• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نحنُ مواطنون .
                          • الكاتب : محمد مشعل .

نحنُ مواطنون

بعد انتهاء مرحلة الانتخابات وإعلان النتائج رسميا، وانتقال ممثلي الشعب إلى الضفة الأخرى لتمثيل ناخبيهم.

وحتى اليوم القادم بعد أربع سنوات، يبادرنا سؤال هام: ما هو دورنا كمواطنين حتى ذلك اليوم المعلوم؟

سؤال ينبغي الإجابة عنه بكل ثقة سيما ونحن في وضع سياسي يحاول البعض توهين تجربته، والنيل منه؛ ربما لأنه لا يروق لحكومات استبدادية مجاورة لنا لا ترضى أن يكون لأبناء البلاد حق في تقرير مصير بلادهما، وتخشى انتقال عدوى الحرية إلى شعوبها، لذا سيرد في مسامعنا قول بعضهم:

" ماذا تتوقعون من نتائج مع نظام سياسي خرب، ما هو دافعكم لتسلكوا طريقا لا أمل فيه، اتركوا كل شيء فرائحة الفساد العطنة تزكم الأنوف، وما أنتم فيه مضيعة للوقت، وأحلامكم بلا أجنحة”.

نعم نحن حالمون. ولم لا نحلم؟!

 هذا هو جوابنا وقمنا بما قمنا به لأنه يشعرنا بالوجود، ويميزنا عن غيرنا بحق تقرير المصير، وللجواب على السؤال الذي يختص بدورنا نقول:

من حيث المبدأ نحن مواطنون ونوابنا في البرلمان سياسيون، وبرغم ما يحملونه من صفات إنسانية محترمة لكنهم في الآخر سياسيون، نعم هناك فرق بين المواطن والسياسي فالكل واحد منهما دوره الخاص به يجب أن يلتزم به ولا يتعداه فيقع في فخ السخرية والانتقاد.

وماذا تريدون منهم ؟

 نحن كمواطنين نريد وطنا سالما معافا، نريد مجتمعا مسالما مجتمعا أخلافيا، لا نريد حربا ونريد السلام، هذا هو حلمنا وإن لم نتمسك به بقوة فسنسقط إلى قاع الهاوية ونغرق في دوامة السياسة وتجار الحروب.

وماذا ستفعلون؟

لن نصفق لهم بعد اليوم، فمرحلة التصفيق قد انتهت، ومن كنا مؤازريهم، ونقف إلى جانبهم، ونسعى لوصولهم إلى البرلمان قد حسمت. هم اليوم ممثلون لنا مكلفون بالعمل لخدمتنا، ونحن في هذه الجهة مطلوب منا أن نراقب، ننتقد، ونطالب بحقوقنا.

لن نتنازل عن مطالبنا، وأحلامنا وسنحاسب كل من يقصر في توفيرها لنا.

لن نبرر لهم الإخفاقات ونصدق أعذارهم سريعا، لن نهبهم فرصة أخرى بعد فشلهم؛ فمن أخفق ولم يحاسبه ناخبوه، سيكون ذلك دافعا له للاستمرار بالفشل والإخفاق من جديد.

سنفعل أي شيء، ولن نقف صامتين أمام أي تقصير يبدر منهم، سنبادر بالقول وبالفعل؛ سنشارك في بيان رأينا، نتظاهر، نعتصم، نفعل أي شيء ليعلم الجالسون في الطرف الآخر أنا غير راضين عنهم.

نحن مواطنون ويجب أن لا نضع أنفسنا في مكانهم، أو نتقمص أدوارهم ونبدي موقفا مشابها لمواقفهم.

ونحن بذلك إنما ننصرهم على انفسهم ونمنعهم من ظلمنا وظلم أنفسهم فقد جاء الحديث النبوي الشريف:

(انصر أخاك ظالما أو مظلوما).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119370
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28