• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع :  عبورٍ على شهقةِ حُلم .

 عبورٍ على شهقةِ حُلم

نهى عباس آل فريد القطيف/ السعودية ماجستير علوم قرآن وتفسير. جامعة المصطفى/ قم. 
ناشطة دينية واجتماعية. 
شاعرة، كاتبة، وقاصة.
التقاها موقع كتابات في الميزان على هامش مهرجان ربيع الشهادة العالمي الرابع عشر فوجد ان تلك المؤمنة القطيفية التي يتفجر الوقار والبراءة من محياها . واذا بنا نتفاجأ بشاعرة يلهج لسانها بعطر اهل البيت واخذت تشنف اسماعنا بتلك القصائد الحسينية الرائعة.
اتت تحمل معها الى كربلاء ومهرجان ربيع الشهادة العالمي قصيدة بحق ابي الفضل العباس عليه السلام. القتها في رحاب المهرجان. تقول بيت من قصيدة بحق الحسين غجر عندي هذه القصيدة بحق ابي الفضل. واهدت القصيدتين لموقع كتابات في الميزان. 
 عبورٍ على شهقةِ حُلم
   〰   〰   〰

الآنَ تكتبُني الآياتُ والسورُ
سيلاً منَ الخجلِ المنهوكِ يعتذرُ

الآنَ تدركُ أنفاسِي انسرابتَها
في حضرةِ الفضلِ يدعونِي لها القدرُ


وكنتُ أنشدُ طيفًا فيكَ يَرسمُني
فِي الأبجدياتِ حرفًا مسَّهُ الخدرُ


الشوقُ جرَّدَ قلبِي لبَّ فطرتهِ
والشوقُ تدريهُ لا يُبقي ولا يذرُ

ما زلتُ أشطبُه صبرًا ويشطبُني
تيهُ المسافاتِ نأيًا ليسَ يصطبرُ

أمضيتُ عتمةَ وجدٍ لا يبارحُنِي
الليلُ طوَّقَ روحِي أيَّها القمرُ  


حتَّى أتانِي رسولُ الصبحِ يوقظُ فِي
وعدِ المرايَا شفيفًا ظلَّ ينتظرُ


الهائمونَ أعارُوا الحلمَ شهقتَهم
عبرتُ شهقةَ احلامِي وما شعرُوا 

وجئتُ أحملُ في كفِّي حكايتَها
سلافةً من ندَى كفَّيكَ تُعتصرُ

لمَّا وقفتُ على أعتابِكَ استبقتْ 
قوافلُ البوحِ تدعونِي وأنهمرُ

صُفرُ المواويلِ فيكَ اهتزَّ بيدرُها
تنفَّسَ الطِّينُ وحيًا وانتشَى المطرُ
 

يا صورةَ الجودِ حينَ الجودِ لوَّنَها 
ما قيمةُ اللونِ غابتْ دونَهُ الصورُ

عباسُ يا آيةَ اللطفِ التِي انسكبتْ
نهريْن في ظمأِ الإحساسِ يُدَّخرُ

فِي يومِ مولدكَ ازيَّنتُ أغنيةً
هزَّتْ فسائلهَا واسَّاقطَ الثمرُ

يختالُ والحلُمُ الغافِي يراودُنِي
خلفِي صغارُ شغافِي فِي الهوَى كبرُوا


لأنَّك الحبُّ في أسمَى غوايتِه
والحبُّ في لغةِ العشاقِ يبتكرُ

القصيدة الاخرى

 يقينٌ على ذمةِ القميصْ

فيّ ارتباكُ الدربِ ضيَّعَ رسمَهْ
وتناسلتْ في الرُّوحِ شهوةُ عُتمهْ

وخريطةُ الماءِ استفزَّ جهاتِها
صخبُ الضبابِ على متيهيَ زمَّهْ

ما انفكَّ يعبثُ في رهافةِ مركِبي
فقدًا يروّع بالحقيقةِ حلمَهْ

الضوءُ.. ياللضوءِ كيفَ تكسَّرتْ
مرآتهُ وتبعثرتْ في الظلمَهْ؟!

وعلى شراعِي الأمنياتُ تمزقتْ
الشكُّ يعرفُ كيفَ يطلقُ سهمَهْ

لا قبلةٌ لي في اليقينِ وإنِّما
في القلبِ ما يكفِي ليدركَ وهمَهْ 

أواهُ، يا يتمَ المراكبِ هلْ لهَا
طيفٌ يلوحُ هدًى وتلمعُ نجمهْ؟!

