• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الشباب وأزمة ثقة .
                          • الكاتب : حسين النعمة .

الشباب وأزمة ثقة

الشباب وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك بقوله: \"أوصيكم بالشباب خيرا فأنهم ارق أفئدة وأنقى نفوسا\"، ذلك لأنهم ما زالوا قريبين إلى الفطرة لم تلوثهم الذنوب كثيرا ولم تضغط عليهم الأعراف والتقاليد الاجتماعية والبيئة المنحرفة.
وقضايا الشباب العراقي كثيرة والاهتمامات أكثر ورعايتهم وهديهم بات منحسرا أو قد لا يتماشى مع موجة العولمة والمعلوماتية والانفتاح الحضاري على باقي ثقافات وعاداتِ الأمم التي جعلت من نفسها محلا للأنظار ومثالا على التطور العلمي والمعرفي، بالرغم من ابتعادهم عن مقومات ومبادئ الإنسان المسلم، ولأن أغلب الشباب الأكاديمي يضعهم محل الإقتداء خصوصا عقب عام 2003، هذا ما دعانا الى لحصر التداعيات التي أنأت بالشاب الجامعي ليجعل من الشباب الغربي قدوة له.
علاوة على ذلك بات شبابنا محلا للوم، إثر الانجراف الثقافي الذي في قمة هرم أسبابه أزمة الثقة والتي أسهمت في جعله ينأى عن الشعور بالمسؤولية وروح المواطنة والتطلع للمستقبل.
ومما استطعت حصره من الدوافع التي سببتها أزمة الثقة لدى أغلب الشباب وأنأت بهم عن مبادئ وقيم الإسلام السامية، أولا ضعف القاعدة الثقافية عند أغلب الشباب لمواجهة موجة التطور والانفتاح الحضاري، ومنها جهل المربين وأولياء الأمور بالأساليب الصحيحة للتربية، فضلا عن غياب القدوة الحضورية، وتوفر البيئة التي لا تبالي للقيم والمبادئ أية أهمية، وكذلك انتشار وسائل الإعلام الهدامة، وإحاطتها بالشباب مقابل غياب وضعف صوت الحق، هذا علاوة على جهل المربين باتخاذ المواقف الصحيحة التي تتناسب مع الفرد والبيئة والخلفيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والنفسية.
والجدير بالذكر إن بعض الظواهر المنحرفة والصفات السيئة لدى الشباب لكي يتم التعاون على إصلاحها، ووضع العلاج الواقعي لها، ما هي إلا ظواهر واقعية ومحل ابتلاء حقيقي، وليست ظواهر تصورية أو افتراضية، ولان الفراغ الناجم عن أزمة الثقة وعدم وجود الرقابة والحماية الحكومية وافتقار الشباب لمن يقتدوه كانت الفرصة سانحة لولوج الثقافات الغربية التي عملت بأجنداتها ورؤاها على تهديم البنى الإنسانية والإسلامية في المجتمع العراقي، خصوصا الشباب العراقي كان مقيدا بسياسة النظام البعثي وممنوعا عن الثقافة الإسلامية، وهذا ما ولد لدينا شباب ضعيف على مستوى الفهم الديني والعقائدي؛ بل وحتى ضعيف على مستوى ما ينفعه ويضره، فكيف سيواجه كم الثقافات الهائجة والموجه عليه؟


كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : wogvxuj ، في 2012/09/25 .

#####





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11161
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18