• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حظيرةُ الساسةِ .
                          • الكاتب : علي باسم .

حظيرةُ الساسةِ

في عصرٍ تشابكت فيه العناوين مع دلالاتها ووجدت ذيولُ القاعِ نفسها مُقحمةً بأزِمّةِ القرار ومُدخلَةً في خِضّم فيضٍ عميقٍ من الفكر والإدارة .. نأى ظلُّ الحكمةِ الراكز وخفت ضي القمر المنير مُزحزحاً نَفْسَهُ عن الخوض مع مُستلفي هذه الرموز الشاهقة؛ لئلا تُمثلَ من قِبَلِ تلك الوجوه البائسة وظل الرأي السائد على فترة الانحطاط الفكري والخَدَمي هو التناحر المزيف سعياً للتشبث بقمة جبل لم يجرؤوا يوماً على التفكير في تسلقِ سفحهِ.
 في سلك آخر نجد أن أصحاب القضية ومؤسسي فكر النضال وتمثيل فئة المسحوقين قد دأبوا على الوصال في نضالهم  ـ رغم كونهم هامشا في كتابٍ تعيس -  وذلك بإحياء القلم واللسان وإخراج المكنونات المودعةِ في جواهر أرواحهم بجُلّ أصنافها خدمةً للصالح العام .
 أما عن الطرف المغلوب عليه أو من وضَع نفسه بخانةِ العطف بسذاجةِ اختيارهِ و ضَعف سريرته ( عامة الشعب ) فقد اعتاد على شراء سمكةٍ في البحر ودفع ثمنها للصائد إعجابا بحرية انسيابها وحركتها وهو يموت جوعاً و يتضور حسرةً لملء أحشائه ، وتطرقاً للمغلوب على رَأيهم سياسةً فهم كمن وارَبَهُ سيل الواقع المرير وباتوا كحراسٍ صامتين لمن الحفهم هذا المنبر يشاهدون تمزيق أشلائه في تُؤْدَةٍ .. و يالها من لوحةٍ ساديّةٍ شموليةٍ مُسَجّاةٍ بِأسمالِ " ديمو-قراطس " يَسْتَرْوِحُ فيها حيتانُ السلطةِ مياهَ الشعب ، فالكل أصبح خليعة الكل في هذا المضمار ، وكُلٌّ قَلَبَ مِجَنَّهُ للآخر حتى ضاقت بما ذرعت من نتنهم وتعيَّن علينا رؤية سوء فعالهم وَيَا ليتَ عقلنا يكفّ غرائزنا عن رؤية هؤلاء متجددين بأطمارٍ مختلفةٍ وعلى راحاتٍ مختلفة .( وكأنَّ الحيّةَ تَنزع سُمَّها عندما تَنسلخُ عن جِلدها البالي ) ! 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=117033
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 03 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28