الريحُ بعثرتِ الجهاتِ وشردتْ
بدمِي نوارسَ رغبةٍ ملتمَّهْ
    
بسملتُ قلبِي وانكسارةَ شاعرِي
ماهمَّ جرحِي نزفُهُ.. ما همَّهْ

الماءُ يشهقُني ويزفرُنِي السرابُ
ولجَّةُ البحَّارِ تغرفُ إثمَهْ
 
لمْ أخبرِ الطُّوفانَ أنَّك منتهَى الـ
غرقِ المسافرِ فيَّ ينشدُ لجمَهْ

حتَّى وجدتكَ في الضَّميرِ منارةً
تهدِي.. وهبَّت من حنانِكَ نسمَهْ

وأضاءَ وجهُكَ في امتدادِ غوايتِي
قبسًا يبوصلنِي بجذوةِ رحمَهْ

ألقيتُ ظلِّي فيكَ محضَ متيَّمٍ
ما عادَ فيَّ الغيبُ يُتقنُ رجمَهْ

إنْ يدّلي وجعِي فكفُّكَ نفحةٌ
منْ سنبلاتِ اللطفِ أعرفُ طعمَهْ

وأشرتَ أنْ أقبلْ وطيفُك دلَّنِي
حيرانُ هذا العمرُ ما عرفَ اسمَهْ

يقتادنِي يتمًا حنينُ فراشتِي 
هاكَ انهراقَ اليتمِ نحوَكَ ضمَّهْ

وإلى جناحِكَ هَا أمدُّ يدِي فأخرجْهَا
بلا سوءٍ.. وجيبيِ لمّهْ

أحتاجُ آدمَ طينتِي، أحتاجُهَا
هلْ لِي منَ الرَّجعِ المعتَّقِ ثمّهْ

خذهَا هُويَّةَ مُترفٍ فِي جدبهِ
وأدرْ سَواقيكَ انهراقةَ غيمَهْ

خذهَا لسيرتِها القديمةِ علَّهَا
معجونةً بالعهدِ تروِي عزْمَهْ
  
منْ فطرةِ الطِّينِ انتفضتَ فأينعتْ
في الروحِ سوسنةٌ وماستْ كرْمَهْ

أنَّى أتيتكَ أستحيلُ مواسمًا
خضراءَ يحرِثهَا نداكَ بهمَّهْ

النهرُ أنتَ مؤثثا بقداسةٍ
الماءِ المدارِ على يبابِ الأمَّهْ

يا قبلةَ العشاقِ أتعبهُم جوَى
الشوقِ الذي لا زالَ ينفُثُ سُمَّهْ
 
أعمىً أنَا والدربُ ضيَّعَ وُجهتِي
حتَّام يعثرُ بِي وأجهلُ فهمَهْ

لملمْ خطايَ علَى طريقِك علَّنِي
ألقَى قميصَكَ قبلتِي لأشمَّهْ
  
وأصيحَ إنِّي هَا شممتُ متيمًا   
ريحَ الحبيبِ وتلكَ أولُ لثمَهْ

أيُردُّ لِي بصرِي/ يقينِي كيْ أرَا
كَ فأنتَ أمنيتِي وأقدسُ كلمَهْ
 
هذِي ملامِحُ غربتِي قوَّستُهَا 
وتشجَّرتْ فِي الغيبِ تعبِرُ قِدمَهْ

غارتْ نَبوءَاتُ الزَّمانِ تعثَّرَ
التَّاريخُ بالتَّاريخِ يفضحُ جُرمَهْ

إلا نَبوءَتكَ الكرامَةُ وحيُها
أنعم بمن أوحَى الكرَامةَ نعمَهْ

يا أيُّهَا السِّرُّ المخبَّأ فِي الضَّميرِ 
اللانهائِي.. غارقًا فِي القمَّهْ
 
فِي كربلاءَ النُّورَ صِغتَ عقيدةَ
الأحرَارِ واستوفتْ خُطاكَ أئمَّهْ

أنتَ الشهادةُ يا حسينُ فهلْ لهَا
دونَ انهرِاقكَ فِي الوجودِ تتمَّهْ؟!
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118316
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 04 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29