• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تذوقها فوقع في فخها .
                          • الكاتب : غسان الإماره  .

تذوقها فوقع في فخها

طبيعي أنك لاتعرف قيمة الأشياء؛ حتى تتذوق طعمها، أو حتى تتلمسها من داخلك، ومازالت بعيدة عن إدراكك أو إحساسك، فليست لها أي قيمة عندك، والناس أعداء ماجهلوا، وقد حفت النفوس بالشهوات، وعشقت من يحسن إليها، وأبغضت من أساء لها.

قبل أن ينوي أي شخص في الدخول إلى العملية السياسية، كان المشهد السياسي في نظره بالنسبة للسياسة والسياسيين مريب جدا، ولعله كان يقف بالضد تجاه جميع السياسيين أو المرشحين ولكن.

لكن لما قدحت في عقلة فكرة المشاركة، أو الترشيح، بدأ التلميع للعملية السياسية!

وطرح برنامجه السياسي أو الإنتخابي؛وكأنه زبر السماء!

والأكثر من ذلك، عندما يتمكن من المنصب ويتذوقه، هنا يبدأ دبيب المرض والعشق للكرسي، حتى يكاد يصاب بالعشو الليلي السياسي!

لماذا ؟ لأنه "تذوقها " فوقع في غرامها، وأعشاه حبه عن حلالها وحرامها، فاختلف لأجلها مع دينه ومرجعيته، سحق الموازين لأجل رغبته ونزوته، ثم عاد للترشيح بجموح رغبته، رفع دعايته الإنتخابية، جمل صورته الكالحة المخزية، فاز من جديد بدعاية الإنتخابات، أعطته الحكومة رتل الجكسارات، وهنا تسكب العبرات، لم نره إلا قبل اربع سنوات! ولاندري أمن الأحياء هو أم من الأموات!

لست بصدد حث الآخرين على الإبتعاد عن المشهد السياسي والإنتخابي، بقدر ما أدعو إلى تغيير بعض المرضى من السياسيين، وإبدالهم بوجوه؛ على الأقل تفقه حب الوطنية؛ حتى وإن كان لها رغبة نفسية جامحة لحب الظهور والسمعة، حب الكراسي والمناصب والشهرة؛ لايضر المواطن إذا كان هنالك ثوابت في ضمير الفرد، تقيده في عدم تجاوز الخطوط الحمراء.

لكن الحب يغلب، ويعشو صاحبه، ومن تذوقه وقع في الفخ.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=114780
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19