• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الدور الإنساني الطبي في بناء ثقافة المجتمعات الفصل السادس عشر .
                          • الكاتب : محمود الربيعي .

الدور الإنساني الطبي في بناء ثقافة المجتمعات الفصل السادس عشر

المقدمة الموضوعية
القيم الطبية ودورها الإنساني في المجتمع
لاتتوقف القيم عند حدود معينة إذ هي تشكل لها في كل زاوية من زوايا الحياة قاعدة ومنها الحفاظ على حياة الإنسان والسهر على رعايته، فهناك الكثير من القيم الدينية والإجتماعية والإقتصادية والأخلاقية والقانونية ومنها الطبية، وقانون الطب يجب أن يحفظ حقوق الإنسان ويكون في خدمة المواطنين والمرضى، وعلى واضعي هذه القوانين أن يدخلوا في حساباتهم كافة الإلتزامات الشرعية والقانونية لكيلا يقعوا في مخالفات قانونية وشرعية، فالطب مهنة عظيمة ولها أهدافها الإنسانية النبيلة وعلى الأطباء والعاملين في مجال الطب أن يجعلوا هدفهم الأول والأخير رضا الله سبحانه وتعالى وخدمة الناس وأن لايخونوا الأمانة التي كلفوا بها من أجل غايات رخيصة.

الرقابة الذاتية في بناء العلاقة بين الاطباء والمرضى

كما أن على الأطباء ومساعديهم أن يراعوا الحلال والحرام في كل تعاملاتهم في العلاقة بين الطبيب والإنسان، وفي صرف الوصفات الطبية التي يصدرونها، وأن يجتهدوا في وصف الدواء الذي لايجوز أن تدخل في تركيبه مادة محرمة أو مضرة.
 
دور الدولة في رصد المخالفات الطبية

كما أن على الدولة أن ترقب عمل الأطباء العاملين في أجهزتها فقد يرتكب بعضهم جرائم بحق المرضى كالقيام بعمليات جراحية كاذبة، أو وصف أدوية إضافية لادخل لها في العلاج وقد تكون مضرة أحياناً الى غير ذلك من الجرائم السلوكية والأفعال المضرة التي يرتكبها بعض العاملين في المجال الطبي.

 خطر التوجه التجاري في مهنة الطب

إن مايشهده عصرنا الحالي هو إنتشار الأمراض بسبب إهمال البعض من الأطباء وخيانتهم للأمانة الطبية المقدسة وذلك بسبب توجهاتهم التجارية والمتاجرة بأرواح الناس لأجل الحصول على المال بطرق مخالفة للشرع والقانون.

الحاجة الى تحديث الأجهزة والمعدات والوسائل الطبية المختلفة

إن إنتشار الأمراض المختلفة كالأمراض المزمنة وكثرة الأصابات بمختلف الأمراض التي تصيب جسم الإنسان تدعو الدولة والمجتمع  الى توفير الأجهزة والمعدات الطبية والأدوات التي يحتاجها الفريق الطبي في مراحل تشخيص وعلاج الأمراض لذلك ينبغي الإهتمام بتوفير كافة المستلزمات الطبية في المستشفيات والعيادات الشعبية، إذ تعتبر هذه المستلزمات حقوقاً عامة للمواطنين وعلى الدولة أن تسعى الى تحقيق أكبر قدر ممكن منها.

الإهتمام بمصادر توريد الأجهزة والمعدات الطبية

يجب على الدولة متابعة مراحل الإستيراد لتوفير أفضل الأجهزة والمعدات الطبية وأن تخضع هذه المواد الى الرقابة لأجل أن تمنع التلاعب بالنوعية، كما ينبغي إستيراد الأدوية على أسس من السيطرة النوعية وتجنيب المواطنين من تناول الأدوية غير النافعة التي تستورد من غير تلك السيطرة وخاصة عندما تكون هذه المهمة موكولة الى أيادي غير أمينة.
 
الإهتمام بالعيادات الطبية الخارجية وبالمختبرات

ينبغي التوسع في بناء العيادات الخارجية في المستشفيات لإسعاف حالات الطوارئ، كم ينبغي الإهتمام بالمختبرات التحليلية المرتبطة بالمستشفيات والعيادات الشعبية وبقية الدور الطبية التي تساهم في إستقبال المرضى وتشرف على علاجهم.

