• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : شؤون عربية .
                    • الموضوع : أهم عوامل اعلان القدس عاصمة لاسرائيل .
                          • الكاتب : حسين فرحان .

أهم عوامل اعلان القدس عاصمة لاسرائيل

لم يكن التوقيت الذي اختاره ترامب لاعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني ناجما عن انتهازه لفرصة سانحة أو خاضع للصدفة أو لغفلة من الزمن ، لكنه تحصيل حاصل لخطة طال أمدها حتى ناهزت المئة عام بكل ما فيها من متغيرات وتقلبات في الاحوال العربية والاسلامية على المستوى الحكومي والجماهيري سياسيا واقتصاديا لتصب جميعها في صالح أعلان الدويلة اللقيطة وإتمام الامر بأعلان قبلة المسلمين الاولى عاصمة لها على يد الشيطان الاكبر .
استندت دويلة اسرائيل طيلة الاعوام السابقة على عدة عوامل قامت بإذكاء نارها لتحقيق مآربها الخبيثة وبمعرفتنا لهذه العوامل سنعرف المسبب الحقيقي لهذه المأساة التاريخية .
فبمجرد أن انبرت الصهيونية الناشئة آنذاك باقتراحها أن تكون فلسطين وطنا قوميا لليهود على لسان ثيودور هرتزل ، تحركت القوى الكبرى لاتمام الصفقة .
فما كان منها الا أن تحصل على القبول العربي ممثلا بمملكة آل سعود وآل شيخ الذين لم ينشروا فكرهم السلفي حينها كما هو الحال اليوم ، واعتمدت تلك القوى على تحطيم الشعوب العربية المؤثرة والتي تشكل خط مواجهة وعائقا أمام هذا المشروع بمواجهات عسكرية تفوق قدرتها ومن ثم بموجة من الحكام الذين نفذوا المخطط بافضل صورة ، لتنشغل تلك الشعوب بحياتها ومعيشتها ومشاكلها الاقتصادية التي جرت عليها ويلات الفقر والبطالة فصارت قضية فلسطين مجرد شعار أو ذكرى سنوية تمر عليها مرور الكرام .
لكن من بين هذه العوامل يتجلى لنا أخطرها على الاطلاق وهو العامل الوحيد الذي أعطى لترامب الضوء الاخضر الذي انتظرته اسرائيل طيلة مدة احتلالها ، وهو انتشار المد الوهابي السلفي في الدول العربية وخصوصا في دول الجوار الجغرافي لفلسطين بفضل السعودية الراعي الرسمي للوهابية فكرا وتمويلا ، بحيث أصبحت اسرائيل مطمئنة الى أن الفكر الثوري الحماسي العربي الاسلامي الذي كان يدفع بالجيوش العربية للمواجهة اصبح الان بيد مشايخ الوهابية الذين يتفننون في صنع الفتوى لجماهيرهم الواسعة واسكاتهم متى ما شاؤوا ذلك .
نعم أن لعمالة الحكام دور في الخنوع والخضوع وللاقتصاد دور وللقدرات العسكرية دور ولغياب الوعي الديني الحقيقي دور ، لكنها جميعا لا ترقى لدور الوهابية السلفية في إسكات جماهيرها وترويضها بالفكر الوهابي .
فملايين الدولارات قبل مئة عام كانت كفيلة باعلان صفقة اقامة دويلة اليهود على يد آل سعود ، واربعمائة مليار دولار وأمة سلفية متكاملة هي اعظم جزية قدمها سلمان سليل ال سعود لامريكا واسرائيل ، فقد كانت البداية انشاء الدويلة والنهاية منح العاصمة على طبق من ذهب .
لم يتبقى في ساحة المواجهة الا الدول والمنظمات التي لم تتأثر بالمد الوهابي لاختلاف منظوماتها العقائدي وهؤلاء فقط هم من ستضعهم اسرائيل في حساباتها وتنتظر ردود أفعالهم تجاه إعلان القدس عاصمة لدويلتهم اللقيطة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=112078
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18