• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إدارة التنوع في مهرجان ربيع الشهادة العالمي الرابع عشر. .
                          • الكاتب : السيد وليد البعاج .

إدارة التنوع في مهرجان ربيع الشهادة العالمي الرابع عشر.

كتابات في الميزان : خاص

هل نجحت العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بإدارة التنوع في مهرجانها العالمي السنوي الرابع عشر؟
سؤال مهم تقتضي الاجابة عليه الاطلاع على حجم التنوع المعرفي والثقافي وتنوع تمثيل الضيوف وحظورهم باختلاف مشاربهم في أروقة هذا المهرجان.  وإلى أي مدى نجح العاملون في العتبتين على إدارة وتنسيق هذا التنوع . وهل تمكنوا فعلا من ايصال رسالة المهرجان العالمية التي تعني أنه بالإمكان تحقيق الوحدة في التنوع.
والوحدة المقصودة هنا هي الوحدة الانسانية مع احتفاظ كل طيف بالوانه الخاصة به بحيث ان المهرجان لم يصادر اية خصوصية لاي شخصية اتت تمثل مكونها او اتجاهها. مع ضمانها التقدير والاحترام لتوجهات ذلك النوع وإبقاء صبغته كما هي. 
حاولت جليا ان اتلمس واتتبع ذلك كمختص في حوار الاديان. لاستفيد من تجربة عملية تعطيني خبرة ميدانية في فهم تاثير التلاقي المبني على المحبة والاحترام بين الاطياف المختلفة.
قمت اولا بالبحث عن المهرجانات المماثلة في العالم العربي لاجل وضع مقارنة علمية بين ما رايت في هذا المهرجان وما بين مهرجانات عالمية اخرى.
فلم اجد مهرجانا واحدا في العالم العربي يمكنه ان ينافس او يقابل مهرجان ربيع الشهادة العالمي وتحديدا في نسخته الرابعة عشر.
فقد افتقرت اغلب المهرجانات الاخرى الى الروحانية والشفافية والرقة. وتميز ربيع الشهادة بلطافة وروحانية عجزت كلمات الضيوف ان تصفها لي واكتفت دموعهم بايصال الرسالة لي لتكون هي جواب الاستبيان الذي عملته.
اذن خلصت الى نتيجة ان هذا المهرجان هو الاول عربيا ان لم يكن عالميا تميز بهكذا خدمة مليئة بالمحبة. او كما لاحظته في بعض القضايا الاخرى. وسالخص اهم ما سجلته في الاستبيان بالنقاط التالية.
اولا. تاثير المهرجان في نفوس المدعوين. إذ اجمعت كل الاراء التي استمعت اليها من مسيح ومسلمين سنة وشيعة وصوفية اجانب وعرب نساء ورجال باحثين وعلماء دين شعراء وفنانين كتاب وادباء. شباب وشيوخ. تنوع في البلدان ومختلف القارات.
 انهم اكتشفوا في كربلاء المحبة والسلام والرحمة والايمان ولمسوا حجم الانسانية في فكر اهل البيت.
ثانيا. تناغمت فعاليات المهرجان مع مشاعرهم بحيث اكتشفوا ثقافة جديدة عليهم زادتهم غنى. وفهموا التشيع بطريقة لن ولم تتمكن منها عشرات الكتب ان توصل هذه المعاني السامية لهم
 ثالثا. اعتبر الجميع ان ما راوه وتعلموه من كربلاء هو امانة في اعناقهم سيسعون لايصالها بكل ما اوتوا من قوة.

