• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : القلم ونون العز... في ذكرى وفاة السيدة زينب (عليها السلام) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

القلم ونون العز... في ذكرى وفاة السيدة زينب (عليها السلام)

زعل قلمي مستنكراً ما يكرره أغلب الكتاب بطيب خاطر وبمودة: (القلم يقف عاجزا والبيان قاصرا عن الاحاطة بعظمة اهل البيت عليهم السلام)، يقول قلمي: كيف أعجز وأنا أسطر حروفي ببركات أهل البيت (عليهم السلام)؟ أبحث لأجد في أن أكون أنا محتوى ما يمثله الولاء المبارك. كيف مثلاً تفكر أن أعجز عن الاحتفاء بذكرى وفاة زينب (عليها السلام)، وأنا أعيش ببركات محبتهم، واليوم كيف تظنني أعجز عن الاحتفاء بذكرى وفاة زينب (عليها السلام)، وبهذه المناسبة التقيت بصاحب كتاب بلاغات النساء أحمد بن أبي طاهر ابن طيفور قال: كانت زينب بنت علي (عليها السلام) تقول: من أراد أن لا يكون الخلق شفعاءه إلى الله فليحمده، ألم تسمع إلى قوله: سمع الله من الحمد، فخفِ الله لقدرته عليك، واستحِ منه لقربه منك. والتقيت بالصدوق محمد ابن بابويه، فقال: كانت زينب (عليها السلام) لها نيابة خاصة عن الحسين (عليه السلام)، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرام حتى برأ زين العابدين (عليه السلام) من مرضه. والتقيت أبو الفرج الاصفهاني وسألته عن معنى العقيلة فأجابني: إن تفسير العقيلة في النساء السيدة، كعقال في الرجال يقال السيد. وقال لي نادرة مهمة: أنها في طفولتها كانت جالسة في حجر أبيها - وهو (عليه السلام) يلاطفها بالكلام - فقال لها: يا بنيتي قولي: واحد، فقالت: واحد، فقال لها: قولي اثنين، فسكتت، فقال لها: تكلمي يا قرة عيني، فقالت (عليها السلام): يا أبتاه ما أطيق أن أقول اثنين بلسان أجريته بالواحد، فضمها (عليها السلام) إلى صدره وقبّلها بين عينيها، وروى لي انها قالت لأبيها: أتحبنا يا أبتاه؟ فقال (عليه السلام): وكيف لا أحبكم وأنتم ثمرة فؤادي، فقالت (عليها السلام): يا أبتاه إن الحب لله تعالى والشفقة لنا. كلام يدل على علم جم وفي لقاء لي مع الفاضل الدربندي بيّن لي أنها كانت تعلم علم المنايا والبلايا، ولذلك أكد الامام السجاد (عليه السلام) لها: "يا عمة أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهمة، ملهمة، وأن علمها كان من العلوم اللدونية والآثار الباطنية". وفي احد لقاءاتي المتكررة مع السيد نور الدين الجزائري في كتابه الفارسي المسمى بالخصائص الزينبية قال: إن زينب (عليها السلام) كان لها مجلس في بيتها أيام إقامة أبيها (عليه السلام) في الكوفة، وكانت تفسر القرآن للنساء، ففي بعض الأيام كانت تفسر (كهيعص) إذ دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) عليها فقال لها: يا نور عيني سمعتك تفسرين (كهيعص) للنساء، فقالت: نعم، فقال (عليه السلام): هذا رمز لمصيبة تصيبكم عترة رسول الله، ولكي أكون في قلب الاحتفاء بالمناسبة، أرى الكثير من الكتاب يكرر سؤاله: أين قبر الحوراء (عليها السلام)؟ فقيل: إنّها توفيت ودفنت في المدينة المنوّرة،. ولو صحّ هذا لبقي لعظيمة بيت الوحي أثر خالد ومشهد يزار، والتقيت مع النسابة العبيدلي فقال لي:ـ إنّ زينب الكبرى بعد رجوعها من أسر بني أميّة إلى المدينة أخذت تؤلّب الناس على يزيد بن معاوية، فخاف عمرو بن سعد الأشدق انتقاض الأمر، فكتب إلى يزيد بالحال، فأتاه كتاب يزيد يأمره بأن يفرّق بينها وبين الناس، فأمر الوالي بإخراجها من المدينة إلى حيث شاءت، فاختارت مصر، وخرج معها من نساء بني هاشم فاطمة ابنة الحسين وسكينة، فدخلت مصر لأيام بقيت من ذي الحجة، فاستقبلها الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري في جماعة معه، فأنزلها داره بالحمراء، فأقامت به أحد عشر شهراً وخمسة عشر يوماً، وتوفيت عشية يوم الأحد لخمسة عشر يوماً مضت من رجب سنة اثنتين وستين هجرية، ودفنت بمخدعها في دار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. وأما لقائي بالعلامة الشيخ فرج العمران يقول: رحل عبد الله بن جعفر عن المدينة وأنتقل مع السيدة زينب زوجته إلى ضيعة كان يمتلكها قرب دمشق في قرية يقال لها (راوية)، وقد توفيت السيدة زينب في هذه القرية ودفنت في المرقد المعروف باسمها، ويقع المقام في الجهة الشرقية الجنوبية على بعد سبعة كيلو مترات من دمشق، وقد أصبحت المنطقة كلّها تعرف باسم (السيدة زينب). تنفس القلم قليلا الصعداء وقال: سأكون دائماً معك..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=117818
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 04 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19