• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : واقع التعليم الجامعي الاهلي في العراق .
                          • الكاتب : محمد خضير عباس .

واقع التعليم الجامعي الاهلي في العراق

ان اهداف الجامعة او الكلية الاهلية تكمن في الاسهام في احداث تطورات كمية ونوعية في الحركة العلمية والثقافية والتربوية وفي البحث العلمي بمختلف نواحي المعرفة النظرية والتطبيقية ومعنى هذه ان الكليات الاهلية يمكن ان لاتكون رديفا للكليات الحكومية فحسب وانما تتفوق عليها وتكون قدوة وحافز لكل المؤسسات العلمية العاملة ولا يغيب عن بال الكثير من الذين يهمهم الارتقاء بالمستوى العلمي ومواكبة التطور والتقنيات العلمية والرغبة للوصول والتعرف على اخر ما وصل اليه الابداع الفكري والمعرفي في العالم عموما مما فجر ثورة داخل الكثير ممن يجدون في نفوسهم الامكانية والعزيمة لمواصلة الدراسة والتحصين والتمكن العلمي وهذا يبدو واضحا من تزايد اعداد المتقدمين للتسجيل في الكليات الاهلية خصوصا ممن تجاوزت اعمارهم الثلاثين او اكثر مما يسترعي الانتباه والاهتمام لمثل هذه الشريحة المثقفة في المجتمع وتقديم التسهيلات الممكنة لهم لتطوير قابلياتهم وتحصينهم علميا من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في قطرنا الناهض ان تزايد اعداد الوافدين للانخراط في الدراسات الجامعية عام بعد عام حتم بشكل جاد في الاهتمام والتوسع سواء بفتح فروع اكثرلاستيعاب هذا الكم المتزايد من الطلبة او من خلال استحصال موافقات لتاسيس كليات اهلية جديدة وانشاء مجمعات كاملة لاحتضانهم وفق مقتضيات الحالة الجديدة والمتزايدة في هذا المجال ويذكر ان عدد الكليات الاهلية الحاصلة على الموافقات الرسمية لا يتجاوز  27 كلية في عموم العراق عدا اقليم كردستان لقد عانى التعليم الجامعي بشقيه الحكومي والاهلي الكثير بعد التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 بسسبب قلة الكادر العلمي المتخصص نتيجة التصفيات الدموية وسياسة التهجير القسري التي طالت الالاف من العلماء والاساتذة حتى اصبح من النادر العثور على من يحمل درجة الاستاذية في تخصصات عديدة مهمة كما اصبح من المعروف وجود العديد من لا يحملون شهادات صحيحة في كادر التدريس الجامعي مثلما هو الحال في العديد من دوائر الدولة الاخرى فضلا عن الانخفاض الخطير والتدني في مستويات كفاءة التدريسي الذي تخرج في ظروف معقدة افتقد فيها في اقل تقديرللمصدر الاحدث والا غنى في زمن مطاردة العلماء وحرائق المكتبات وتدمير البنى التحتية والمختبرات في معظم ان لم يكن في كل الجامعات العراقية ويمكننا الجزم بان خطط الجامعات العراقية اليوم تواجه صعوبات حقيقية وجدية نحو التعاطي مع اشكال دعم البحث العلمي وترصين المستوى العلمي للخريجين وكذلك ادامة التواصل الموضوعي في العلاقة بالمجتمع العراقي ان عمل الجامعة او الكلية سواء كان في التدريس ونقل العلوم والمعارف ام في البحث العلمي والدراسة والتمحيص للظواهر والمشكلات يبقى قاصرا بلا استقلالية حقيقية من جهة وبلا ارتقاء بمستوى الادوات ممثلة في ادارة كفوءة واستاذ متمكن ومحاضرة غنية ومكتبة ثرة ومنتسبين احرار في توجيه جهودهم وتفعيلها وصبها على ما يخدم المجتمع فعليا واذ نحاول في هذا البحث الموجز ان نوجه الانظار الى الثغرات والاخطاء والسياسات التي ادت الى تراجع المستوى العلمي والتعليمي في عموم الجامعات العراقية بحسب تصنيفات دولية محايدة اجرتها مؤوسسات مختصة بتطور مستوى الجامعات في العالم عام 2011 فمن ضمن 100 جامعة عربية جاءت جامعة الكوفة في المرتبة 77 في حين جاءت الجامعة التكنولجية في المرتبة 86 وجامعة السليمانية في المرتبة 91 اما بالنسبة التصنيف على مستوى قارة اسيا فاننا لا نجد اية جامعة عراقية موجودة على هذا التصنيف والامر المخجل حقا على صعيد التصنيف العالمي حيث احتلت جامعة الكوفة تسلسل 6097 والجامعة التكنولوجية على تسلسل 6503  ولا يوجد أي ذكر في هذا التقيم  لجامعة بغداد العريقة  مما سبق يتبين لنا ان الكليات الاهلية تحتاج اليوم الى مزيد من التضامن والتاييد وجذب الخبرات  واشكال الدعم لتطويرها  وتحريك اجوائها مما يمنحها الاستقلالية التامة وفي جميع الاحوال لا بد من التفكير بالاليات التي تضع مسار هذه الكليات في نصابه السليم من حيث الربط بين الجهود العلمية النظرية من جهة وبين واقع المجتمع وحاجته ومطاليبه . ان اعادة النظر بواقع التعليم العالي في العراق بات  حاجة ملحة لجهة النهوض بالعراق الجديد وهذا لن يتم الا في اطار خطة شاملة وتغيرات جذرية مع احترام مسؤول وحقيقي للحرم الجامعي . كذلك نحن بحاجة الى رؤية مستقبلية شاملة لجامعاتنا وكلياتنا من حيث البناء العمراني والتجهيزات العلمية ومقدار الاستيعاب ومستوى المشاركة العلمية رؤية واضحة الملامح مبنية على الاسس العلمية تبدأ تلك الرؤية باعادة النظر بالخارطة العلمية لجامعات العراق وبحجم التخصيصات التي توفرها الحكومة العراقية لاغراض البحث العلمي فنظرة بسيطة على حجم ذلك التخصيص المحدد الذي يدل بشكل جلي على اننا غير ابهين مطلقا باهمية البحث العلمي في كافة الحقول الانسانية والعلمية في تطور واقعنا الصناعي  والزراعي والعلمي  وكيف انا لانحفل مطلقاا بهذا الجانب المهم من جوانب التطور الاممي .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11901
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29