• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (الشعائر الحسينية بحث وتنظير ) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(الشعائر الحسينية بحث وتنظير )

من اهم التأثيرات التي اكتسبتها الشخصية  الشيعية من واقعة الطف وعموم الثورة الحسينية، هي  حتمية الخروج على الحاكم الجائر اذ اعتبرت هذه الثورة الجبارة مستندا واقعيا تستند عليه في شرعية الخروج على حكومات الجور والطغيان وعدم الركون اليها، وذلك من خلال ثورة قام بها إمام معصوم، وتبعاً لذلك قامت العديد من الثورات ضد انظمة جائرة رفعت شعارات الثورة الحسينية وانظمت الى خطها فكريا كما أن من تأثيرها أنها علمت البشرية أن الإنسان قد يكون مظلوماً في واقع ما أو ظرف ما ولكن ليس بالضرورة أن تتلازم المظلومية مع الضعف، بل إن المظلومية قد تولد القوة، فليس كل مظلوم بضعيف، فالحسين كان مظلوماً ولكنه كان قوياً في كل مراحل ثورته، وعلى الرغم من أن الثورة الحسينية انتهت معركتها في يوم كربلاء باستشهاد الإمام الحسين سيد الشهداء ولكن آثار هذه الثورة لا زالت مستمرة، ولهذا نجد أن الشيعة تحيي هذه الثورة في كل عام من خلال شعائر وطقوس، ولأن كل الحوادث التاريخية تعيش بعض الجدل حولها بما يتراكم عليها، مما يستدعي بروز بعض الرؤى الناقدة لبعض التراكمات السلبية حسب المنظور، ومن ضمن ذلك النقد الموجه لبعض الشعائر والطقوس والممارسات سواء كان من خارج الشيعة أو من داخل الشيعة أنفسهم، إلا أن عظمة الثورة الحسينية هو في جوهرها ولما قدمته من معانٍ عظيمة وكبيرة للتضحية والإيمان واليقين والتفاني والألم والصبر والإخلاص والثورة على الظلم لأجل الإنسانية بأجمعها وهذا يعني أن الحسين (ع) قدم ثورته للإنسانية فدأبت الاجيال تسعى من اجل ان نتعمق في دراسة الجوهر، وان نفهم  المعاني اليقينية واستيعاب  المدركات الخاضعة لكل كينونة حسب مفهومها ومقدرتها ـ يرى الكاتب (حيدر حب الله) اهمية  وجود المقدس في الحياة لدواعي الاطمئنان والتربية، وحدد المقدس بالذي أوصلتنا اليه المعطيات العلمية وفي البحث عن عوالم الشعائر الحسينية يرى الباحث السيد (حسن إسلامي) أن الفكر الشيعي في القرن الأخير جهد على بناء المفاهيم الشيعية وإعادة شرح وتفسير المعتقدات والتعاليم الإمامية بلغة عصرية معاصرة، وذلك في مساحات فكرية مختلفة ومن ضمنها مسألتي فلسفة الثورة الحسينية ورؤية حديثة لمآتم العزاء ومراسمه، والشيعي إلى أي ميول فقهية انتمى يجعل من ثورة عاشوراء جزءاً من أسس أفكاره وعقائده الدينية ولا يمكنه التفكير خارجها فيما قد يتسنّى لأكثر الشيعة ألا يملكوا صورة واضحة عن عقائدهم بل قد لا يمكنهم ممارسة التأمل فيها، فثمة رؤى كثيرة حاول بعضها البحث في ماهو رائج وتقليدي في هيكلة  المراسيم، وصدرت الكثير من الدراسات عن شرعية  العزاء الحسيني كتجربة (عبد الحسين شرف الدين) ودراسات  في الدفاع عن العزاء الحسيني للشيخ (علي الستري) وذكر الباحث الشيخ (رضا بابائي) ان اقامة العزاء والبكاء على الحسين  عليه السلام من صحيح الإسلام، ولم تقتصر أدلتها على مذهب خاص فمن الجائر اعتبارها بدعة مثلما يروج بها دعاة الوهابية. كما صدرت عدة دراسات مهمة عن العزاء الحسيني وانطباق مفهوم الشعائر الإلهية، وأدلة ومنطلقات معارضو العزاء الحسيني من خلال نظرية المخالفة الشرعية عند الاتجاه السلفي، ونظرية الرفض السياسي عند الاتجاه