• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نحو المزيد من التألق للفضائية العراقية الإخبارية .
                          • الكاتب : محمد رضا عباس .

نحو المزيد من التألق للفضائية العراقية الإخبارية

من العدل والانصاف ان نقدم  كل الاحترام والتقدير الى الفضائية العراقية الإخبارية لموقفها المشرف مع العملية السياسية في العراق . الفضائية وقفت مع العراق بالوقت الذي وقف الإعلام العربي والبعض من الاعلام العراقي ضد التغيير وبدء يشحن الشارع العراقي وهو بالأساس كان ملتهبا . العراقية وقفت موقف المتعقل المتزن ورات  ان مصلحة العراق فوق كل شيء , وهكذا كانت العراقية تلطف الأجواء السياسية لمشاهديها وهي تعرف جيدا ان الشارع العراقي كان ملتهبا وهناك العشرات من الأرواح البريئة كانت تزهق كل يوم . كانت الفضائية العراقية دائما تبعث روح الامل والتفائل في قلوب مشاهديها حتى بدء واضحا على أفكار من كان يراقب الفضائية العراقية ومن كان يراقب الفضائيات المعادية للتغيير , ولهذا السبب كان أعداء التغيير و الجهلاء من العراقيين يسمون الفضائية العراقية " فضائية سويسرا " او" فضائية جنيف" , في إشارة الى الاستهزاء بها وبأخبارها والعملية السياسية في العراق.

برامج الفضائية العراقية السياسية كانت تتجنب الحديث عن الانقسامات في الشارع العراقي, تتجنب الحديث مع اهل ضحايا الإرهاب, وتتجنب الحديث عن المجاميع السكانية التي كانت تدعم الإرهاب . كانت برامجها تؤكد على الوحدة الوطنية وضرورة الاتحاد بين مكونات الشعب العراقي من اجل دحر الإرهاب . وعندما كانت هناك عمليات إرهابية في بغداد او محافظة أخرى , الفضائية كانت تتعمد تجاهل الخبر او إعطائه قليل من الأهمية , وذلك من اجل عدم بث الرعب والقلق في قلوب المشاهدين . هذا التوجه بدء منذ اليوم الأول للتغيير وحتى هذه اللحظة وبذلك فان الفضائية العراقية تستحق الشكر والعرفان لأنها عرفت ان الإرهاب حالة طارئة على العراق وسوف يختفي مع اختفاء أسبابه , وان النصر هو حليف الشعوب المظلومة , وهذا ما جرى في العراق . الإرهاب قتل وجرح مئات الاف من العراقيين الأبرياء , ولكن النتيجة كانت اندحار الإرهاب وبقاء العراق والعملية السياسية .

مع هذه المقدمة , لا يمنعنا من تسجيل بعض الملاحظات حول أداء الفضائية من مشاهد حرص على مشاهدتها منذ تأسيسها , يطمح ان تكون في الموقع الاحسن . هذا مع العمل اني قد كتبت مقالة حول الفضائية العراقية قبل سنوات تكشف وتعالج بعض الظواهر السلبية , الان تجمعت لدي بعض الملاحظات الجديدة حول أداء الفضائية والتي اعتقد انها سلبية ويجب إصلاحها وهي:

1. هناك برنامج من تقديم الإعلامية رشا تحت عنوان 168 . ما معنى هذا الرقم ؟ اعتقد من الأصول تقديم مقدمة قصيرة لهذا البرنامج حتى يعرف المشاهد معنى هذا الرقم . اكاد اجزم ان 99% من مشاهدي هذا البرنامج لا يفقهوا معنى هذا الرقم .

2. هناك برنامج اقتصادي عنوانه " دينار" . اسم البرنامج موفق جدا حيث ان الاسم يؤشر الى محتواه " الاقتصاد". المشكلة ان مقدم البرنامج لم يستخدم فن شد المشاهد الى هذا البرنامج المهم . تذكر ان موضوع الاقتصاد موضوعا ليس من المواضيع السهلة ولهذا فان الكثير من الطلاب وغير الطلاب لا يحبون الخوض به بل حتى دراسته . مقدم البرنامج يستخدم طريقة حاكم تحقيق في حواراته مع ضيوفه . اعتقد يحتاج السيد مجاهد  أبو الهيل حث مقدم البرنامج استخدام طريقة افضل لجذب انتباه المشاهدين لبرنامجه .

