• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أَلعالَمُ وَقفَ إِجلالاً لِتضحِياتِ العِراقيِّينَ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

أَلعالَمُ وَقفَ إِجلالاً لِتضحِياتِ العِراقيِّينَ!

   أ/ للمرَّةِ الثَّانيةِ يصطفُّ العالَم خلفَ العِراق.
   في المرَّةِ الأُولى كانت عندما تشكَّل التَّحالف الدَّولي للحربِ على الارهابِ.
   وقتها احتلَّ الارهابيُّون نصف البلد تقريباً بسبب فسادِ وفشلِ القائد العام السَّابق للقوَّات المسلَّحة والذي انشغلَ بسياسةِ خلق الأَزمات سعياً واستقتالاً لضمانِ الوِلاية الثَّالثة التي شكَّلت بالنِّسبة لَهُ كابوساً يؤرِّقهُ!.
   وعندما شعر العالَم بأَنَّ العراقيِّين مصمِّمون على الانخراط في الحربِ على الارهابِ بكلِّ ما يملكونَ إِستجابةً لفتوى الجهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجع الأَعلى والتي وقفت بوجهِ التَّدهور في المعنويَّات الذي أَصاب الشَّعب آنئذٍ، قرَّر المجتمع الدَّولي أَن يصطفَّ خلفَ العراق ليساعدهُ في حربهِ على الإِرهاب!.
   كانت البداية من العراقيِّين أَنفسهُم، وبإصرارهِم واستعدادهِم وتضحياتهِم إِنتزعوا الموقف الإيجابي من المجتمع الدَّولي الذي كان عاملاً مُساعداً فقط.
   واليوم إِذ يصطفّ المجتمع الدَّولي خلفَ العراق لمساعدتهِ في الدُّخول في المرحلةِ الجديدةِ، مرحلة الإعمارِ والاستثمارِ والتَّنمية، فهو إِنَّما يعبِّرُ عن شكرهِ وتقديرهِ وتثمينهِ لتضحياتِ العراقيِّين والمُنجز التَّاريخي الذي حقَّقوهُ في الحربِ على الارهابِ الذي شكَّلَ تهديداً عالميّاً عندما تمدَّد في سوريا والعراق، وهذا ما شرحهُ بشَكلٍ واضحٍ جداً وصريحٍ الأَمين العام لهيئةِ الأُمم المتَّحدة السيِّد [أَنطونيو غوتيريش] في كلمتهِ بمؤتمر إِعمار العراق الذي انعقدَ مؤخَّراً في دولةِ الكويت الشَّقيقة.
   ٣/ إِنَّ قيمة نتائج المؤتمر المذكور ليست بالمبالغِ التي تمَّ جمعها بمُختلفِ عناوينِها وإِنَّما بما عبَّرت عَنْهُ من موقفٍ دوليٍّ داعمٍ للعراقِ وهو يدخل مرحلةً جديدةً بعد تحريرِ آخر شبرٍ من أَرض العراق الطَّاهرة من دنسِ الإرهابيِّين.
   وعلى الرَّغمِ من كلِّ التَّقارير والمنشورات السلبيَّة [التَّضليليَّة] التي انتشرت خلال اليومَين الأَخيرَين والتي حاولت التَّقليل من المؤتمر أَو تضخيمِ خطر القروض التي حصل عليها العراق وغير ذَلِكَ، إِلّا أَنَّ الحقيقة طغت على كلِّ هذا التَّضليل وأَنَّ الواقع تجاوزَ الإِشاعات والأَكاذيب والفبركات التي نشرها المغفَّلون بلا وعيٍ أَو فهمٍ أَو حتّى الاطِّلاعِ عليها.
   لقد دارت ماكينة التَّضليل بسرعتِها القُصوى خلال اليومَين الماضيَين للحطِّ من قيمة العراق من خلالِ التَّقليل من المُنجز الذي حقَّقهُ في مؤتمرِ الكويت.
   إِنَّ أَخشى ما أَخشاهُ هو أَن يُضيِّعَ العراقيُّون إِنجازاتهم بسبب حقدِ بعضهِم على البعضِ الآخر! وحسدِ وغيرةِ بعضهم من البعضِ الآخر! فطبيعةِ [إِمَّا أَن أَلعبَ أَو أَن أُخرِّبَ الملعب] تأتي على البنيانِ الذَّاتي دائماً!.
   كما أَنَّ طبيعة [القابليَّة على الانتحارِ الذَّاتي بسببِ السلبيَّة المُفرَطة واليأس] هي الآخر تهيِّئ الأَرضيَّة للتَّدمير الذَّاتي!.  
   ٤/ ولتوضيحِ جانبٍ صغيرٍ من هذه الأَكاذيب التي انتشرت في وسائلِ التَّواصل الاجتماعي، فانَّ مبلغ الـ [٣٠] مليار التي حصلَ عليها العراق في المؤتمر المذكور فانَّ منها قروضاً تجلب المزيد من الدَّخل للبلاد وهي نافعةٌ جداً من خلالِ ما تدرُّهُ من أَموالِ تسديدِ ذاتها، علماً بأَنَّ أَكثر القروض هي مِن هذا النَّوع إِلى جانبِ قروضٍ يمكنُ أَن نسمِّيها بالقروضِ الضارَّة وهي قليلةٌ جداً بالقياسِ إِلى حجمِ النَّوع الأَوَّل والتي يمكنُ للعراق أَن يرفضها بعد دراسةٍ متأَنِّيةٍ، وهي التي أَسماها المُغرضُون في منشوراتهِم التَّضليليَّةِ بالقُروضِ السِّياديَّة!.
   وبالمناسبة؛ فانَّ هؤلاء المُغرضُون كانوا لا يتوقَّعون جمع حتى [٢] مليار دولار من المُؤتمر! وعندما تمَّ جمع [٣٠] مليار دولار وأُسقطَ بأَيديهم! فلسفُوا تضليلهُم وخداعهُم بطُرُقٍ شتَّى!.
   ٥/ للأَسف الشَّديد فانَّ دُوَلنا مازالت منطقة إِستقطاب صراع نفوذ القُطبَين العالميَّين واشنطن وموسكو، فكلُّ الذين يتقاتلونَ إِنَّما يحاربُون بالنِّيابةِ وبأَموال البترودولار! أَمَّا عندما يحينُ وقت المُفاوضات فانَّ الذي يجلس على الطَّاولة مُقابل الآخر فهُما الأَميركي والرُّوسي حصراً!.
   تُرى؛ متى ستعي شعوبنا هذه الحقيقة لتُعيدَ النَّظر بواقعِها المرير فتتوقَّف عن حروبِ الوَكالة؟!. 
   ١٥ شباط ٢٠١٨
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=115716
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19