• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ( اليتيم ) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

( اليتيم )

هنا نجم  رقد ... 
 نزف احزانه  زمنا 
تباركه المنابر 
حنينا  
 لاريب ... ان هذه الارض المورقة بالاجساد  تنشد معه 0 ها يحسين ومصابة ) 
 ولاشك  ان سمة الولاء لايغيرها الموت 
 فلنبحث سوية  عن قبر ينشد للمصاب 
 عن منبر تراب  يصدح بالعبرات 
  هنا .. 
 لا . هناك 
هو ذا  فلنضمه بين حنايا الاضلع وفاءا 
  نقرا عنده سورة الفاتحة  
 ثم نستدرج الحنين 
لينبثق نور الولاء فتياً في براءة طفل وحيد لأبويه 
يسير والعهد في يمينه 
يولج (الكتاب)
ليتعلم أبجدية  الحياة 
ويتعلم قراءة القرآن الكريم رقية تأخذ بيديه إلى نور الله 
وإلى شموخ القباب الزاهية إلى هذا الولاء المزدان+
 بحب الحسين (ع)
نصطحب حمزة عبود إسماعيل (السعدي) الذي لقبوه بـ(حمزة الزغير) ليتميز عن الرادود الحسيني (حمزة السماك) أحد رواديد كربلاء من الذين عاصروا تجربته 
إلى هذا المهد الذي اهتز عام 1921م 
في محلة باب الطاق
وترعرع في ركب هذا العويل المبارك يهز أوتار الأنين ولعاً يأتزر القلب ليحفظ القصائد الحسينية 
ويرددها حنيناً وشجواً يطل بهيبته التوى 
سروراً يعتلي صهوة الإنشاد منبراً دون أن يتأثر بمن سواه 
طفلاً يجوب مجالس العزاء ليستمع إلى آهة كل رادود.
عند الأمنيات نهج أحلام تحملها قلوب الوالهين سلاماً مروءة لظن
فتمتد يد الرادود الشيخ (عباس الصفار) 
ليحمل هذا الطفل فؤاداً يفيض محبة وغيرة 
وليشدو كفاءة وموهبة تنبض بالخير في عام 1938.
يزدهي رقه حين يصعد منبر الحسين (ع)
ليكشف هذا الصوت لوعة هذا الجراح فينطلق إلى عوالم الشهرة
مستحقاً بجدارة هذا الوعي شجي هذا الصوت حين تباركه الرعشات أكفة تعتمر الأجساد وهذا الدمع المتنافر كلما نسمع صوته أناهيد تستفيق عند مرابع الجراح.
قراءة إنشادية لحمزة الزغير
ويعرش في كل ذات أسلوب الزغير الكبير
هذا اليتيم الذي استقى من منبر الحسين كرامة الأبوة والإباء
وانطلق صوته في الآفاق الرحبة شجياً رغم بساطة الأجهزة الصوتية وهذا البوح سرعان ما انتشر فتياً إلى البلدان وطيف الولاء يشمخ مزدهياً فيه وقد شهد الكثير من محبيه إنه ما كان يسعي لشيء من هذا الحطام المادي
الذي أئتزر به معظم الساعين إلى أسواق المنابر في هذا الزمان
ولذلك تراه انتقل إلى عدة مهن كي يعمل ليعيش..
عمل عطاراً ثم في محل لبيع الفافون ثم اشتغل في صناعة الأحذية وعلى وعمل في محل كوي الملابس منبر أهل هذه الصنعة 
 
شهادة أحد الراواديد (محمد حمزة) فاشتهر هذا اليتيم رغم وجود الأكبر عمراً والأكثر خبرة والأكثر شهرة 
وليكبر ويصير رائد المنبر الحسيني ورادوده الأول وليصير مدرسة تخرج منها الكثيرون
ورغم كل هذه التقنيات مازلنا نسمع صوته وكأنه المنافس الذي لا يشيخ ولا يموت لكل الأزمنة تمشي إليه كل المدارس الحديثة في الإنشاد 
وتندف من نخل هذا الفرات طلع مواسم العزاء
ومازالت تشير إلى قوة الأداء وبمختلف الأوزان التي تجاوزت الكثير نفسها وتركيبتها الصوتية 
فكان له أسلوب المتفرد في القراءة.. وكلما كانت النتيجة قوافل الجرح والعزاء إلى ما يجيش بأفئدة المصير 
تفيض النخوة فيه منبراً أينما كان
في النجف حيث المواكب الحسينية المواسية بوفاة الرسول الكريم وليلة استشهاد الإمام علي وإلى سامراء الجرح والتاريخ حيث تم إحياء ذكرى وفاة الإمام الحسن العسكري..
وكلما تتزامم الأقمار وتعتمر الرايات غداً تزداد السنوات عزماً عند هذا اليتيم الموهوب
فعذوبة هذا الصوت غمرت تاريخ السنين فما شاخ شوطاً أو تعب شامخ نراه يعتلي المنابر كربلاء .... تتجه العيون إليه دمعاً وكأنه يحرق كل سنوات يتمه في (آيحسين ومصابه)
 
