• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح389 سورة  النجم الشريفة  .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح389 سورة  النجم الشريفة 

بسم الله الرحمن الرحيم

أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى{33} 
الآية الكريمة تخاطب الرسول الكريم محمد "ص واله" (  أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ) , انصرف عن الايمان , فترك الحق ولم يثبت عليه .   

وَأَعْطَى قَلِيلاً وَأَكْدَى{34} 
تستمر الآية الكريمة (  وَأَعْطَى قَلِيلاً ) , اعطى قليلا من المال , (  وَأَكْدَى ) , وقطع العطاء .   
مما يروى في سبب نزول الآية الكريمة ما جاء في بعض التفاسير ومنها تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني " نزلت الآيات السبع يعني هذه وما بعدها في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد ابي سعيد ما هذا الذي تصنع يوشك أن لا يبقى لك شيء فقال عثمان إن لي ذنوبا وإني أطلب بما أصنع رضا الله وأرجو عفوه فقال له عبد الله أعطني ناقتك برحلها وأنا اتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن النفقة فنزلت أفرأيت الذي تولى أي يوم احد حين ترك المركز وأعطى قليلا ثم قطع النفقة إلى قوله وان سعيه سوف يرى فعاد عثمان إلى ما كان عليه " .
يذهب مفسرون اخرون الى نفس الموضوع الا انهم لا يذكرون الاسم . 

أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى{35} 
تستمر الآية الكريمة (  أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ ) , أعنده علم الغيب فيعلم عوائد الامور , (  فَهُوَ يَرَى ) , يرى ذلك عيانا وعلى علم واطلاع , فيعلم ان صاحبه سوف يحمل عنه ذنوبه .   

أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى{36} 
تستمر الآية الكريمة (  أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ ) , ام انه لم يخبر ولم يبلغه , (  بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ) , التوراة , او صحف قبلها .   

وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى{37} 
تستمر الآية الكريمة (  وَإِبْرَاهِيمَ ) ,  ولم يبلغ بما في صحف ابراهيم "ع" ايضا , (  الَّذِي وَفَّى ) , يختلف المفسرون في النص المبارك , فمنهم من يقول :  
1-    وفى بما أمره الله به من الامر والنهي وذبح ابنه . "تفسير القمي" . 
2-    عن الباقر عليه السلام إنه سئل ما عنى بقوله وإبراهيم الذي وفى قال كلمات بالغ فيهن قيل وما هن قال كان إذا أصبح قال أصبحت وربي محمود وأصبحت لا اشرك بالله شيئا ولا أدعو معه إلها ولا أتخذ من دونه وليا ثلاثا وإذا أمسى قال ثلاثا قال فأنزل الله عز وجل في كتابه وإبراهيم الذي وفى . " تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني وغيره من المفسرين كالسيوطي في تفسير الجلالين" .

أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى{38} 
تستمر الآية الكريمة مضيفة (  أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) , لم ينبأ ويخبر ان في تلك الصحف "لا يؤاخذ احدا بذنب غيره" .    

وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى{39}
تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ) , وايضا ليس للإنسان الا سعيه , كما ان لا احد يؤاخذ بذنب شخص اخر , فكذلك لا يثاب احد بالثواب المترتب على سعي غيره . 

وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى{40} 
تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ) , يرى في موردين : 
1-    يراه في الاخرة . 
2-    {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105 .   

ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى{41} 
تستمر الآية الكريمة (  ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى ) , عند ذاك ينال الجزاء الاكمل والاوفر والاتم .   

وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى{42} 
تقرر الآية الكريمة (  وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى ) , نهاية كل شيء , ورجوع الخلق اليه جل وعلا .   

وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى{43} 
تستمر الآية الكريمة (  وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ ) , من شاء , ومنها انه جل وعلا يفرح المؤمنين بدخولهم الجنة , (  وَأَبْكَى ) , ويبكي او يحزن من شاء جل وعلا , ومن ذلك دخول الكفار الى النار .    
للقمي رأي لطيف " أبكى السماء بالمطر وأضحك الارض بالنبات قال الشاعر كل يوم بأقحوان جديد تضحك الارض من بكاء السماء " .

وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا{44} 
تستمر الآية الكريمة (  وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ ) , في الدنيا , (  وَأَحْيَا ) , للبعث , على بعض الآراء .     
هذا من علائم قدرته جل وعلا , فلا يقدر احد على الاماتة والاحياء غيره جل شأنه . 

وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى{45}
تستمر الآية الكريمة (  وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى ) , وانه جل وعلا خلق الجنسين , الذكر والانثى من الانسان والحيوان .   

مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى{46} 
تستمر الآية الكريمة (  مِن نُّطْفَةٍ ) , مني , (  إِذَا تُمْنَى ) , تنزل في الرحم .    

وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى{47}
تقرر الآية الكريمة (  وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى ) , الاحياء بعد الموت ليوم القيامة .   

وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى{48} 
تستمر الآية الكريمة مقررة (  وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى ) , أغنى من شاء من الناس , (  وَأَقْنَى ) , ملّك من شاء منهم ارضا , وعلى رأي اخر ان القنية هي ما يتأصل من الاموال .  
( عن الصادق عليه السلام عن آبائه عن امير المؤمنين عليهم السلام في هذه الآية قال اغنى كل انسان بمعيشته وأرضاه بكسب يده ) . "تفسير القمي".  

وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى{49} 
تستمر الآية الكريمة مقررة (  وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى ) , الشعرى نجم خلف الجوزاء يطلع اخر الليل , وكانت قريش وبعض العرب يعبدونه .   

وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى{50} 
تستمر الآية الكريمة مقررة (  وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الْأُولَى ) , على بعض الآراء عاد الاولى هم قوم عاد , والاخرى قوم صالح "ع" .    

وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى{51} 
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها (  وَثَمُودَ ) , وكذلك اهلك قوم ثمود , (  فَمَا أَبْقَى ) , من تلك الاقوام احد .   

وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى{52} 
تستمر الآية الكريمة في الموضوع مضيفة (  وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ) , قبل عاد وثمود , (  إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى ) , كانوا اشد ظلماً وطغيانا من عاد وثمود , فقد كانوا يؤذون نوحا "ع" ينفرون ويعرضون عنه وربما ضربوه حتى لا يكون فيه حراك , مضافا الى كل ذلك طول لبثه "ع" بينهم .    

وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى{53} 
تستمر الآية الكريمة مضيفة (  وَالْمُؤْتَفِكَةَ ) , قرى قوم لوط "ع" , ائتفكت باهلها أي انقلبت بهم , (  أَهْوَى ) , سقوطا بعد رفعها وقلبها  .   

فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى{54} 
تستمر الآية الكريمة (  فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى ) , فغشيها من الحجارة ما غشاها , وهو تهويل لما اصابهم .   

فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى{55} 
تستمر الآية الكريمة (  فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكَ تَتَمَارَى ) , فبأي نعمة من نعمه تشكك , ويرى القمي في تفسيره انها بمعنى "بأي سلطان تخاصم" . 
الخطاب عام لكل الناس , ينبغي لقارئ القرآن ان يجيب على مثل هذا السؤال بما يناسب .   
( عن أمير المؤمنين عليه السلام الشك على أربع شعب على المرية والهوى والتردد والاستسلام وهو قول الله تعالى فبأى آلاء ربك تتمارى قيل المعدودات وإن كانت نعما ونقما سماها آلاء من قبل ما في نقمه من العبر والمواعظ للمعتبرين والانتقام للأنبياء والمؤمنين ) . "تفسير الصافي ج5 للفيض الكاشاني" .  

هَذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى{56} 
تستمر الآية الكريمة (  هَذَا نَذِيرٌ ) , اشارة الى الرسول الكريم محمد "ص واله" , (  مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَى ) , من جنسهم , أي رسول كالرسل من قبله .     
( عن الصادق عليه السلام إنه سئل عنها فقال إن الله تعالى لما ذرأ الخلق في الذر الاول أقامهم صفوفا قدامه وبعث الله محمدا صلى الله عليه وآله حيث دعاهم فآمن به قوم وانكره قوم فقال الله عز وجل في الذر الاول ) . "تفسير القمي" .     

أَزِفَتْ الْآزِفَةُ{57} 
تضيف الآية الكريمة (  أَزِفَتْ الْآزِفَةُ ) , اقتربت القيامة .    

لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ{58} 
تضيف الآية الكريمة (  لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ ) , ليس للقيامة نفس قادرة على كشفها الا هو جل جلاله { يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللّهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } الأعراف187 .    

أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ{59} 
تستمر الآية الكريمة (  أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ ) , بما تقدم من اخبار , او بالقرآن على اختلاف الآراء , (  تَعْجَبُونَ ) , انكارا وتكذيبا .  

وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ{60} 
تستمر الآية الكريمة في موضوع سابقتها الكريمة (  وَتَضْحَكُونَ ) , استهزاء , (  وَلَا تَبْكُونَ ) , حزنا على ما فرطتم , او تبكون خوفا من وعده ووعيده .   

وَأَنتُمْ سَامِدُونَ{61} 
تستمر الآية الكريمة (  وَأَنتُمْ سَامِدُونَ ) , لاهون غافلون عما يطلب منكم , او قيل بمعنى مستكبرون .   

فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا{62}
تستكمل الآية الكريمة الموضوع (  فَاسْجُدُوا لِلَّهِ ) , ربكم , (  وَاعْبُدُوا ) , واعبدوه مخلصين له العبادة , ولا تسجدوا وتعبدوا سواه .   
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=120233
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19