• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المصلحون ودورهم في بناء ثقافة المجتمع الجزء الثامن عشر .
                          • الكاتب : محمود الربيعي .

المصلحون ودورهم في بناء ثقافة المجتمع الجزء الثامن عشر

 حلقة بمناسبة ذكرى عاشوراء وذكرى إستشهاد النخبة من المصلحين في واقعة كربلاء

الجزء الثامن عشر
 
مقدمة
المصلحون هم حملة فكر التغيير وهم فرق المواجهة ضد الفساد والإنحرافات التي تعاني منها المجتمعات، ولابد لهذه الطبقة أن تكون متميزة ورائدة وتتمتع بعقلية قيادية إذ هي تلعب دور اُ بارزاُ في توجيه النخبة من أصحاب الكفاءة والخبرة والإستقامة وتكون مهمتها الأولى هي معالجة الأوضاع السلبية وتحديد مواضع الخلل ومن ثم وضع الحلول المناسبة بإستغلال الفرص واستثمارها بالشكل الذي يحقق أهدافها المشروعة والنبيلة.
 
المصلحون هم حملة فكر التغيير
ولابد للفكر من حملة يحملونه ليؤدون عملية التغيير بالاتجاه الذي يوازي الاهداف العامة والخاصة التي تقوم على خدمة المجتمع وتعمل على تطويره وحل مشاكله بما يحقق سعادته وذلك بالعمل على ترسيخ أسس العدل الإجتماعي الذي يوفر الفرص المتكافئة للجميع ليعيش الناس بكرامة والشعور بالإطمئنان وهذه الفكرة هي جوهر عملية الإصلاح.
 
عنصر المواجهة عند المصلحين
إن حركة الإصلاح ليست نزهة أو رغبة وإنما تحتاج الى موقف ومشروع وخط ساخن لمواجهة الفساد وحالات الإنحراف وهي مهمة شاقة لها رجالها الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لتحقيق الأهداف رغم كل المصاعب والمخاطر التي قد تواجههم أثناء إنجاز مهماتهم العظيمة خصوصاً تلك التي توصف بالمهمات التاريخية كما ظهر في مشروع الإصلاح الذي مارسه الإمام الحسين عليه السلام وبقية النخبة الصالحة من رفاقه، ومن قبله رسول الله الأعظم وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام، وفي التاريخ نماذج أخرى مهمة لاتقل أهمية كالحركات التي قادها  نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام.
 
العقلية القيادية ودورها في تجميع النخبة
تحتاج عملية الإصلاح والتغيير الإجتماعي الى عقلية رائدة متميزة لها قدرة ولها القابلية على تحريك العقول والتأثير في عواطف الجماهير وتحديد الإشارات المهمة الى مواضع الخلل في المجتمع الذي تحكمه ظروف مختلفة تشترك فيها السلطة والمؤسسات والأحزاب التي تشدها الى مصلحتها وفي مثل هذه الحالات فإن العقلية القيادية لابد لها من ظهير يسندها، ولابد لها أن تتحمل العبئ الكبير في عملية إختيار المجموعة الصالحة التي تمتلك الحس الجماعي، ولابد أن تتمتع تلك المجموعة بصفات التضحية والإيثار التي تحركها القناعات العقائدية والفكرية والثقافية لكي تتمكن من إنجاز مهماتها التأريخية الكبرى.
 
وضع الخطط ورسم خارطة النشاط الإصلاحي
إن الدور القيادي للنخبة من المصلحين يتطلب جملة من الإجراءات العملية وفي مقدمتها وضع الأهداف وعرضها على الجماهير، ورسم خارطة للحركة الإصلاحية ومايمكن أن تواجهه من الصعوبات والمشاكل التي قد تصل الى حد القمع واستخدام العنف ضدها في حالة طرح نداءاتها وأفكارها على الناس، لذلك كانت مهمة هذه النخبة هي الإستعداد لمثل هذه الظروف وعليها أن تسعى لبناء مؤسسة جماهيرية شعبية تقوم على أساس التعاون والتنظيم والعمل المشترك والإمتداد في أوساط منظمات المجتمع المدني لتعبئة الجماهير نحو الأخذ بالإصلاح وبالشكل الذي يخلق قناعات كافية لعملية التغيير.
 
مهمة تحديد مواضع الخلل في المجتمع ووضع الحلول المناسبة لها
إن من أعظم المهمات في عملية التغيير الإجتماعي تحديد الفساد وجذوره ومناشئه ومواضعه لتسهل عملية المواجهة عند وضع الخطط اللازمة لعلاج تلك الإنحرافات، ولابد للعقل الجماعي أن يلعب دوره في تنظيم حركة الجماعة للحفاظ على وحدتها من جهة، وإشراكها في عملية الإمتداد في صفوف الجماهير من جهة أخرى.
 
إستغلال الفرص واستثمارها
إن إختيار الوقت المناسب للإعلان عن المشروع وفي عملية توجيه النداءات ضرورة مرحلية للإستعداد الى المواجهة والإعداد للمفاجأة ومن المهم أن يبرز الإصلاحيون بالشكل الذي يمكن أن تستجيب لهم الجماهير بسرعة.
 
عنصر التفاؤل
يعتبر التفائل ضرورياُ في جميع مراحل التحضير والتعبئة التنظيمية وفي مرحلة النداء وعرض المشروع كما هو مهم في مراحل المواجهة التي يتوقعها في مواجهة المفسدين والمنحرفين، فقد يستخدم هؤلاء جميع أساليب الإضطهاد والإسكات وكمِّ الأفواه والتعريض والتشكيك بالنخبة في الفعل والقول وكلما أبدت النخبة صلابة في مواجهة المتغيرات السريعة وفي إبداء المرونة مع الجماهير تمكنت من تحقيق الإنتصار والوصول الى الأهداف التي قامت لأجلها.
 
خاتمة
إن عملية الإصلاح الإجتماعي مهمة شاقة ونبيلة، وتقتضي بذل الجهود لغرض الوصول الى الأهداف والقضاء على الفساد، والمصلحون هم الأقدر على بناء مثل هذه الثقافة، وهم الأقدر على قيادة الجماهير وإستغلال الفرص وتحقيق النجاحات والإنتصارات للقضاء على جميع الظواهر السلبية في المجتمع دون التراجع أمام الصعاب وكما عليه الأنبياء والرسل والأولياء ورجال الإصلاح من قبل أولئك الذين سطروا أحرف التأريخ بأسمائهم المجيدة.
 
mahmoudahmead802@hotmail.com
 
‏02‏/12‏/2011

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : محمود الربيعي ، في 2011/12/02 .

الاخ الكريم غسان الزيدي
تحيتي
شكرا لاهتمامك وتقييمك وملاحظاتك وارجو لكم الخير والموفقية.. اعتزازي بكم وشكرا لادارة الموقع على التواصل وفقهم الله.

• (2) - كتب : غسان الزيدي ، في 2011/12/02 .

شكرا لكم على طرح هكذا مواضيع جيدة ومفيدة ومهمة .............وتوقيتها وساعة طرحها ..........يتلائم مع الثورة الحسينية ..........شكرا لكم ولتوجهاتكم ...........غسان الزيدي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11828
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28