• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : النِّظامُ السِّياسِي العَربِي خارِجُ التَّارِيخ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

النِّظامُ السِّياسِي العَربِي خارِجُ التَّارِيخ!

   ١/ إِنَّ موقف العراق إِزاء أَزمات المنطقة الحاليَّة واضحٌ جدّاً تحدَّث عَنْهُ وبيَّنهُ السيِّد رئيس مجلس الوُزراء أَكثر من مرَّة، وهو يقومُ على أَساس الحياد الإيجابي الفعَّال، وأَنَّ ما يُصرِّح بهِ، بين الفَينةِ والأُخرى، بعض قادة الميليشيات المسلَّحة في البلاد من عنتريَّات تحاول جرَّ البلاد للتورُّط في هذه الأَزمات لا تمثِّل الموقف الرَّسمي للدَّولة أَبداً فهؤلاء تُجَّار دم تصريحاتهُم مدفوعة الثَّمن!.
   ٢/ لقد أَثبتت [قُمَّة الظَّهران] {القُمَّة تعني المزبلة أَمّا القِمَّة فتعني رأس الشَّيء} أَنَّ النظام السِّياسي العربي يعيشُ خارج التَّاريخ ولا علاقةَ لَهُ بالمستقبل وهو ينفخُ في قِربةٍ مثقوبةٍ من خلالِ الضَّغط، إِعلاميّاً ونفسيّاً، لتغيير إِتِّجاهات بَوصلة الشُّعوب العربيَّة وبالتَّالي مساراتها! لتتيهَ وتغرقَ في أَمواجِ البحرِ العالمي المُتلاطم!.
   إِنَّهُ نظامٌ فاسدٌ لا علاقة لَهُ بالتَّحدِّيات الأَمنيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والأَخلاقيَّة والعلميَّة المتعاظِمة التي تواجه الشُّعوب في عصرِ العَولمة!.
   لم تُناقش الآفات العميقة التي تُعاني منها شعوبنا العربيَّة كالجهل والأُميَّة والمرض والفَقر وسفك الدَّمِ الحرام والتَّدمير المُنظَّم الذي تتعرَّض لهُ بُلداننا! فظلَّ يلفُّ ويدور حول أُكذوبة التَّهديدات الإِيرانيَّة المزعومةِ فقط! متناغِماً مع النَّغمةِ الأَميركيَّة والاسرائيليَّة! التي هدفها الابتزاز وحلب ضرْع البقرة حتّى يجفّ قبل ذبحها!.
   ٣/ نظامُ القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة ينتزع آدميَّة المُواطن وانسانيَّتهِ عندما يُحرِّم عَلَيْهِ أَبسط الحريّات والحقُوق كالحقِّ في حريَّة التَّعبير والرَّأي! وأَنَّ إِكتظاظ السُّجون والمُعتقلات بسُجناء الرَّأي والعقيدة، والذين يتعرَّضُون لأَشدِّ وأَقسى أَنواع التَّعذيب النَّفسي والجسدي، دليلٌ صارخٌ على ذلك!.
   وأَنَّ ما يفعلهُ الْيَوْم نظام [آل سَعود] بسُجناء الرَّأي يذكِّرنا بما كان يفعلهُ نظام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين بالسُّجناء والسَّجينات عندما كان يعمد إِلى تنفيذ سياسة ما اشتهرَ بهِ [حملات تنظيف السُّجون] من خلال إِعدام وقتل نزلائها كلَّما امتلأَت بهم!.
   كما عُرف عَنْهُ بإِذابة ضحاياهُ بأَحواض مادَّة التِّيزاب الحارقة التي لم تُبق أَثراً من جَسدِ الضحيَّة! حتى العِظام تذوبُ فيها!.
   ٤/ على الرَّغمِ من إِعتراف الرَّئيس ترامب بأَنَّ الشَّقيقات الخليجيَّات الإرهابيَّات الثَّلاث [الرِّياض والدَّوحة والإِمارات] والتي وصفها بحلفاء بلادهِ خلال إِستقبالهِ الأُسبوع الماضي أَمير قطَر في البيت الأَبيض كانت تموِّل الإِرهاب في المَنطقةِ والعالَم وقد توقَّفت عن ذَلِكَ الآن بسبب الضُّغوط التي مارستها واشنطن عليها! إِلّا أَنَّ الواقع يكذِّب ذَلِكَ فلازالت هذه الشَّقيقات تدعم الإرهابيِّين في أَكثر من بلدٍ منها اليَمن وسوريا وكذلك فلازالت الرِّياض تُمارس القتل والتَّدمير المُنظَّم لدَولةٍ مُستقلَّةٍ ذات سيادةٍ وأَقصد بها اليمن، والذي يمثِّل [العُدوان عليها] إِرهابُ دولةٍ بامتيازٍ!.
   ٥/ إِنَّ مَن كان ينتظر أَن تُدين [قُمَّة الظَّهران] العُدوان الثُّلاثي على بلدٍ عربيٍّ مُؤَسِّس للجامعة العربيَّة فهو واهِمٌ؛
   أ/ النِّظام السِّياسي العربي لا يمثِّل إِرادة الشُّعوب العربيَّة ولذلك فانَّهُ بحاجةٍ ماسَّةٍ ودائمةٍ للدَّعم الغربي فكيف يتَّخذ خطوةً تُغضب أَولياء نعمتهِ في واشنطن ولندن وباريس التي نفَّذت العُدوان؟!.
   إِنَّهُ يعيش العُزلة عن شعوبهِ ولذلك لا يمكنهُ أَبداً أَن يعتمدَ على حمايتِها أَو يفكِّر في أَن يحميها من أَسيادهِ وأَقصد بهم واشنطن وحليفاتها!.
   إِنَّهُ لَعارٌ ما بعدهُ عار أَن يلوذَ النِّظام السِّياسي العربي بصمتِ أَهل القُبور إِزاء العُدوان الثُّلاثي على سوريا وكذلك إِزاء العُدوان الاسرائيلي عليها!.
   ب/ أَمّا نظامُ القبيلةِ الارهابي والفاسد فمشغُولٌ في نقل السُّلطة من جيلٍ لآخرَ في ظلِّ التوتُّر الخطير بين أَجنحة الأُسرة الحاكِمة والذي لم تشهد البلاد مثلهُ من قَبْلُ! ولذلك فإِنَّ [إِبن سلمان] بحاجةٍ ماسَّةٍ لحمايةِ واشنطن وحليفاتها لمساعدتهِ على نقلِ السُّلطة بِلا مشاكل ولهذا السَّبب نراهُ مُستسلماً لكلِّ إِملاءاتِها من أَجل كسبِ رِضاها وبالتَّالي حِمايتها! حتَّى أَنَّهُ أَبدى إِستعدادهُ للمشاركةِ في العُدوانِ الثُّلاثي الأَخير على سوريا! فقيلَ أَنَّهُ فشلَ لعدمِ مشاركةِ إِبن سلمان بهِ!.
   ١٦ نيسان ٢٠١٨
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118083
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18