• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الانتخابات.. إُعلنت النتائج، فهل سنشكل حكومة ناجحة؟ .
                          • الكاتب : د . عادل عبد المهدي .

الانتخابات.. إُعلنت النتائج، فهل سنشكل حكومة ناجحة؟

اعلنت النتائج النهائية للانتخابات.. نعم هناك اشكالات كثيرة لكن اعلان النتائج افضل من التردد وفتح المجال للمضاربات. فالاوزان كانت واضحة منذ اعلان النتائج الاولية في 13/5/2018، ولم تتغير عدا في مقعد او مقعدين، هنا او هناك. لاشك انه يجب التدقيق في الملفات التي اثيرت حولها شبهات.. ويمكن مراجعتها وفق القوانين، ليتم تصحيح ما يجب تصحيحه عند انعقاد الجلسة الاولى لمجلس النواب التي يتم فيها تصديق صحة عضوية اعضاء المجلس، باغلبية ثلثي اعضائه (المادة52/اولاً/ثانياً).
1- لا توجد تجارب مثالية من الخطوة الاولى، فالاهم هو تقدم البلاد. كانت هناك مطالبات لتأجيل الانتخابات وتم تجاوزها.. ومطالبات تتعلق بالنازحين.. واخرى بالمفوضية والنظام الالكتروني وتم تجاوزها.. واخيراً وليس اخراً تأخر اعلان النتائج النهائية لمدة اسبوع بعد اعلان 95% منها، وكادت الخيوط ان تفلت.. فهناك دعوات لالغاء الانتخابات، ولحكومة تصريف اعمال.. ولجلسة استثنائية لمجلس النواب.. والمطالبة بالعد والفرز النسبي او الكلي.. وظهرت ارقام غيرت تماماً من نتائج الـ95%، وتظاهرات وتهديدات للمفوضية وضغوطات، الخ.. لهذا كان الاعلان عن النتائج افضل من التردد وفتح المجال لشتى التيارات التي يمكن ان تعصف بالبلاد. فالأهم ان نتقدم رغم النواقص، التي نقر بها جميعاً. فالطالب لا ينجح ويتخرج لحصوله على 100%، بل لانه يتقدم بمعدلات وسطى، وسيدرك افضل لاحقاً ما لم يحسن اداؤه سابقاً.
2- افرزت هذه الانتخابات معادلات سياسية جديدة، وهذان مثالان: أ) مع كامل احترامنا للاشخاص والقوى السياسية وتقديرنا لدورها التاريخي، لكن هذه الانتخابات قد تكون بداية إنهاء احتكار الحزب او الاحزاب لمواقع الدولة. فالاحزاب ضرورة لاي نظام ديمقراطي، لكن ما حصل ان الاحزاب صارت تتقاسم الدولة والمجتمع طولاً وعرضاً، متجاوزة مساحات اختصاصها وهي مجلس الوزراء ومجلس النواب.. ب) قد تكون بداية لانهاء محورية الطائفية والاثنية في الانتخابات، فالمجاهرة بالقومية والمذهبية كانت سبيلاً للكسب، فاختلفت المعادلة الان واصبحت ادانة الطائفية والاثنية هي السبيل.
3- ان لقاء السيدين "الصدر" و"الحكيم"، و"الحكيم والعامري"، و"الصدر" و"العبادي"، و"الفتح" و"القانون"، الخ، لها عدة دلالات أ) ان البلاد ممسوكة بقوى واليات من داخلها وليس ضائعة في مهب الريح لكل من هب ودب.. ب) لابد لهذه اللقاءات ان تتم ابتداءاً بالتناغم مع بقية القوائم في الفضاء الوطني، لمنع تكرار وضع الاخرين امام الامر الواقع، ولتكون هذه اللقاءات مفتوحة المسارات لكل توازنات وقوى ووحدة وامن البلاد وليس لحالة ظرفية واحدة سرعان ما ستهتز ويصيبها التداعي امام اول ازمة وانعطافة.. ج) ان يكون محور هذه اللقاءات تشكيل حكومة ناجحة، وليس اية حكومة تحاصصية، وذلك وفق عدد محدد من الاهداف التي تلتقي مباشرة مع مصالح الشعب، وتحقق وحدة البلاد.. لتقوم حولها الاغلبية السياسية الوطنية.
4- ان قيام حكومة اغلبية وطنية سياسية تمثل فيها ابتداءاً كل الساحات، تتلازم بالضرورة مع قيام جبهة معارضة او اقلية سياسية وطنية تمثل فيها كل الساحات ايضاً. ولتحقيق هذه المعادلة لابد من امرين: أ) ضمان مصالح جميع المكونات عبر الحقائب وباقي التطبيقات الدستورية.. ب) توفير كل الحمايات والتسهيلات والاحترام للمعارضة. بدون ذلك، سيصعب بناء وحماية الاغلبية.. والا سنضطر للجوء الى ممارستين: أ) الاقصاء والانتقام والعزل.. ب) المحاصصة واحتساب النقاط لتوزيع الوزارات واشراك الجميع بغض النظر عن الانسجام والمناهج والكفاءة ووحدة الحكومة والدولة.
5- ليس الاهم اختيار رئيس الوزراء فقط، فالبحث في الوزراء والوزارات والرئاسات ليس اقل اهمية. وسيرتبط النجاح من جانب الحكومة بالتقيد: أ) بكفاءة تشكيلتها، فكفاءة المسؤول هي من تحدد موقعه، وليس الانتماء الحزبي والدين والمذهب والقومية.. ب) وبوضوح منهاجها وليس بتعداد الشعارات الفارغة.. ج) وبواقعية الادوات والسبل لتطبيق اهدافها، التي تسمح لها في السير بالبلاد في طريق تحسين الوضع الاقتصادي والخدمي، كما سارت الحكومة السابقة في طريق تحسين الوضع الامن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119259
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19