• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : احاديث عن الثورة والشعائر الحسينية (1 ) .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

احاديث عن الثورة والشعائر الحسينية (1 )

يتردد  سؤال  هل ان الحسين (ع) كان يعلم بمصيره في نهاية المطاف عندما بدأ مسيرته الى  كربلاء ؟ واذا  كان يعلم ذلك كيف جاز له ان ينطلق في مسيرته التي تؤدي به الى القتل ؟ من خلال النهي القرآني عن القاء النفس في التهلكة في قوله تعالى (( ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة )) البقرة ، 195
هناك في  حديث السيرة الحسينية عدة  اشارات على ان الحسين (ع)  كان عالما  بمصيره ،  من خلال الاحاديث المروية عن رسول الله  (ص) ، وفيما اثاره الحسين (ع ) في حواره مع الذين طلبوا منه العودة عن قراره بالسفر الى العراق ،وفيما تحدث به الى القوم الذين رافقوه من مكة ، حيث بيّن لهم النهاية المحتومة التي سينتهي اليها في سفره ذاك ، وربما كانت طبيعة الامور في موازين القوى تفرض هذه النتيجة ، وهي الاستشهاد ، لعدم التكافؤ في العدة والعدد ، حيث قوة جيش الحسين (ع)المكون من بضع عشرات ، وقوة الجيش الاموي المكون من عدة آلاف تعطي مؤشرا عن هذه النتيجة مسبقا ،اضافة الى مؤشرات اخرى سنتطرق لها في هذا الحديث، يقول الشيخ محمد مهدي شمس الدين في كتابه ( ثورة الحسين ) : (( ان ما بأيدينا من النصوص دال على ان الحسين (ع)كان عالما بالمصير الذي ينتظره وينتظر من معه )) وينقل الشيخ نصوصا عن تأريخ الطبري  والكامل في التأريخ  وغيرها من المصادر تؤكد هذا الرأي ، منها انه قال لابن الزبير حين طلب منه اعلان الثورة في مكة  (( وايمّ الله لو كنت في جحر هامة من هذه  الهوام لاستخرجوني  حتى  يقضوا  بي حاجتهم  ،  والله  ليعتدن عليّ  كما أعتدت  اليهود  في السبت )).
وكان يقول : (( والله لا يدعوني  حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي  فأذا فعلوا سلط الله عليهم  من  يذلهّم  حتى يكونوا اذلّ من فرام المرأة )).وقد نصحه اصحابه بالبقاء في مكة،فرفض ، اذ أجاب عبد الرحمن بن الحرث وهو من الناصحين للامام الحسين (ع) : (( جزاك الله خيرا يا أبن عم فقد والله علمت انك مشيت بنصح . وتكلمت بعقل  ومهما يقض الله من امر يكن .أخذت برأيك او تركته . فأنت عندي احمد مشير ، وانصح ناصح )) .
وقال لعبد الله بن عباس وهو له من الناصحين ايضا: (( يا ابن عم ، والله اعلم انك ناصح مشفق ولكني قد ازمعت واجمعت على المسير )) .
وقال في موقف اخر(( لأن اقتل بمكان كذا وكذا احبّ اليّ من ان تستحل حرمتها بي)) ويعني الحرم المكي  وكأنه هنا يؤكد ان الحاكم الاموي مصمم على قتله ، ولا يريد ان يقتل في مكة احتراما لحرمتها ، ويزيد يفضل  قتله  في مكة او المدينة ، حتى لا ينتشر خبر قتل الامام في الامصار الاسلامية الاخرى ويكون ردود فعل على ذلك  ، ولا يهم هذا الحاكم حرمة الحرم المكي  لانه طالب سلطة لا يحترم المقدسات ،  وقد  ضرب  الكعبة  بالمنجنيق عندما اعلن ابن الزبير ثورته، وهو يدعي نفسه خليفة للمسلمين حامي لحرماتهم ومقدساتهم !
