• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نرحلُ,أم ترحلون؟ .
                          • الكاتب : دلال محمود .

نرحلُ,أم ترحلون؟

 كل شيء في بلادي يسير ببطيء
الأعمار, البناء, الكهرباء, جميع الخدمات تمشي الهِوينا وكأنها في زحفها سلحفاة, الاَّ الموت , والقتل والدمار, سبحانك يارب العباد, كم يتسارع , ويركض ملك موتك كي يصلنا بسرعة جنونية ليسرق أرواح أهلنا العراقيين البريئة.
هل حقاً, أن ارواحنا بريئة؟
أن كانت بريئة فلماذا يخطفها ملك الموت , بشكل بشع ومريع, وتتعدد طرق بشاعته فمرة بالتفجيرات ومرة, بالكواتم , ومرة بالاختطاف, ومرة ومرة.
وإن كانت مُذنبة, فما هو ذنبها, ءَ ..لأَنها عراقية , وإن كان السبب هو عراقيتها , فمن الذي خلقها وجعلها تولد في تلك البقعة من هذا العالم, أليست قدرتك يارب العباد والسماوات والأرض؟
يخدعنا الــــــ...... فيقولون إصبروا ,لمَ الصبر ؟ وعلى مَنْ نصبر, وإلى متى الصبر؟
أية قلوب تلك تجرأ على القيام بتلك الافعال الأجرامية الشنيعة, وأية بيئة نشأوا فيها لتولد فيهم هذا الكم من الجرم ؟
ياإلهي ماهذه الصور التي تعج بها فضائيات العهر العربي والعالمي وهي تذيع بدم بارد أرقام عدد ضحايانا , نعم نحن لانعدو ان نكون غير أرقام في حاسوبات قوى الشر والبغي الدولي .
لقد تعودنا قبيل كل أنتخابات أن يهدي الينا المقيمون عليها كميات لاتحصى ولاتعد , كي يحصدوا أعداداً لاتحصى ولاتعد من الأصوات.
صور الضحايا , ياإلهي تقتل النفس عن كل أمل , تمزق القلب عن كل حياة ونبض.
صارالبكاء أمراً,سخيفاً وتافهاً, وبلا أدنى قيمة, هل يُعقل أن نظل نبكي ونلطم الخدود ونشق الجيوب, والديكة يتضاحكون ويقتسمون لحمنا وهو يتناثر ليقيموا ولائمهم حوله؟
أليس من أولى مهمات ولاة الأمر هو المحافظة على حياة الناس وتوفير الأمن والأمان لهم؟
الايحقُّ لنا أن نسألهم, أين مفارز سيطراتكم التي تصدعون بها رؤؤسنا في عز الصيف وبرد الشتاء عندما تفتشون كل صغيرة وكبيرة كي تعبر مركباتنا الصغيرة من مدينة الى مدينة ,اين اختفت أمام تلك التفجيرات, وكيف قُدِرَّ لتلك الايادي القذرة والمجرمة ان تدخل وتعيث وتدمر وتحرق ؟
لماذا العالم بأجمعه يقيم الدنيا ولايقعدها حين يقتل فرد واحد من شعبهم ونحن بالمئات نحصدهم وكأنهم ماهم ببشر؟
مايحزُّ في النفس أن ردود الفعل لاتتعدى ترديد كلمة ندين ونستنكر ونأسف؟
يكاد الحزن يخنقني ياإلهي, رفقاً بنا وبأجيالنا القادمة, التي تبدأ يومها بصباحات دموية , وبأشلاء بشرية تتناثر هنا وهناك من غير ان ترتكب ذنب سوى أنها تنتمي للعراق العظيم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=115884
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19