• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شريكة الحياة.. بين المداراة .....وحسن العشرة.. .
                          • الكاتب : انعام عبد الهادي البابي .

شريكة الحياة.. بين المداراة .....وحسن العشرة..

لاشك في أن الزوجة المثالية ، هي المتحلية بالإيمان والعفاف ، وكرم الأصل وجمال الخَلقْ وطيب الخُلُق،  وحسن العشرة مع زوجها ، فعلى الزوجة التي تحرص على دوام زواجها وإستقرار حياتها أن تحيط زوجها بحسن العشرة والمداراة ، وذلك بتفقد شؤونه ، وتوفير وسائل راحته النفسية والجسمية ، وحسن التدبير المنزلي ورعاية عياله،  ليستشعر منها العطف والولاء ، وتغدو الزوجة بذلك حظّية عند زوجها ، أثيرة لديه ، يبادلها الحب والأخلاص ، وتكون إلى ذلك قدوة حسنة لأبنائها ،يستلهمون منها كريم الأخلاق ، وحسن الآداب ..
ومن أهم صور المداراة أن تتفادى المرأة جهدها عن أرهاق زوجها بالتكاليف الباهضة والمآرب التي تنوء بها إمكاناته الأقتصادية والمادية ،  فذلك مما يسبب إرباكه وأغتمامه ، ومن ثم يشير سخطه ، ونفاره من زوجته ..!!
ولاريب أن حُسن تّبعل الزوجة وكرم أخلاقها يشد أزر الزوج ويرفع من معنوياته ويمّده بطاقات جسمية ونفسية ضخمة ، وتضاعف قدرته على مواصلة الكفاح والجهاد في سبيل العيش،  ويزيده قوة وصلابة على معاناة الشدائد والأزمات،  كما أن شراستها وتمردها يُوهن كيانه ، ويضعف طاقته ، ويهرمهُ قبل آوان الهرم !!
وهذه وصية بليغة لأعرابية حكيمة توصي بها إبنتها ليلة البنّاء بها فتقول لها :
[أي بُنيّة : إنك فارقت بيتك الذي منه خرجتِ ،وعشّك الذي فيه درجتِ ، إلى وكرٍ لم تعرفيه (البيت الجديد )  ، وقرين لم تألفيه(زوجها) ...  فكوني له أَمة يكن لك عبداً، وأحفظي له خصالاً عشراً :
أما الأولى:  فأصحبيهِ بالرضى والقناعة ..
وأما الثانية : فعاشريه بحسن السمع والطاعة ..
وأما الثالثة : تفقدي لموضع عينيه ، فلا تقع عينه منكِ على قبيح ..
وأما الرابعة : ولايشم منك إلاّ طيّب الريح .
وأما الخامسة : عليك أن تتفقدي وقت  منامه ..لأن تنغيص النوم مغضبة ..
وأما السادسة :  التفقد لوقت طعامه ..لأن تواتر الجوع ملهبة ..
وأما السابعة : الأرعاء(الرعاية )  على حشمه وعياله..
وأما الثامنة : الأحتراس بماله ..(أي عدم تبذير أموال الزوج بالأمور التافهة كالكماليات والتحف وغيرها ) ..
وأما التاسعة : فلاتعصينَ له أمراً ..فإنك إن خالفتيه أغرتِ صدره ..
وأما العاشرة : ولاتفشينَ له سراً..فإن أفشيتِ سّرهُ لم تأمني غدره ..!
ثم وأياّك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً (مغموماً ) ..وإياك والكآبة  بين يديه إذا كان فرحاً ..فإن الخصلة الأولى من التقصير ، والثانية من التكدير ..وكوني أشّد الناس له إعظاماً ، يكن أشّدهم لك إكراماً ..وأعلمي أنك لاتصلين إلى ماتحبين حتى تؤثري رضاهُ على رضاكِ ..وهواهُ على هواكِ ، فيما أحببتِ أوكرهتِ ..والله يخّير لك ]..
ومن الثابت أن السعادة الزوجية لاتتحقق ، ولاينال الزوجان مايصبوان إليه من رغد وهناء ، إلاّ إذا أحسن كل منهما أختيار صاحبه ، وشريك حياته ، وأصطفاه على ضوء القيم والمقاييس الثابتة التي من شأنها أن توّثق الروابط الزوجية وتنشر السعادة والسلام والخير والبركة في ربوع الحياة الزوجية ...
.............................................................................................
المصادر :
لئاليءالأخبار ...محمد التويسركاني ..ج3 ص323..
مختارات المنفلوطي ص240..
أخلاق أهل البيت .. مهدي الصدر ..ص240..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11440
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16