• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مهما كثرت الاقاويل، مؤتمر الكويت وضع حجر الأساس لانطلاقة الاقتصاد العراقي نحو مستقبل افضل .
                          • الكاتب : محمد رضا عباس .

مهما كثرت الاقاويل، مؤتمر الكويت وضع حجر الأساس لانطلاقة الاقتصاد العراقي نحو مستقبل افضل

بعض السياسيون لم يعجبهم تجمع مؤتمر الكويت و بدؤا  يقللون من شانه و يعطون صورة سوداوية عنه. احدهم يقول ان المؤتمر كان مكلفا على ميزانية الدولة العراقية لكثرة العراقيين الحكوميين المشاركين فيه,  الأموال المخصصة له ليست منح وانما قروض, الاجتماعات مجرد " كلام فارغ ووعود كاذبة", القروض ليست لوجه الله و انما " ستفرض شروطا قاسية على حكومة وشعب العراق", "تخبط " في تنظيمه وأهدافه , يراد منه التأثير على نتائج الانتخابات القادمة . بل ذهب احد السياسيين ابعد من ذلك وهو يتساءل عن توقيت موعد المؤتمر وحتى مكان انعقاده , دولة الكويت الشقيقة.

لا حاجة للرد على هذه الافتراءات , واقل ما يقال عن  مطليقيها هو ان هوايتهم خلق الازمات , التشكيك بالأخرين , خلق النزاعات العدائية , و ضيق افق للمستقبل . والا , كيف يحق لاحد التهجم على دولة الكويت الشقيقة , وهي الدولة التي واجهت الكثير لتنظيم مؤتمر من هذ الوزن الثقيل والذي شارك فيه اكثر من 2000 رجل اعمال وسياسي كبير. وان من انتقد اجتماع المؤتمرين في الكويت  , على ما يبدوا, لا يحب ان يرى المسؤول العراقي يرحب به وبكل حفاوة في بلد نسى , او يحاول نسيان, فترة احتلاله من قبل جاره الشمالي , وفتح صفحة جديدة من العلاقات المتوازنة. ان التصريحات التي اطلقها الحكوميين و السياسيين الكويتيين حول العراق تؤكد بدون ادنى شك رغبة الكويتيين بدعم العراق اقتصاديا وسياسيا , والعيش في منطقة مستقرة سياسيا واقتصاديا, لان كما صرح به احد القياديين الكويتيين , ان  " العراق يعد احد ركائز الامن والاستقرار في المنطقة "  . وسياسي اخر يقول " انتصار العراق هو انتصار لنا وللعالم اجمع".

عودة الى نتائج المؤتمر, حتى وان تحقق للعراق 30% من طموحاته , فان التأثير الاقتصادي لهذه الثلاثين بالمئة سيكون كبيرا جدا لبلد ما زال يعاني من ازمة مالية حادة. يجب الفهم، ان موافقة بعض الشركات العربية او الأجنبية بتمويل مشروع اقتصادي معين في العراق انما هو تخفيف من العبء المالي على ميزانية الدولة. وبكل تأكيد، ان نجاح أي مشروع  استثماري في العراق سوف يحفز مستثمرين اخرين للاستثمار فيه . وهكذا فان أي نجاح يخلق نجاح اخر , وعلى الحكومة العمل بكل طاقتها حماية الاستثمار تماما مثلما أصرت على القضاء على تنظيم داعش عسكريا من ثلث مساحة العراق.

