• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جاهل في عاصمة القرارات الصعبة .
                          • الكاتب : محمد تقي الذاكري .

جاهل في عاصمة القرارات الصعبة

اشتهرت واشنطن بعاصمة القرارات الصعبة، ومن هنا يتم ارشاد المسلمين (حسب التفسير الامريكي للارشاد) من خلال زعاماتهم السياسية (مع الاسف الشديد) ومن هنا بدأ التغيير الثقافي والعقدي لمرشدي المملكة العربية السعودية منذ شهر تقريباً، بعد تأسيس جامعة ومركز خاص لتأهيل رجال الدين، ومن هنا بعثت امريكا لجنة لارشاد أئمة الجماعة في المملكة.

وعلى مايبدو هذا كله من ضواهر الأمور وليس واقعه، اذ أن المملكة ومن في فلكها هي التي تدعم مراكز الاسلام السني في امريكا، والى هذه المجموعة ينتمي مفتي واشنطن الكبرى (كما جاء في موقع الاعلام العربي) في دار الهجرة في ولاية فيرجينيا، الا أنه ومع الاسف ومع وجوده لأكثر من ٣٤ سنة في امريكا وسنوات تحمل مسؤوليته في مركز اسلامي، لايعلم ما هو الصلاح فعله لمسلم في امريكا.

الشيخ محمد الحانوتي، مفتي واشنطن الكبرى، يقول: التقاط الصور مع سانتا كلوز في الساحات العامة والمجمعات التجارية ضلالة وجهلا وفسوقا. وفي كلامه لـ"إيلاف": "نحن المسلمين لا نقرّ بالاحتفال بأعياد غير المسلمين، وهذه المسألة مخالفة لمسيرة المسلم، بحسب القرآن والسنّة النبوية".

ويرى الحانوتي أن "التقاط صور الأطفال المسلمين مع سانتا كلوز أمر مستنكر، وفيه ضلالة وفسق ...

و تهرّب جناب الشيخ الحانوتي، من تكفير الأطفال المسلمين المشاركين في احتفالات عيد الميلاد والسلام على سانتا كلوز، قائلا "وأنا لا أقول بتكفيرهم بذلك التصرّف، لأنهم فعلوا كمن يشرب الخمر، وفيه عصيان وفسق وجهل وضلالة".

اقول: ومالفرق بين هذه الأفكار التكفيرية و كلام الدواعش والارهابيين في مناطق تواجدهم، وقتل المئات من المسلمين بهذه الذرائع ذاتها، والكتب التي كانت ولاتزال تُطبع في المملكة ومن في فلكها و تُزع في بلدان العالم باسم وذريعة الدعوة الاسلام؟

وكلام جناب الشيخ الذي لايمكنني تسميته الا الجهل بالقانون السلامي اولاً والجهل بالاعراف الاجتماعية، يعني ان المسلمين الذين يحتفلون في هذه الأعياد ويلتقطون صوراً تذكارية مع سانتا كلوز، كلهم ضالون وفَسَقَة وفعلهم يساوي شُرب الخمر، ولو عرف جناب الشيخ الأحكام الشرعية المترتبة على شرب الخمر لما تفوه بهذه العبارات التي يُستشم منها التكفير حقيقةً، ولامجاز(!)

ولذلك ارجو من جناب الشيخ قليلاً من الرشد، واقول له انت تعيش في بلد فيه قسم من الحرية لتتعبد وتنشر معتقداتك، و بحرية كاملة، ولو كنت في بلد عربي واسلامي وكانت معتقداتك تختلف مع الحكومة لكنت اليوم من المعدومين شنقاً حتى الموت.

فهلا تأملت في القران الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وتعمقت في فهم المعاني، قبل ان تصلك الأوامر بالتطبيع مع اسرائيل، وان تتخذ المضلين عضدا، وتركض وراء الأوامر وبِذُل.

فاتهام المسلمين لمجرد فعل بسيط (كألتقاط صورة تذكارية في أعياد ومناسبات اجتماعية) بالجهل والضلالة والتفسيق يعني الحكم عليهم بالكفر، وهذا أمر عظيم في القبح.

وكذلك الامر مع شرب الخمر مع انه عصيان لأمر المولى و هو من الكبائر و حرام عند جميع المسلمين.

أما جناب الشيخ، كل يوم لايُعصى الله فيه فهو عيد، والاحتفال بهذه الأعياد لمن يعيش هذه البلدان أمر طبيعي ومشاركة في القضايا الاجتماعية، غاية مافي الأمر يجب علينا الاستفادة من هذه المناسبات لتفهيم اولادنا وشبابنا ان هذه الشخصية هي شخصية خرافية عند المسيحيين وانها مستقاة من قصة قسيس في القرن الخامس الميلادي، ونعلمهم الهدف من إقامة هذه الحفلات مساعدة الفقراء والمحتاجين، ايصال مايحتاجون اليه ليلاً وليس نهاراً، سراًوليس جهاراً.

ثم نذكر لهم فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطيبين عليهم السلام حيث كانوا يتأملون بيوت الارامل والايتام والفقراء ليلاً ويوصلون لهم المساعدات من دون ان يعلم صاحب الدار، مَن هو فاعل الخير.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=111698
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18