انهم فتية امنوا بربهم
سعيت لاكتشف الجنود المجهولين الذين يعملون لانجاح المهرجان في العتبتين فرايت نفسي عاجز عن ذلك لكثرتهم واختلاف مسؤولياتهم ونكرانهم لذاتهم.
وساتناول اربعة نماذج كان لهم حظور ظاهر غير مخفي بسبب طبيعة عملهم.
وهم
الحاج علي كاظم سلطان
حاج قاسم الشمري
السيد عقيل الموسوي
الاخ حسين السلامي
اما الاول فرايته لولبا في ادارة الامور بصمت وهدوء وثقافة عالية. وبحركة دؤوبة.
وابدع بشهادة اغلب الحاضرين حين ادار جلستين للنقاش والحوار اخذ فيهما يستنطق بواطن الوفود ومكنونات عقولهم لتطوير المهرجان وليكتشف مقدار وصول الرسالة لهم. وحاول في حوارة بذكاء خارق ان يجعل في عقول واذهان تلك الشخصيات فكرة تصدير مهرجان ربيع الشهادة لبلدانهم وعمل نسخة منه وان كانت بامكانية اقل ولكن تحمل نفس المشعل ونفس الفكرة لتصبح فعاليات ربيع الشهادة دورة تدريبية لكل الرساليين في العالم في كسب القلوب ونزع الاضغان وزرع المحبة.
اما الثاني فسجلت له موقف دون ان ينتبه لي في يوم اتت مع الضيوف جماعة   فامتلأ مطعم مجمع الامام الهادي فرايت هذا الرجل يلتفت يمينا وشمالا واستنفر كل من يعمل معه لمتابعة النقص ان حصل في وجبات الطعام بسبب مجيء جماعة غير مسجلة لديهم وامتنع جميع العاملين عن تناول الطعام حتى استوفى الضيوف تمام اكلهم. فلم انس وقوفه ووجومه ومتابعته بشكل لا تصدق انه موظف في هذا المكان بل انه صاحب الدعوة والضيوف ضيوفه. ويسهر على راحتهم. 
واما الثالث فكان دوره واضحا في اهمية موقعه كمسؤول اللجنة الاعلامية ولمتابعته للتغطيات الاعلامية اتضح لي حجم الدور الذي قام به هذا الفارس واتقن مهمته واجاد في انجاحها.
واما الرابع فكنت اينما اذهب اجده سواء في صحن الامام عليه السلام او في مقر اقامة الوفود او في فعاليات المهرجان بحيث اصبحت صورته امامي وهو يدقق في ترتيب اقامة الوفود واستقرارهم ويتابع منشورات المواقع.
والله يعلم كم من هناك ممن بذلوا جهدهم ووقتهم ولكن لم اطلع على صميم عملهم.
كلمات اثرت في. اخبرني احد الضيوف انه لن ينسى تلك الكلمة التي قالها له احد المسؤولين نحن نشكر استجابتك لدعوتنا. يقول انا لا اصدق نفسي ان هؤلاء القوم يحملون هكذا اخلاق انا الذي اشكرهم لدعوتهم لي وهم يقدمون لي الشكر رغم تفضلهم علي.
موقف اخر. لم يكن عند احد دون غيره بل عند الجميع ان كرم العراقيين لا نظير له. 
موقف اخر. ما وجدته من الايمان في كربلاء ومن التنظيم في هذا المهرجان اخجلني بحيث نفتقر لمثل هذا الايمان في بلداننا.
موقف اخر . باحة كنائسنا ليس فيها شاب واحد وتقتصر على الشيوخ والعجائز ووجدت باحة الحسين تضج وتعج بالشباب.
 نجح المهرجان في بناء النفوس واعادة الثقة بين المسلمين ومد جسور التواصل بين الامم والبلدان. ووطد العلاقة بين المسلمين واتباع الديانات الاخرى.
ونجح في ادارة هذا التنوع ليختم نجاحه في فعالية اظهرت حقيقة النوايا في مكامن ادارة المهرجان فربيع الشهادة هو كرنفال العراق بسنته وشيعته. فكما حملت وسائل النقل تلك الوفود لزيارة الأئمة المعصومين توجهت بالوقت نفسه لزيارة الامام ابي حنيفة النعمان والشيخ عبد القادر الجيلاني فتحدرت دموع الصوفيين ولم يعرفوا كيف يشكروا العاملين. ومن اجل تحقيق العدالة في الفضل توجهت الباصات نحو الكنيسة لتتوحد المحبة مع المسيحيين وغيرهم  ومن ثم منها الى المندى مندى الصابئة في بغداد.
 فاي تنوع هذا الذي ضمن للمسيحي ان يرى كنيسته في العراق واي تنوع هذا الذي ضمن للصوفي ان تتقله سيارات الامام الحسين للصلاة في مقام ابي حنيفة والشيخ عبد القادر الجيلاني. واي نحاح في ادارة التنوع اكثر من هذا.


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : وجع عاشقة كربلاء ، في 2018/04/30 .

تعودنا منك دائما المحبة و الإخاء هذه الصفة التي دعت لها كل الديانات بدون استثناء ، هي قيمة إنسانية أخلاقية بها تصنع المجتمعات .
فأنت رمز للمحبة و الأخوة .
السيد وليد البعاج المُحِب للإنسانية فلا يغيب عنك أبدا أن تعبر عن مشاعرك بكل صدق في أي مناسبة دينية أو ثقافية أو اجتماعية ، حضورك له بصمة مميزة ، أساسه الدعوة إلى التقارب و التلاحم و التمازج بين شتى الأمور التي تخص الإنسانية ، و تلاحق الأفكار بين الثقافات المختلقة و التواصل بين مختلف الديانات و المذاهب بقلب يملؤه الإيمان و التواضع و الصدق و الشفافية و النقاء إنه صفاء الروح بالإيمان الحق.
مثلكم منار يشع لإيصال الصورة الصحيحة للإنسانية و للإنسان العدول في محبة العالم ، مثلكم يعتبر رمزا للإنفتاح على الإختلاف بين الشعوب قاطبة بدون استثناء .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118414
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 04 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29