واجاب الحسين الفرزدق حين قال له : ( قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني امية )
(( صدقت لله الامر ،والله يفعل ما يريد ما يشاء الله وكل يوم ربنا في  شأن ،  ان نزل القضاء بما نحب  فنحمد الله على نعمائه وهو المستعان على اداء الشكر ، وان  حال القضاء دون الرجاء  فلم يعتد من كان الحق نيته  والتقوى سريرته)).ومضى الحسين (ع) مصمما على الشهادة،لا يلتفت لنصح الناصحين له بالعدول عن السفر الى العراق مضى وهو يقول: (( قد غسلت يدي من الحياة ، وعزمت على تنفيذ امر الله )) .
وهكذا خرج من مكة يريد العراق ومعه اهل بيته وصحبه الذين رافقوه ، وفي الطريق ، سمع اخبارا لا تسر حيث
(( اتاه خبر قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة وهو بالثعلبية فأهاب به بعض اصحابه  بالرجوع  فأبى  فلما  كان بزبالة – وهو موضع ما بين مكة والكوفة سميت نسبة الى امرأة اسمها زبالة – اتاه خبر قتل  اخيه من  الرضاعة عبد الله بن يقطر ، وهو احد رسله الى الكوفة  قبض عليه  ابن زياد ورمى  به من  اعلى القصر ثم  امر به  فذبح وعند سماع الحسين بالخبر تألم وخرج الى صحبه من الناس وقال: (( اما بعد فأنه قد اتاني خبر فظيع  قتل  مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة،وعبد الله بن يقطروقد خذلنا شيعتنا فمن احب منكم الانصراف فلينصرف في غير حرج  ليس عليه منا ذمام،فتفرق عنه الناس تفرقا،فأخذوا يمينا وشمالا حتى بقي في اصحابه الذين جاءوا معه من المدينة وانما فعل ذلك لانه ظنّ انما اتبعه الاعراب لانهم ظنوا انه يأتي بلدا قد استقامت طاعة اهله، فكره ان يسيروا معه الّا وهم يعلمون علام يقدمون،وقد علم انهم اذا بين لهم لم يصحبه الا من يريد مواساته والموت معه )) ثورة الحسين، محمد مهدي شمس الدين .
هذه النصوص المنقولة عن مصادر التأريخ تؤكد ان الحسين ( ع )  يعلم  بمصيره  وصرح  بذلك من  دون  لبس  فكلامه مع الناصحين له بعدم السفر الى العراق ، فيه من الوضوح والدلالة على  تصميمه  على الثورة  والشهادة  وفي العراق بالذات ، لمبررات موضوعية اقتنع بها الامام ، منها ان الحاكم الاموي عازم على قتل الحسين وبأي ثمن ، لقناعته بان الحسين في حالة بقائه حيا سيشكل خطرا كبيرا على الدولة الاموية ، وبالذات على يزيد الخليفة الجديد المنصّب على الامة من قبل ابيه بالترغيب والترهيب ، في هذه المرحلة رأى الامام ان مصلحة الاسلام في اختيار مكان استشهاده ،هل المصلحة ان يبقى في المدينة ويقتل ولا احد يعلم بذلك ، ومن دون ان يترك اثرا يذكر  ام المصلحة ان يقتل في مكة وينتهك الحرم المكي بقتله كما صرح بذلك، ام الانسب والاصلح للاسلام ان يقتل في العراق ،  فرأى ان المصلحة ان ينتقل الى العراق ويستشهد هناك ،  اذ في هذا البلد  تتحقق اهداف الثورة  ،  اذن الامام مصمم على الشهادة ، ولكن لتكن شهادة تترك اثرها في الامة النائمة التي اصابها الخدر ايام  حكم الامويين  ولينتشرخبرالثورة واستشهاد ابن بنت الرسول في ارجاء الامة المستسلمة للواقع الاموي الذي خلقه معاوية ويزيد فاعلان الثورة من العراق هو المكان الانسب  لايقاظ  