العمل بنظام طبيب العائلة المرتبط بالدولة

تعمل الدول على تعميق الثقافة الطبية وتسعى الى نشرها في المناطق التي يتواجد فيها السكان على أساس تخصيص عيادات طبية في مناطق السكن يلجأ إليها المواطن بدلاً من الذهاب الى المستشفى أو العيادة الشعبية، ويمكن لهذا الطبيب أن يشرف على المرضى المرتبطين به وتحويل الحالات المهمة الى المستشفيات وفق نظام عمل رسمي خاضع لقوانين خاصة، ويمكن لهذا الطبيب تسهيل إجراء الفحوص العامة والتحاليل داخل العيادة يقوم بها فريق طبي صغير متخصص كما يمكن صرف الأدوية وفق نظام خاص يرتبط بالدولة ويحقق مثل هذا النظام قدر كافي من العناية الطبية كما يخفف الضغط على المستشفيات.

توفير وسائط النقل والفرق الطبية المسعفة

من الضروري توفير العدد الكافي من وسائط النقل الفوري  المسعفة بما فيها سيارات الإسعاف وطائرات الهليكوبتر وتوفير منظومة شبكية للهواتف التابعة لفرق الإسعاف لضمان وصول تلك الوسائط الى المصابين في مختلف الأماكن القريبة منها والبعيدة، وتوفير الفرق الطبية المدربة والكفوءة والمناسبة لمعاجة مثل تلك الحالات.

 ضرورة الإعتناء بنظافة المستشفيات والعيادات الشعبية

ينبغي على الدولة وجميع الإدارات التي تشرف على المستشفيات والعيادات الشعبية متابعة الأبنية فيما يتعلق بالنظافة والتعقيم وأماكن الإستراحة ومراكز الإستعلامات وتطبيق النظام الصحي العام للمرضى والزوار والعاملين في مجال الطب وفرق حفظ النظام بما يحقق السلامة العامة، وإبداء الإهتمام بمظهر البنايات التي تشغلها المستشفيات والعيادات الشعبية.

الإهتمام بالمرافق الصحية

يجب تكثيف الإهتمام بتوفير أكبر عدد ممكن من المرافق الصحية ومتابعة نظافتها لإنها تعمل على راحة المرضى والزوار في آن واحد، كما ينبغي رعاية المسنين والمعاقين في مثل هذه الأمور.

 توفير وسائل الراحة للمرضى والمراجعين

تبدي الدول المتقدمة إهتماماً خاصاً لتوفير وسائل الراحة للمرضى والمراجعين والزوار كوضع تلفزيونات صغيرة أمام المرضى، أو في غرف الإنتظار، كما تسعى لوضع صحف ومجلات مختلفة في تلك الغرف للقضاء على الملل الذي يسببه الإنتظار أو المكوث الطويل وهو يساعد على بعث الراحة في نفوس المواطنين، كما توفر إدارات المستشفيات وسائل التعقيم في كافة الغرف والممرات وكل ذلك يعكس حالة من التحضر وهو دليل على ثقافة تلك المجتمعات.

خاتمة

يتضح لنا مما سبق أهمية القيم الطبية لأنها تعكس الدور الإنساني في المجتمع، ويتبين لنا أهمية دور الدولة في رصد المخالفات الطبية ومحاربة خطر التوجه التجاري في مهنة الطب، كما تقتضي الحاجة الى تحديث الأجهزة والمعدات والوسائل الطبية المختلفة وضرورة إبداء الإهتمام بمصادر توريد الأجهزة والمعدات الطبية والعمل بنظام طبيب الأسرة في حدود المنطقة الجغرافية التي يسكن فيها المواطنين والإهتمام بتوسيع بناء المستشفيات والعيادات الخارجية والمختبرات في تلك المناطق وتطويرها، كما ينبغي الإعتناء بنظافة المستشفيات والعيادات الشعبية والإهتمام بالمرافق الصحية وتوفير وسائل الراحة للمرضى والمراجعين على حد سواء.

كما يمكن للدولة توفير وسائط النقل المسعفة وإعتماد نظام طبي للأسرة في المناطق التي يتواجد فيها المواطنين وعلى أساس المناطق وفق التوزيع الجغرافي للسكان .

إن كل ماأوردنا ذكره يحتاج الى تظافر الجهود والتعاون بين مختلف الوزارات وبقية مؤسسات الدولة وكذلك المواطنين لغرض التكامل وإحداث نقلة نوعية في العمل الطبي وإشاعة الثقافة الطبية.

وفق الله المخلصين في عملهم جميعاً من أجل بناء مجتمعات سعيدة بدون أمراض أو مرضى ومن الله التوفيق.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11057
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28