كما وان مؤتمر الكويت كان مناسبة لتعريف العالم , ان الحكومة العراقية لا تنظر الى منطقة في العراق دون أخرى , وانما تنظر الى كل العراق بعين واحدة , بغض النظر عن هوية المنطقة الدينية او المذهبية او القومية. العبادي دعا جميع قادة المحافظات وإقليم كردستان للمشاركة في اعمال المؤتمر والتحرك على الشركات المشاركة في المؤتمر وتشجيعهم على الاستثمار في مناطقهم. وهكذا شارك في المؤتمر الشيعي والسني , العربي والكردي, المسلم والمسيحي. كما وان عدد المسؤولين الدوليين المشاركين يعطي الانطباع من ان العراق قد استرجع هيبته , توحد العالم على مساعدته, و ان هذه المساعدات هي سريعة و مؤكدة. هذا ما يفسر كثرة المسؤولين الذين التقوا برئيس مجلس الوزراء , حيث اجتمع الأخير وفي يوم واحد بوزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية, الممثل الأعلى للاتحاد الأوربي, وزير التنمية والتعاون الاقتصادي الألماني , استقبال وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني, و توقيع مذكرة تفاهم مع بنك الصادرات الأمريكي.

المؤتمر لم يكن مكان لجمع المعونات والمساعدات المالية للعراق , ومن كان يفكر بهذا الموضوع فهو على خطأ كبير. العراق ليس بحاجة الى صدقات , وان ما لديه من خيرات تكفي أبنائه وتفوق . كما وان الدول المشاركة في المؤتمر ليست جمعيات خيرية , وانما حال الدول المشاركة المالية هي نفس حال العراق من معاناة وازمات مالية . لا توجد دولة على سطح الأرض بدون مشاكل مالية , وبذلك حتى منحة من عشرة ملايين دولار هي  بالنسبة لهم مبلغ كبير , حيث من غير المعقول ان يتعب العامل الأمريكي او الفرنسي او الالماني او الكوري , ويذهب تعبه على شكل منح مالية للعراق. المواطن في هذه البلدان يريد ان يرى ان الأموال التي تستقطعها حكوماته على شكل ضرائب من رواتبهم , ان تصرف بداخل بلاده على الخدمات . وهكذا عندما ذهب العراق الى الكويت , ذهب لأجل جذب الاستثمار والذي بقى مترددا بالدخول الى العراق بسبب سياسات النظم السابقة المانعة والحالة الأمنية بعد التغيير. العراق , يريد الان , ان يقول للعالم ان العراق أمن وجاهز للاستثمار لمن يريد الاستثمار فيه. كما وان من حق أصحاب الاستثمارات وضع شروط على العراق قبل الدخول له, وكلها معقولة. الاستثمار الأجنبي يطالب ان يكون هناك حماية قانونية لاستثماراته , أي لا يحق لمجموعة مسلحة وضع شروطها عليه, المستثمر الأجنبي يريد توفير الامن , حيث من غير المعقول ان يقوم مستثمر باستثمار 100 مليون دولار في مشروع يستهدف في اليوم الثاني من قبل قوى الإرهاب, والمستثمر الأجنبي يريد سحب السلاح من الشارع حتى يستطيع منتسبيه بزيارة المواقع الحضارية له. ان قتل احد منتسبيه على يد مجاميع مسلحة او خطفه قد يؤدي الى انهيار استثماره.

يكفي ان نقول للمشككين بالمؤتمر ان من يرعى المؤتمر هم  الأمم المتحدة , الاتحاد الأوربي, والبنك الدولي للأعمار. وان من شارك في المؤتمر كبريات الشركات في العالم . وان هناك وزراء من دول مهمة شاركت  فيه . بكلام اخر , هناك تصميم وإصرار على نجاح المؤتمر وان المواطن العراقي سوف يشعر بهذا النجاح في الأشهر القلية القادمة . وان من يقول ان المؤتمر " مجرد كلام فارغ و وعود كاذبة" , انما يريد التقليل من أهمية المؤتمر والذي اصبح بعبعا مخيفا للسياسيين الخائفين على مستقبلهم السياسي بعد فشلهم في تحقيق مطالب منتخبيهم . كما وان بعض الأحزاب رأت ان اجتماع الكويت يشكل خطرا حقيقيا على مستقبلهم السياسي , بعد النجاحات الكبيرة التي حققها العبادي خاصة في مجال القضاء على تنظيم داعش عسكريا و القضاء على فتنة التقسيم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=115589
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 02 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29