وكأنه يتحدى خيل المنون بجراح (آيحسين ومصابه) زكأنه يجازف بكل شيء من أجل (آيحسين ومصابه) ينتقى قصائده- بتأمل طويل يدرس كل جوانب جرحها وهذا الترابط المكيف بين الجرح والتاريخ بين الحاضر والمستقبل بشكل فطري ولكي يبتسم الناس بدموعهم يتعانق الصوت الشجي مع الكلمة المعبرة 
المشرقة بالحب والنصرة والولاء
حيث عمر أول لقاء مع الشاعر الحسيني المرحوم كاظم المنظور عام 1956م كثنائي حسيني شامخ زاهٍ وجليل
ليحمل الاثنان شلال الجرح النازف روافد شعر وروافد صوت نموذجي المح الآن نوراً يطلع من نزيف الجراح يطلع صحاً ينوه كل ارتعاشه فينا وكل لهفة تنادي ياحسين 
 
فمن من لا يذكر رغم تلك السنوات 
{يبن أمي عالتربان          عفتك رميه}
 عين العمى ولا شوف       ذيج المسية}
فلنوقظ هذا النهج عشقاً ونعانق بهجة الحزن الندية ولنتذكر سوية هذا الأنين 
(جابر يجابر ما دريت ابكربله شصار
من شبو النار
والحرم شاطت للمعارة تريد أهاليهه)
ونجد فيه الكثير من الهويات مثل هوية 
الشاعر كاظم البناء والشاعر محمد علي النصراوي 
وسليم البياتي والشاعر المرحوم مهدي الأموي 
والشاعر عودة ضامي التميمي ومحمد حمزة الرادود وعبد علي الخاجي والكثير من الهويات
حلم تصفح به خلود منشد منهج الهوى وقاراً وفجر فينا ينابيع الرؤية شغفاً بأسلوبه المتميز
يرى معظم المختصين بشؤون الإنشاد الحسيني تميزه وتفرده بلونه الخاص وبثقافة الاتقاء...
وبعد هذا قيادته للمجاميع حتى أصبح مدرسة يقلدها الكثيرون
تدور الذاكرة وتمتد عبر أزمنة تحيط عندها وشماً بهياً في كل روح ليختزل هذا الصوت هويات الفجر وندى الحنان وأشواق الموالين وصرخات الشعراء وفضاءات القلوب فنجد عنده هوية الشاعر محمد العراج الكربلائي وهوية رضا الهندي بأبي ضامي   على نهر الفرات 
دمه لأي حدود المرهفات 
وهوية المرحوم سعيد الهر (أهز مهدك يعبد الله وأعاين على المهر خالي)
ونجد فيه هوية الشاعر عزيز كلكاوي (يا هلي شصار شصار ما تدلوني وين حارس خيمتي وين اليطفي النار ما تدلوني)
 
ومن تلاميذه الموجودين الرادود عبد الأمير الأموي ومحمد حمزة الرادود كرمزين شاخصين للعيان 
وكبر اليتيم فينا دهشة- ولنحمل ذات يوم شموع وفاءنا ونسير ضامئين لدموع مهراقة نطلقها ولنحمل نفساً من أنفاس ((آيحسين ومصابه) ونسير في نعش هذا اليتيم يوم 11/10/1976م بعد ما عانى من مرض طال أشهر نسير عزاءً خلف موكبه 
ونريد بعض لازمات كان يكررها على المنبر
(إلهي لتفاركني عنهم      ولا تفاركهم عني)
منها هي الذكريات تغتالنا حزناً حيث نسير مع أهالي كربلاء بتشييع مهيب يليق بمكانه خادم الحسين 
هل مات؟ كيف؟
وهذا العشق يتجاوز الموت ويدوي في كربلاء وكل جرح في كربلاء وفي كل مكان ينشر فيه صوته يصير كربلاء
فتمتد الرعشة فينا حياة كلما نسمعه 
فمن المؤكد لم يزل فينا مادام فينا (آيحسين ومصابه)
 

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي حسين الخباز ، في 2011/11/29 .

والله انت يا حيدر رائع كبير ومبدع رائع تقبل مودتي وتقديري لك دعواتي


• (2) - كتب : حيدر الحدراوي ، في 2011/11/21 .

استاذي الفاضل الخباز
طيب الله انفاسك وبارك فيكم . وانتم تسلطون الضوء على شعيرة من شعائرنا المقدسة .. لا يسعني الا ان ادعوا الباري عز وجل ان يحشرك مع الحسين ع واصحابه ..
رحم الله الرادود حمزه الزغير وكافة الرواديد الراحلين وبارك لنا في الباقين



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11528
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19