3. لا يوجد مذيع اخبار متخصص في الفضائية العراقية وانما هناك مجموعة من المذعين . وجه المذيع يتغير تقريبا كل يوم او يومين وكأن هناك تقسيم لأيام الأسبوع لكل مذيع او مذيعة . لا صغرا بقابلية المذعين في الفضائية العراقية فكلهم من المتمكنين والمؤهلين , ولكن الأهم هو الاختصاص . مقدم البرامج الإخبارية يمتلك مؤهلات تختلف عن مؤهلات مقدم برامج ثقافية او اقتصادية او اجتماعية او فنية وترفيهية . لا يوجد هناك اختصاص في الفضائية العراقية . مذيع الاخبار هو نفسه من يدير الحلقات السياسية . هذا غير صحيح , طبيب الاسنان مهما بلغ من خبرة و موهبة في مهنته لا نتوقع منه ان يكون طبيب للاذن والانف والحنجرة ناجحا . ولا نتوقع ان يكون طبيب امراض الجملة العصبية الماهر ان يكون ماهرا في امراض المعدة او الكبد . الاختصاص شيء مقدس لأنه هو الذي يقود الى التقدم والازدهار سواء على نطاق الفرد او المجتمع. تحويل المختص في اعمال زخرفة البناء سيكون اقل إنتاجية عند تحويله الى نجار او خباز او حداد . وكذلك لا نتوقع ان يكون النجار الماهر , حدادا ماهرا . الاختصاص يأتي عن طريق الدراسة و تكرار العمل . التكرار قد يقود الى الملل والضجر ولكن هو الطريقة المثلى لاكتساب المهارة والخبرة في الأداء .

4. تقدم الفضائية العراقية برامج سياسية غاية في الأهمية , ولكن المشاهد سوف ينصدم بكثرة عدد ضيوف برنامج لا يتجاوز وقته اكثر من 45 دقيقة. ان استضافة ثلاثة محدثين عن موضوع معين يشوش ذهن المستمع وبالتالي ضياعه . في بعض البرامج يأخذ مقدم البرنامج ربع وقت البرنامج في تقديم الأسئلة الطويلة الى المتحدث , إضافة الى تعليقاته . وهكذا , ينتهي المتحدث في البرنامج وهو لم يتحدث اكثر من خمسة دقائق. الحل هو استضافة متحدث او اثنين بدلا من ثلاثة او أربعة , حتى يستطيع المشاهد التركيز على موضوع المناقشة .

5. شيء رائع ان يتعلم المشاهد للفضائية العراقية السيرة الشخصية لبعض القامات العراقية الأدبية والثقافية والفكرية . كما هو جميل  جدا تعريف المواطن العراقي على الاثار العراقية والمواقع الدينية والتراثية . ولكن المشكلة هو إعادة نفس الموضوع عدة مرات في الأسبوع مما يزرع الملل عند المشاهد. العراق يزخر بالأسماء والمواقع التاريخية وبالمفكرين والادباء المعاصرين ما يكفي تغطية دهر من الزمن , وكل ما تحتاجه "العراقية " هو توفير فرص عمل لبعض المثقفين من اجل اغناء الثقافة العراقية والتي , بكل الأسف, بدأت تتراجع في السنوات الأخيرة . التليفون والانترنيت و الفيس بوك قدمت خدمات عظيمة للبشرية , ولكنها بنفس الوقت لا يمكنها ان تحل محل برنامج يومي يتحدث عن موضوع تاريخي او عن حدث عراقي , او عن قامة عراقية في الادب , الشعر, الفن, الثقافة او الرسم او النحت .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=116896
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 03 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20