• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العيد في كوردستان : عزاء ومخاضات ! .
                          • الكاتب : مير ئاكره يي .

العيد في كوردستان : عزاء ومخاضات !

بالحقيقة إن عيد الأضحى المبارك لهذا العام في كوردستان ، بجميع أجزائها المحتلة كغالبية أعيادها ، وكغالبية أيامها ومناسباتها الدينية والوطنية أيضا – للأسى والحسرة البالغة – مَرَّ ويَمُرُّ بموجات من كارثيات الأحداث والمآسي ، وبخاصة في أجزائها الثلاث المستعمرة من قِبَلِ أنقرة وطهران ودمشق ! .
لقد قدّم الشعب الكوردي كبرى الأضحيات وأعزها وأغلاها في هذا الأضحى المبارك من هذا العام ، كما الأعوام السابقة ، وهكذا الأعوام الطويلة السابقة لها ... إنه قدم ما لايُحْصى من التضحيات النفيسة والقرابين العزيزة في سبيل الإنعتاق من أسر الإحتلال وعبوديته ، ومن أجل التحرر من رِقِّ الغصب وإستكباريته ، ومن أجل الخلاص النهائي من الأسلاك الشائكة والأخطبوتية للتقسيم الوحشي والبشع واللاإنساني المفروض عليه بقوة الحديد والنار ! .
وعليه فطوال هذا العام كانت الآلة العسكرية الايرانية تبطش بالكورد وتقصف بإستمرار وتدك بمدافعها وأسلحتها الثقيلة الحديثة ذات القدرة التدميرية الأخرى القرى والأرياف والمناطق المتاخمة لجنوب كوردستان ، فأوقعت الكثير من الشهداء والجرحى : نساء وأطفالا ورجالا وشيوخا من المواطنين المدنيين الكورد ، مع إلحاق خسائر جسيمة بمناطقهم وممتلكاتهم . وذلك تحت ذريعة ضرب مواقع حزب الحياة الكوردستاني ! .
أما حكومة تركيا فإنها ماعدا قصفها المستمر والمتواصل للقرى والأرياف والمناطق الكوردية المحاذية لإقليم جنوب كوردستان أيضا ، فإنها أعلنت ، وبكل إستكبار الحرب على الأمة الكوردية المغدورة ، وعلى ثوار حزب العمال الكوردستاني برا وجوا  ، وبجميع الأسلحة الثقيلة والفتاكة  ذات التدمير الشامل : من قاذفات جوية ومدافع وصواريخ ، وانها لم تكتف بذلك فآستخدمت الأسلحة الكيماوية والسامة ضد الثوار الكورد . وبذلك آستشهد وجرح العشرات منهم ، مضافا الخسائر الكبيرة التي ألحقت بالمدنيين على الصعيد البشري والمادي والنفسي ! .
وحول غرب كوردستان فقد تعرض الشعب الكوردي – ومازال - ، كما الشعب السوري الى المزيد من القمع والإضطهاد وكبرى المظالم ، والى الاغتيالات والاعدامات والتقتيل والمطاردة والتشريد منذ أكثر من ثمانية أشهر عجاف ، من قِبَلِ السلطة الدكتاتورية البعثية الغاشمة في دمشق ! .
في هكذا ظروف مأساوية وإستثنائية ، وفي هكذا ظروف كارثية – تراجيدية إستقبل ويستقبل الكورد ، في أجزاء كوردستان السليبة المقطعة إربا إربا وعنوة ، عيدهم الأضحى ، وكذا غيره من الأعياد الدينية والوطنية كالنوروز المجيد . لكن بالرغم من كل هذه المخاضات الكارثية نبارك الأمتين الكوردية والمسلمة ، وشعوب العالم كافة بعيد الأضحى المبارك ... على أمل كبير أن تتحد الشعوب ، وبخاصة المظلومة منها لفضح الدكتاتوريات والإحتلاليات من الدول الإحتلالية وإدانتها وشجب إستمرارها في الاحتلال اللامشروع واللاإنساني بكل المقاييس والاعتبارات والشرائع السماوية والأرضية . ذلك ان الشعوب هي بالأصل من أسرة إنسانية واحدة ! .
لاشك ان معاني ومدلولات هذا العيد العظيمة وغيرها من الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية سوف تتحقق بفاعلية أكبر وأكثر خيرا وخيرية ومباركية في اليوم الموعود ، في يوم الله سبحانه وتعالى ، وهو اليوم المنشود المنتظر الآتي والقادم للكورد  < كما لجميع الشعوب المظلومة والمستضعفة > في كوردستان ، وهو يوم خلاصه وتحرره من الاحتلال المشروع لإجزاء بلاده كوردستان ، حيث هي مهبط ومستقر الكثير من الأنبياء والحكماء والعلماء والمفكرين والحضارات . لذا فإن أيام تحرر المستضعفين من الظلم والطغيان والإستعباد هي حقيقة أيام الله سبحانه : { وسيعلم الذين ظلموا أيّ مُنقلب ينقلبون } !!! .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11093
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18