• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ضرورة إعادة النظر بانتخابات الخارج .
                          • الكاتب : محمد رضا عباس .

ضرورة إعادة النظر بانتخابات الخارج

 تركت العراق منذ اربعين عاما وسكنت الولايات المتحدة الامريكية , ولكن لم انقطع من المشاركة في الانتخابات النيابية العراقية العامة والتي تجري كل اربع سنوات على الرغم من بعد السفر و قناعتي التامة انه لا حاجة لدعوة العراقيين في المهجر للمشاركة في ادلاء أصواتهم الى اشخاص لا يعرفونهم ولم يقابلونهم . الحقيقة هي ان 95% من المواطنين العراقيين في المهجر ليس لديهم اعمال في العراق , وانما اصبحوا مواطنين في بلدهم الثاني وان البعض منهم بدء يعمل مع شركات أهلية والبعض الاخر  في وظائف حكومية واخرون من اصبح لهم اعمال خاصة . النتيجة ان هؤلاء العراقيين والذين تريد منهم الحكومة العراقية الذهاب الى المراكز الانتخابية لاختيار من يريدون اختياره لا معنى له و تبديد لأموال العراق. كما ذكرت ان السواد الأعظم من العراقيين المهاجرين في أوربا والولايات المتحدة الامريكية وأستراليا وكندا جاءوا الى هذه البلدان ليبقوا فيها  ويصبحوا جزء لا يتجزأ من المجتمع الجديد . اغلبهم اصبح لهم أولاد لا يتحدثون اللغة العربية , واصبح تفكيرهم يختلف عن تفكير اقرانهم من العراقيين في العراق , وبكل اسف اصبحوا لا يعرفون حتى اين يقع العراق وما هي حضارة العراق , وما شكل النظام السياسي في العراق, وكل ما يسمعون عن العراق هو الانفجارات والعمليات الإرهابية .
بعض من تقابلت معهم من العراقيين اما رافض للتغيير ويلعنه ولا يريد ان يسمع عن اسم العراق , او لا يشارك في الانتخابات لان المراكز الانتخابية بعيدة عنه , او لا تهمه الانتخابات لأنه يشعر بانه ليس من الصحيح لأفراد يعيشون على بعد الاف الاميال يقررون  مصير امة . اعتقد ان امتناع هذه الشريحة بعدم المشاركة في الانتخابات لها كل الحق وللأسباب التالية:
1. اختيار المرشح النيابي يتم وفق برنامجه الانتخابي , فهناك من يفشل في الانتخابات لان برنامجه لم يستقبل بالقبول و الرضى من الناخبين وينجح الاخر لان برنامجه الانتخابي مقبول للناخبين.  ولكن ما الفائدة الذي سيجنيها المهاجر من انتخابات في العراق , وما هي فائدة المهاجر من الانتخابات ان كان المرشح نائبا ناجحا او فاشلا؟ 
2. لقد اثبتت التجربة ان مشاركة المهاجرين  في الانتخابات العراقية تركز المذهبية والطائفية والقومية . لقد لاحظت في الانتخابات الأخيرة في واشنطن ان المنتخبين على قلتهم كانوا عبارة عن تشكيلات مذهبية وقومية . بكلام صريح , كانت هناك مجموعة من المهاجرين السنة , ومجموعة من المهاجرين الشيعة , ومجموعة أخرى من المهاجرين الكرد . كل مجموعة انتخبت النائب الذي يعود لهم , وكأنهم لم يتعلموا درس الانتخابات في الولايات المتحدة الامريكية والتي لا تنظر الى دين ولون المرشح.
3. عدد المؤهلين بالمشاركة في الانتخابية في العراق عدد كبير , وبذلك فان مشاركة المهاجرين في الانتخابات سوف لن يؤثر شيآ على التركيبة السياسية للبرلمان الجديد . إضافة عشرة او عشرين نائب عن طريق انتخابات الخارج سوف لن يؤثر كثيرا على تركيبة البرلمان العراقي , على القيادات  الحكومية, او المناصب الحكومية الكبرى .
4. وعليه فان صغر عدد المنتخبين في الخارج لا يستوجب تلك المصاريف الكبيرة التي خصصت لتوفير المراكز الانتخابية من تأجير فنادق , تأجير حماية, و رواتب القائمين عليها . ان صرف 10 مليون دولار على الانتخابات في الخارج يحرم فقراء ما يقارب 100 دار هم في اشد الحاجة لها.
5. اذا كانت الدولة تريد مشاركة المهاجرين في الانتخابات العامة , فعليها تشريع قانون يسمح للمهاجر السفر الى العراق من اجل المشاركة في الانتخابات واختيار من يريده , وهذا ما هو مفعول به في دول كثيرة منها الكيان الصهيوني , حيث مع كل انتخابات جديدة في إسرائيل تفرغ نيويورك من اليهود , ويسافرون الى الكيان الصهيوني من اجل اختيار قادة جدد تدير شؤون الكيان المغتصب . 
6. ان مشاركة كثيفة من قبل يهود نيويورك في انتخابات الكيان الصهيوني لا يعني كمال الانتخابات في هذا البلد , بل على العكس, فان مشاركة يهود نيويورك في الانتخابات الإسرائيلية يؤثرا تأثيرا سلبيا على العلاقة بين أبناء البلد الأصليين الفلسطينيين , ويهود فلسطين. ان يهود نيويورك هم  من اليهود المتعصبين والذين يريدون طرد الفلسطينيين من كل فلسطين. وهكذا اصبحوا يشكلون حجر عثرة امام أي محاولة سلام في الأرض المحتلة.
لا خوف على العراق من تأثير المهاجرين على نتائج الانتخابية في أيار القادم , لان عدد المهاجرين الذين سيشاركون في الانتخابات هو قليل العدد وان اعدادهم من الناحية المذهبية والقومية شبه متساوي , وعليه فان تحشيد مكون معين أنصاره في مركز انتخابي معين سيقابله تحشيد مكون اخر في مركز انتخابي اخر. النتيجة , من الاحسن على الحكومة العراقية السماح للمهاجرين العراقيين من الادلاء بأصواتهم في العراق , كلا حسب منطقة ولادته لا في بلاد المهجر . اعتقد ان معظم المهاجرين لهم الامكانية من دفع أجور تذكرة السفر اذا حبوا المشاركة في الانتخابات , وهنا ستظهر الحقيقة من هو المتحمس للانتخابات ومن له المصلحة بالتغيير , وبنفس الوقت لا يحتاج العراق مراكز انتخابية في الخارج , وصرف تكاليفها على مشاريع اكثر منفعة للمواطن وللبلد .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=116713
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 03 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29