السياسي السلطوي، ونظرية المخالفة العرفانية عند الاتجاه الصوفي، وعلاوة على صحة البكاء وإقامة العزاء على الإمام الحسين عقلاً وشرعاً فإن له إيجابيات في الواقع العملي، وأن فلسفة مجالس العزاء الحسيني بحاجة لدراسات مستقلة ونظرة فاحصة، وصدرت عدة دراسات تفسيرية سيكولوجية وسيسيولوجية وسياسية للدكتور (محمد نجاد منصور) متخصص في علم الاجتماع وقد استوقفتنا امور كثيرة في دراسة السيد الدكتور نجاد ومنها... اعتبار تلك  الطقوس ردة فعل عند الشيعة تجاه استشهاد الامام الحسين عليه السلام فنجد ان ثمة مؤثرات معينة ربما شوشت على معنى ردة الفعل، يرى بعض اتباع السلفية انها ردة فعل نادمة على اعتبار ان الشيعة هم من قتلوه، وهناك نظرة اخرى تراها ردة فعل ضد القتلة اينما كانوا واينما وجدوا، أي ردة فعل ضد الطغيان السلطوي وهذه الطقوس فعل قائم بذاته وليس ردة فعل، فالفعل القائم هو الاقرب لمفهوم الشيعة وتلك المواساة مقترنة باسم الرسول (ص) ويعود الدكتور في مبحث آخر ليبين اسباب الحضور الجماعي الغريب والمدهش للشعوب الشيعية في طقوس العزاء الحسيني، ولا ندري اين وجه الغرابة في وجود جماعات ترتبط برابط مقدس، رابط جرح وتاريخ ومعاناة مقترنة بثورية هذا الانتماء ثم يأخذنا نحو فضاءات سيسولوجية لتفسر لنا التفاعل مع النهضة مثل فرضية حب الفضيلة وفرضية الحاجة الى البعد المعنوي والقلبي، والفرضية السيسيولوجية في تفسير التفاعل مع النهضة الحسينية، والفرضية السيكولوجية في تفسير استمرارية النهضة الحسينية، والفرضية السياسية في تفسير الاستمرارية، وفرضية الإعجاب النخبوي بالثورة الحسينية وثمة دراسة اخرى وردت للشيخ (محمد سردرودي) باحث تاريخي  تحت عنوان (التحريف في السيرة الحسينية) يتساءل الباحث: لماذا وكيف وما هي الأسباب والعوامل التي بعثت على تحريف تاريخ عاشوراء والسيرة الحسينية؟
وأهم العوامل الباعثة على حصول تحريفات في السيرة الحسينية وهي الرواة الأمويّون ومؤرخو السلطة، التحريف التبريري محاولة لتطهير الخليفة كما في تجربة ابن خلدون، صناعة الأساطير في مقابل عاشوراء، إظهار المظلومية دون الرسوخ الى مفاهيمها والارتكاز عل البكائيّات دون شرح ابعاد النهضة بمنطوق عصري، وحيوية الطف تتجاوب مع جميع الرؤى المعروضة رغم تناقضات بعضها، واحتج الشيخ الباحث على مرتكز الشعورية وضخم لنا القضية معترضا على مفردة ترد في معظم المجالس وهي (لسان الحال) ونستنكر على الشيخ الباحث مسألة تجويز الرياء فليس هناك مدرسة شيعية واحدة تجوز الرياء وقد اعتمد الباحث على دراسة تفصيلية في التفسير  الصحيح للتباكي ويعترض على بعض المفردات التي ترد في المراثي وبعضها لا يحتاج الى مثل هذه الاعتراضات ولكني اجد في هذه الانفاس محط علمانية مستحدثة تغالي احيانا بالتقدمية وسبل ايجاد وسائل تقدمية في قضية الحسين، قد لانخالف الشيخ الباحث في وجود بعض الظواهر التي سببها الكبت المنعي عن ممارسة هذه الشعائر، ولكن ليس بحجم المعروض في هذه الدراسات، هو يعترض على جملة... هل من ناصر ينصرني،  وجملة... ان لم يستقم دين محمد إلا بقتلي فياسيوف خذيني، ويعترض على تفسير... كهيعص، وجملة... كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء، ويصل الامر بان الشيخ الباحث يطالب بتحصيف زيارة عاشوراء. وكان على الشيخ الباحث ان يقول انهوا ظاهرة عاشوراء باسم التقدمية العالمية ويفض نزاع القوم. وقد