وتحريك الامة  النائمة،وتحريك مشاعرها، كي تعي دورها ومسؤوليتها،لتستعيد فهمها للاسلام الاصيل من جديد ،وتعي مبادءه الانسانية السامية ، من رفض للظلم والظالمين ومحاربة للانحراف عن المبادئ الانسانية التي يدعو اليها الاسلام الحق  ،  والتي  اراد الامويون  استغفال  الامة وحرفها عن هذه المبادئ الاصيلة، فكان اقدام الحسين على الثورة والموت من اجل الاسلام بأرادته ، لانه رأى ان الاسلام والمسلمين قي خطر ، وهم بحاجة الى مستوى من التضحية لا يعادله شئ الا ان  يقدّم حياته  قربانا  لذلك  وهوالمكلف بهذا الدوركونه الامام المسؤول عن الدين والامة امام الله تعالى ، كي  تستعيد  الامة  وعيها المسلوب وتنتبه لدسائس الامويين في محاولتهم حرف الامة عن اسلامها الاصيل ،  حيث  اراد  الامويون  تسويق  الاسلام الذي يقر الظالم على ظلمه ويحابيه  ،  فوجد الامام (ع) ان لا امل في تحريك الامة وتنبيهها عن غفلتها  الا بتقديم دمه الطاهر لاجل تحقيق هذا الهدف ، وليكن شعلة متوهجة على مرّ العصور ، بوجه كل ظالم  ،  وليؤسس  لمبدأ انتصار الدم على السيف ، ووفق هذه المعطيات تتحق الاجابة عن الشطر الاول من السؤال وهو ان الحسين (ع) كان يعلم بمصيره من خلال مؤشرات موضوعية وواقعية ، ويبقى التساؤل مطروحا عن الشطر الثاني فيه ، وهو كيف يجوز للامام ان يقدم نفسه للموت مختارا ؟ والقرآن ينهى عن القاء النفس في التهلكة !
والاجابة عن هذا السؤال تتطلب الاحاطة بالحيثيات  الشرعية  والفقهية في هذا الخصوص ،  وهذا من اختصاص المجتهد ، لذا استطلعنا رأي السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله تعالى من خلال كتابه(حديث عاشوراء ) وننقل رأيه بتصرف :
ربما يثير البعض المسألة في دائرة خصوصيات الامام الحسين (ع ) في تكاليفه الشرعية التي قد تفرضها  امامته مما يجوز له ومما لا يجوز لغيره ،لان دوره يختلف عن دور الاخرين ، لذلك فأنه يطرح – أي هذا البعض حسب تسمية السيد –المسألة على اساس انه اعرف بتكليفه فيما حدد الله تعالى له من تكاليف  ،  فليس لنا  ان نخوض في الموضوع في دائرة التصور الشرعي في تكاليفنا،أي ليس من حق الفقهاء اعطاء رأي في ذلك كون الحسين (ع) امام وهو اعرف بتكليفه  ، وهذا الرأي لا يتفق معه السيد فضل الله ، انما يميل الى راي اخر يراه هو الانسب في هذه القضية .
وهنا يتساءل السيد فضل الله  ، ما هي المشكلة في القضية ؟ولماذا لا يجوز للرسالي الثائر ان يتحرك بالثورة ضد الفئات  التي  تتحدى الاسلام في حركته و قوته وامتداده وفي المواقع التي  يواجه فيها الخطر المحقق او المحتمل  هل هناك غير القاء النفس في التهلكة  ؟  وهذا  يعني ان السيد  فضل الله يجيز للانسان المسلم ان يلقي  بنفسه  في التهلكة اذا كان الاسلام في خطر حسب تقدير هذا الانسان المضحي،او حسب تقدير من يتبعه في الفتوى،ويضيف ان هناك فرقا بين الحالات الفردية التي تؤدي الى الموت وبين الحالات الجهادية التي  تتحرك  في  مواقع  الخطر
