• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة انطباعية في اصدار.. (المسابقة الوطنية الاولى للقصة القصيرة) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة انطباعية في اصدار.. (المسابقة الوطنية الاولى للقصة القصيرة)

ينتمي مشروع القصة والمختصة بالكتابة للطفل لمهرجان فتوى الدفاع المقدس الثقافي الأول، واحتوى الاصدار على النصوص الفائزة، وأصدره قسم الشؤون الثقافية والفكرية، نفذته شعبة الطفولة والناشئة في العتبة العباسية المقدسة، وهذه الانجازات القصصية هو سعي لبذر الأساليب القصصية ذات الصياغات الفنية لخلق أدب طفل ملتزم بفنية الفعل التدويني، لتوثيق النصر الذي حققه الشعب العراقي بمؤازرته، وتقديم كل ما يملك دعماً للحشد الشعبي، ففي قصة (عشرون صندوقا للأبطال) للكاتب المبدع مصطفى عادل الحداد، تغلغل في الحدث عبر شباك صغير يطل من غرفة محمد وأخيه على غرفة أبيهما، جعلنا نرى هذه القوة، وهي تحمل مخاض امة. موائمة رقيقة تقدم لعفوية الطفولة ونمو الانفعالات، ليعرفا أن تلك الأموال والأكياس المملوءة بالنقود هي تبرعات الناس للمقاتلين على جبهات القتال، نقلا التجربة الى مدير المدرسة، ليخصص لهما مكاناً لتنفيذ عمل الصناديق ومساهمة المدرسة معهم، وفعلا سافر التلاميذ الى ساحات القتال؛ لتوزيع المواد الغذائية الى المقاتلين.. حكاية امتازت بطابع اصالتها، وهي منتزعة من الواقع، أو هناك ما يشابهها الكثير. وفي القصة الثانية للكاتب المبدع طارق صاحب عمران والمعنونة (الطيارون الصغار) قدم فيها وجدان الواقع العراقي، قصة قادرة على ان تتجاوز الواقع بإحضار النظير المعادل الموضوعي، أطفال القرية يطيرون طائرات ورقية تصل فوق رؤوس الدواعش، ترفع شعارات عاش الوطن، او يسقط الارهاب، العار للدواعش.. القضية ليست في صناعة الاوراق بل في فهم معناه، الارهابيون قتلة، ولذلك يكبر الهاجس القتالي الدفاعي عند اطفال حيطان الصد، قرروا مزاولة الطيران بعيدا عن البيوت؛ كي لا تكون القرية هدفاً، وأن لا يكون طيران الورق من موقع ثابت، وهم يدركون ان هذا الطيران الورقي صمم للاستهزاء بهم ولإزعاجهم.. وفعلا هي ارعبت الدواعش. وكانت دلالة قصف الدواعش للمدرسة الابتدائية منحتنا مفاهيم محاربة العلم والثقافة والحفاوة، فلابد للسرد ان يكون بهذه الجمالية العالية، فملأوا الفضاء بعشرات الطائرات الورقية مكتوب عليها (عاش العراق). تعبر قصة (قلب العالم) للكاتب المبدع منتظر جاسم العلي من الابداعات الساعية لتقوية الروابط الوطنية عند الطفل بأسلوب قريب عن مخيلة الطفولة الساحرة، منطلقاً من واقع تمازج فيه الرواة: الراوي الاول هو الكاتب، والراوي الثاني المعلم، اسلوي تشكيلي جاذب بلغة مبسطة، تستطيع ان تدعم بقوة المقصد المضموني. هناك رؤية نقدية قديمة تناسب ادب الطفولة، فهي ترى بأن اللغة التقليدية نظيراً مؤثراً للفكر، ولطبيعة هذا الادب المبسطة، والذي لا يتسق مع التعقيدات الفكرية، فالملك يبحث بين اولاده الثلاثة عن ولي عهد يستلم العرش، فطلب من ابنائه الثلاثة ان يجلبوا له قلب العالم، ومنحهم سنة للبحث، عاد الاول من الشمال دون جواب، وعاد الثاني من الجنوب دون جواب، والثالث الذي لم يخرج معهم للبحث، أجاب قائلاً:ـ وطني هو قلب العالم. بفكرة بسيطة قدم لنا منتظر العلي الفكرة الهادئة والتي نحن بأشد الحاجة اليها، يحتاج ادب الطفل اللغة الواعية التي تبقى تحت سطوة العقل كاشفة عن قيمتها الوجدانية المؤثرة، فلذلك نجد ان قصة (لنقطف الورد معا) للكاتبة المبدعة آمال كاظم الفتلاوي اختزلت رؤيتها بعولم الزقزقة، والأحلام واللون الوردي تروي لنا الكاتبة عوالم حلم طفولي تقضي آيات حلمها للجميع، وتتنبأ بمجيء والدها من جبهات القتال. حلم طفولة لابد ان يصدق، نجد ترابطا دلاليا بين طفولة آيات بطلة القصة، والورد والعصفور، بين العطر والزقزقة، فهي تهيء لبنا الحدث المفاجئ لرسم المعنى الثاني للعطر والزقزقة الى معنى اللقاء السرمدي الى وداع ابدي. وتتدخل الراوية لترسم الصورة التقاربية بين رقية ابنة الحسين(عليه السلام) وآيات ابنة الشهيد، ثم ترسم حوارية في غاية المقدرة، اذ تقول رقية(عليها السلام):ـ ضعي فمك على فمه كما فعلت انا مع ابي، وسنذهب الى الحديقة لنقطف الورد معاً. واستثمر الدكتور علي بديري في قصة (المقاتلان الصغيران) قضية الوعي الباحث عن المعنى لوجود كل شيء، والذي يعبر عنه الطفل بكثرة الأسئلة، فوعي أحمد جعله يلاحظ عزلة صديقه عن الطعام، ويسأل: ما بك عباس؟ هل تشكو من شيء؟ ورأى دخول عباس الى غرفة المدير، حمله القلق الى الذهاب الى بيت صديقه؛ ليعرف بأن هناك اتفاقاً بين مدراء المدارس، ويجمع التبرعات، وشحة الأكل كانت من اجل توفير التبرعات، دخل أبو عباس سلم على ضيفه الفتي، وقال له: علمنا نبينا الكريم(ص): (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا)، نحن بحاجة الى مثل هذه القصص التي تمثل الواقع بعفويته، بصفاء احلامه لتكون الأقرب الى نفسية الطفل من اجل السعي لتنامي الخبر ورعايتهم المعنوية لخلق توجهات، تساهم في بلورة عالم طفولي واعٍ لقضايا الأمة.. مبارك لشعبة الطفولة هذا البهاء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=109937
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28