وردت دراسة اخرى تحت عنوان طويل (عاشوراء في العصر العلماني: من التناقض المفاهيمي إلى التناغم في القيم والحاجات) للدكتور مجيد محمدي الباحث الجامعي، حيث ذكر أهمية تقاليد عاشوراء في عالمنا المعاصر حيث تناول فيه الاهتمام المعاصر بتقاليد عاشوراء وعن ارتباط عاشوراء بالعالم العلماني والدنيوي وعلاقة عاشوراء بالثقافة العالمية والعناصر الأساسية المؤلفة للثقافة العالمية اليوم، والآلام الأبدية المتعالية من خلال آلام سقراط والهمّ الأخلاقي، وآلام المسيح ومحنة العشق، وآلام الحسين (ع) والتضحية في سبيل القيم الأخلاقية، و سؤال الحرية المعاصر وثورة الحسين الشهيد، 
ودراسة مهمة اخرى بعنوان "حادثة عاشوراء في الدراسات الغربيّة، مدخل لرصد مساهمات الفكري الغربي" وهو بحث مشترك للباحثين عبد الحسين حاجي أبو الحسين ومحمد نوري، الأول باحث في الدراسات الغربية والثاني باحث في الحوزة والجامعة والمشرف والكاتب في العديد من الموسوعات الإسلامية، حيث تناولا البحث في المواضيع التي اهتم من خلالها الباحثون الغربيون بعاشوراء والإطار الذي قدم الباحثون الغربيون رؤاهم لعاشوراء، و الترجمات وتصحيح الكتب، و الدراسات الاستشراقية التحليليّة لظاهرة عاشوراء
ثمة مبحث ورد عن "بقاء السيرة الحسينيّة، المصادر والمراجع دراسة في المستندات التاريخية" للشيخ محمد سردرودي الباحث المتخصص في تاريخ الثورة الحسينيّة، حيث تناول في المدخل أن البحث في مصادر ونصوص عاشوراء تكشف عن الآراء المختلفة المطروحة في تاريخ عاشوراء، ومن أجل الرجوع للمصادر والنصوص احتاج الكاتب تقسيم المصادر وتصنيفها حيث قسمها لقسمين مستقلة وغير مستقلة، كما يمكن إضافة الكتب الحديثة التي تضمنت أقوال الإمام الحسين (ع) وكلماته وإن كانت لا تعد من المصادر التاريخية ولكن تكمن أهميتها أنها مستقاة في أغلب الأحيان من الروايات والأحاديث المنقولة والمنسوبة للإمام الحسين، وتناول القسم الأول من البحث عدة مسائل، المسألة الأولى: المصادر المستقلة من خلال المصادر غير المنشورة والمصادر المنشورة وخطب الإمام الحسين (ع) في المصادر والمصنّفات، والمسألة الثانية: المصادر الشاملة، كما تناول القسم الأول من البحث موسوعة الإمام الحسين (ع) الإنجاز الأضخم وأمثلة للمبالغات التاريخية كما وردبحث آخر 
معنون بـ "الشرعية الدينية للمأتم الحسيني: إشكاليات في المقولات والنصوص الحديثية" للشيخ مهدي حسينيان الأستاذ في الحوزة العلمية والناقد في مجال علوم الحديث والتراث، حيث تعرض في تمهيد البحث إلى أنه على الرغم من التأكيد من قبل المعصومين (ع) وتوصيتهم بالبكاء على سيد الشهداء (ع) وأقامة المأتم له فإنه طرحت بعض الشبهات حول ذلك وتوجد أهمية لمراجعتها والرد عليها، وحيث تناول البحث مسائل عدة: إشكاليات حول إقامة المأتم، ووقفة مع التشكيك في روايات استحباب المأتم وثوابها، نظريات في تحليل روايات البكاء وإقامة المآتم من خلال نظرية السيد هاشم معروف الحسني ونظرية الدكتور محمد باقر البهبودي والنظرية السائدة، وردود مقتضبة على نظريّتي: الحسني والبهبودي، وعاشوراء وضرورة البهجة: نظرية ابن طاووس وهاشم الحداد، ووقفة نقدية مع نظرية البهجة الصوفيّة، وهل العزاء بعد العاشر أم في العشر الأوائل؟!،.   



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11530
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29