فقد رخص الله تعالى للمجاهدين ان يتحركوا في الساحات التي  تؤدي  بهم الى  القتل  فرادى او  جماعات  ،  لان الاسلام يفرض عليهم ذلك،مما يجعل دائرة الجهاد خارجة عن دائرة حركة القاء  النفس  في التهلكة . هذا هو رأي السيد فضل الله في الاجابة عن الشق الثاني من السؤال ،  ونحن لا نوافق  السيد في رأيه  وهو  يجيب  عن  الشق الثاني من السؤال لان رأيه هذا  سيستغل من الاخرين المتطرفين، خاصة هذه الايام فكل الحركات المحسوبة على الاسلام ، والتي تتبنى الارهاب والعنف كطريق لتحقيق الاهداف، وفرض الافكار بقوة السلاح ،انما تتحرك تحت عنوان الجهاد ، نرى ان هذا الرأي فيه مسامحة كبيرة وباب مفتوح واسع لأن يلج منه كل من يدعي الجهاد  فيقوم بذبح  الابرياء تحت هذا العنوان ، مثل اسامة بن لادن والزرقاوي المقبور وايمن الظواهري واتباعهم ،واصحاب الفتاوى الجهادية من اتباع المذهب الوهابي المتطرف وغيرهؤلاء كثير من ادعياء الجهاد  ، ان باب الجهاد اليوم اصبح مفتوحا على مصراعيه، واصبح الجهاد كمفهوم خاضع للاجتهاد، فكل فئة او مجموعة مهما تكن بعيدة عن تعاليم الدين الحنيف ، تركب موجة الجهاد ، ويصبح عملها مبررا في مفهومها هي عن الجهاد ، فالحركة الوهابية السلفية لها مفهومها عن الجهاد، والحركات السلفية الاخرى كل لها مفهوم عن الجهاد،ومهما يكن الفعل الذي تقوم به هذه الحركات خاصة المسلحة منها شنيعا ومقرفا ، فهو داخل تحت عباءة الجهاد ، ومن هؤلاء الانتحاريين من مدعي الجهاد بمختلف انتماءاتهم ، وايضا منظمة القاعدة الارهابية  ،  لها مفهومها عن الجهاد ،  فهي عندما  تقتل الاعداد الكبيرة من المدنيين الابرياء ، انما تقتلهم تحت لافتة الجهاد ، ولا ادري أي جهاد تعني ؟  وما علاقة  هذه الجرائم بالاسلام والجهاد ؟  نرى كل طرف يدعي  ويعطي الشرعية  لفعله تحت عنوان  الجهاد ، وبناء على هذا الاستغلال لمفهوم الجهاد من قبل اطراف عديدة،وتوظيفه لايدولجيات متطرفة،تؤمن بالعنف وقتل الاخر المختلف  وتكفير المسلمين الاخرين الذين لا يقبلون بهذا الفكرالمتطرف ،ويعطون الفتاوى بقتلهم ، لانهم لا يفهمون الاسلام الا وفق ما هو موجود في اذهانهم المتحجرة المغلقة،عليه فأني اميل الى الرأي الذي يعتبر اقدام الحسين (ع) على الشهادة من خصوصيات الامام ،  وكذلك اعطاء  الاذن  الى الاخرين  بالجهاد والاستشهاد  هو من  خصوصيات الامام، وهذا ما حصل للامام الحسين فعلا، ولاصحابه واهل بيته الذين سمح لهم بالجهاد والقتال حتى الموت، لان الامام هو الاعرف بتكليفه ، لكن  السيد فضل  الله يرى  ان اصحاب الحسين  (ع)  واهل  بيته  الذين  شاركوه في المعركة واستشهدوا معه  ، انما انطلقوا بالموقف من خلال العناوين العامة للجهاد بأذنه ورعايته ، مما يوحي بأن المسألة لا تتصل بالمورد الخاص ، بل تمتد الى الخط العام ،وهنا يعطي السيد فضل الله استنتاجه الفقهي، وهو انه من الممكن لاية حالة مماثلة فيما هي الظروف والمواقع ان تأخذ الشرعية لحركتها من عاشوراء، على اساس انها خارجة عن دائرة النهي الشرعي في القاء النفس في التهلكة ، وهذا الرأي يجيز للمسلم التحرك للدفاع عن الاسلام عندما يواجه الخطر،وهنا في رأينا يحصل اللبس والابهام والتشويش، كون تقدير الخطر الذي يتعرض له الاسلام متروك للاجتهاد ، اذ كل فئة او مجموعة