• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قرن من الأسى والرجاء ! .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

قرن من الأسى والرجاء !

 هو ذا قرن يمر بعد نشوب الحرب العالمية الأولى (1914ـ 2018)، مائة عام عصفت ببقايا أقاليم الوطن العربي التي أنهكتها ظلمات قرون طويلة من السبات، مائة عام تلونت، من المشرق العربي إلى مغربه، مرورا ً بالسواحل والصحارى والمرتفعات، بالمحن، والنكبات، والكوارث..

ألا يستحق هذا القرن قراءة لكل الآراء والأفكار التي تنوعت بتنوع وجهات النظر، وبالمصالح، والرغبات، كي لا يكون الربيع (الدموي) الذي مازال يعصف بالأقاليم العربية، منفصلا ً عن صراعات مريرة شكلتها التصادمات، والمساومات، والتضحيات، وضيق الأفق، والمصالح الشخصية، والوعود، والأوهام، والآمال ...الخ، تاريخه الذي أفضى إلى حال شبيه بما كانت عليه الأوضاع قبل ان تزحف أوربا، من الجهات كلها، نحو البلاد التي تتمتع بـ: الشمس، والمياه، والموارد الطبيعية، والكنوز، والطاقات البشرية ...، وهي لا تمتلك إلا الأدوات التي عفى عليها الزمن!

قراءة تستند إلى حداثة الوعي، وتقنياته، وليس إلى الهوى، والمكاسب السريعة، وليس إلى: الاستبداد، والإرهاب.

ألا يستحق هذا القرن مراجعة حقيقية تحفر في المسارات، لأن المشهد الأخير يستحق ـ بالضرورة ـ قراءة تستند إلى الواقع، وبأدوات حديثة، كي لا يتم استنزاف المزيد من أرواح السكان، والموارد، وكي لا تبقى ملامح القرن الجديد ضبابية، ومبهمة...؟

لكن السؤال: من سيعيد القراءة، بعمق الحدث، ومعظم الدول التي كان حضورها معترف به دوليا ً، وقد تحولت إلى مساحات مخترقة، ومحترقة، على نحو مكشوف، وتحولت مساحاتها إلى حروب يشترك فيها الجميع ضد الجميع..؟

ولأن الخسائر التي منيت بها معظم هذه الأقاليم، ليست كبيرة حسب، بل لأنها مرشحة للزيادة.

فالفساد مازال يمسك بالمفاصل الرئيسية للبلاد كما ان الأسلحة التي تستوردها هذه (الدول) يتقاسمها السكان كي يقتل بعضهم البعض الآخر، وقد تجاوزت الأعراف حدها الأدنى، وصارت الدول الأجنبية تتدخل ليس في مصائر الدول، بل في مصائر السكان: تهجر.. تغتال.. وتدمر، بحسب المسلسل الدموي، لهذا الربيع المخيف..

هل هذه هي نهاية عام 2017...، وقد أصبح المشهد مكشوفا ً، بفعل تراجع بعض القوى العظمى، وبزوغ قوى بديلة، وبفعل شبكات الاتصال المواكبة للمتغيرات، في كل ثانية، وبفعل تراجع ما تنتجه هذه الأقاليم ـ عدا مواردها الخام المستنزفة والمهدورة حتى بلا آسف ـ كلها حقائق يومية مازالت تعصف بمصائر الملايين، في عالم تداخلت خنادقه، رغم وضوحها، أم علينا ان نخترع أوهاما ً ونمشي خلفها كي يكون القرن مزدحما ً بالرماد والغبار..؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=114938
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19