاوباً مع سائر المسلمين من ناحية أُخرى، وتجاوباً مع قواد الاسلام الأوائل النبي وأهل البيت وان من أحسن التجاوب مع المسلمين في العيد، هو تمثيل هذه الفكرة بنحو وجداني عميق، وهي ان العيد الإسلامي الكبير يمر على سائر المسلمين في كل أقطارهم، وكلهم يشاركونه عاطفةً وعملاً واحداً، واتجاهاً واحداً، وفي هذا الشعور إحساس بالإخوة مع المسلمين وبالقوة بهم.
كما لا يجوز استغلال العيد للخروج عن تعاليم الاسلام، ولا يجوز القيام بفعاليات محرم، اذ لا يطاع الله من حيث يعصى. كما ويجب العمل على تأسيس مشاريع خيرية اجتماعية يوضع أساسها في يوم العيد، وإدخال السرور على الضعفاء والمحتاجين بقضاء حوائجهم، وحل مشاكلهم والتصدق عليهم، وإشراكهم الفعلي في إظهار بالعيد الإسلامي.
وعليه يجب استغلال العيد، كموسم للتجمع والتفرغ اجتماعياً الى الدعوة الى الاسلام، وتبليغه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتبليغ سائر الإحكام الإسلامية بمقدار ما يسعه الوقت والقدرة والتضحية في سبيل توعية الأمة على سائر جوانب الاسلام. موضوع مُستل من كتاب "اشراقات فكرية ج2، ص127 ومابعدها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=120787
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19