تقدر الخطر حسب فهمها وثقافتها ، فحركة طالبان مثلا تجيز قتل المسلم الاخر ،عندما تذهب البنت او المرأة الى المدرسة لتتعلم ، وتعتبر ذلك خطرا على الدين  ، او خروج  عن  تعاليمه  والبعض من افراد القاعدة  ، وهذا ما شهدناه  في  العراق ، يقتل  المسلم الذي  يبيع قناني الغاز الذي  يستعمل  في الطبخ ، ويعتبر ذلك خروجا عن الدين  ،  لان النبي لم يستخدم الغاز في الطبخ  ، انما استعمل الحطب  ،  ورجال الحركة الطالبانية او القاعدة الذين يسمون انفسهم علماء، وبعض من ينتمي الى الحركة الوهابية المتطرفة ، يفتون بقتل المسلم الشيعي ، لمجرد انه شيعي محب لاهل البيت ، ويعدونه كافرا ، وهذا مانشاهده في العراق وافغانستان والباكستان ، وهم  اذ يفعلون  ذلك  انما  يتحركون بوحي الافكار المعادية  للاسلام التي تحركهم في الخفاء حسب تقديرنا لان فكرهم وعقولهم جامدة ومتخلفة يمكن استغلالها بكل سهولة ، وهم اذ ينفذون افعالهم الشنيعة هذه  انما ينفذونها باسم الجهاد ، وتحت ضغط هذه الافكار الشاذة المنحرفة والمتخلفة ،  لكن في عرفهم انهم اتقياء مؤمنون ومجاهدون ، ويدخلون الجنة بلا حساب ، عليه نرى ان من مصلحة الاسلام والمسلمين اليوم عدم الافتاء  بالجهاد اذ ليس من صلاحية احد الافتاء به ، انما هي من مسؤولية الامام المعصوم  ،  ولا  احد  ينوب عن الامام  في هذا الواجب ، اما الدفاع عن النفس عندما يتعرض الفرد او المجتمع او الوطن للتهديد  والخطر  ومحاولة  الاعتداء او القتل ، فيصبح الدفاع واجبا يقرّه العقل والشرع والقوانين الموضوعة ، وفي عصرنا  الحاضر يتولى  الدفاع عن الفرد او المجتمع او الوطن او المقدسات ، مؤسسات الدولة المختصة ، والتي توجد في كل  دولة في عالمنا  الذي نعيش فيه ،اما حركة الامام الحسين ( ع) ، فلها خصوصيتها ، اذ لا تعد القاء للنفس في التهلكة ، لان الحسين هو الامام المكلف بحماية الدين ، وحماية الامة المسلمة ،وهو المكلف باعطاء الاذن في الجهاد والموت في  سبيل الله حفظا للدين،وسلامة للمبادئ ومنعا للانحراف، ومن يريد ان يقدم على الموت تحت راية الجهاد ، يجب اخذ الاذن من الامام المعصوم فقط لا غير ، لذا جاز لاصحاب الحسين واهل بيته ان يموتوا معه مختارين  ،  لانهم  حصلوا على موافقة الامام في ذلك ، وفي حالة غياب الامام يصبح الجهاد واجبا عقليا اذا كان  دفاعا عن  النفس  والوطن والمقدسات  المعتدى عليها  من الاخرين  ،  لان الدفاع عن  النفس واجب  عقلا ولا اعتراض عليه  من  الشرائع السماوية ، او الانسانية ، والدفاع عن الوطن يدخل ضمن الدفاع عن النفس ايضا ، وفي  حالة الدفاع  هذه  يواجه المعتدي وجها لوجه ولا يعتدى على الاخرين الذين لا علاقة  لهم بهذا العدوان  ،  والله  تعالى يوجب  الدفاع  عن النفس المحترمة وعن حياتها وكرامتها ومقدساتها وممتلكاتها،قال تعالى  :((  وقاتلوا في سبيل الله الذين  يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين )) البقرة ، 190
 
علي جابر الفتلاوي
A_fatlawy@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11717
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19