• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ( من أدب فتوى الدفاع المقدسة ) لقاء على أطراف الذاكرة .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

( من أدب فتوى الدفاع المقدسة ) لقاء على أطراف الذاكرة

 قلت أريد أن أراه، يبدو أن طلبي كان غريباً، بحيث ضحك منه الجميع، وقال أحدهم: كيف تراه والرجل استشهد في الشهر الثامن من سنة 2015م؟ قلت: التأريخ مطواع وسألتقيه على اطراف جنوني، سيستعيد الفكر يفاعته، وذلك بحكمة القلم المثابر. أريد منكم فقط أن تأخذوني الى المكان الذي استشهد فيه، وأنتم ستحضرون معي اللقاء، وأشار القائد:ـ خذوه، وأعتقد قالها رأفة بجنوني، يا ليته يعلم أن بالجنون وحده ممكن أن تخترق الأزمنة، ووقفت عند مكان اصابته في منطقة تسمى البو جراد، نهض ليحاورني والدم ما زال يسيل من جسده ومن عدة أمكنة. المجموعة التي رافقتني صارت وكأنها لا تصدق ما تراه، قلت:ـ أنا لا أريد أن أتعبك؛ كوني عرفت عنك الكثير، انت (أحمد اسماعيل غانم) من محافظة الموصل، تطوعت في مطلع شبابك على الدفاع الجوي حتى وصلت رتبة نائب ضابط، ثم حوربت وسجنت الى مرحلة سقوط الطغاة، وأعرف انك تطوعت على وزارة الداخلية ثم التحقت بعد سقوط الموصل بقوات الحشد الشعبي. قال احد المقاتلين:ـ أشهد أني رأيته في موقف شجاع، حيث استهدفتنا سيارة انتحاري مفخخة، وصل بسيارته الى حد قريب لا يمكن معالجته إلا بمباغتة شجاعة من احمد بالتفافة سريعة، وأرداه قتيلاً، وخلصنا من مقتل محقق، بينما هو أصيب بشظايا كثيرة، لكنه نهض وهو يمتشق ابتسامته المعهودة. قال مقاتل آخر: انه شارك في تحرير صلاح الدين وتحرير مناطق بيجي ومصفى بيجي.. قلت: انا حضرت الى هنا لأسأله: كيف استطاع ان يخترق الحدود الملتهبة ويدخل الى العمق الموصلي المحتل؟ أجابني:ـ انا ابن حرب، كسبت فنون التدبير من خدمتي في الدفاع الجوي، وفي السجن، ومداهمة العدو لأكثر من جولة في الامن الداخلي أو في الحشد، وعذبني الدواعش كثيرا، هربت بعائلتي منهم الى كركوك، ثم الى بغداد، واستقر بنا المقام في بابل قرية النيل..! هذه النوافذ كلها تطل على هديل الصبر والتحمل، وصلابة المواجهة، لذلك قررت ان ادخل الموصل، فرأيت معظم أصدقائي غاضبين على داعش ومن ينتمي لداعش، قمت بتشكيل مجموعة خاصة داخل الموصل، أخذت على عاتقها اغتيال قادة داعش، واستطعنا قتل منفذي تفجير قبر النبي يونس (عليه السلام) وبعض التفجيرات الأخرى، استنهضته فنهض معي من موقعه البو جراد، وقال: انا اصبت هنا، لكني استشهدت في المستشفى، ولذلك قررت ان ادفن في النجف الاشرف؛ لأكون قريبا من انوار مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119726
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20