• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : آراء السيد كمال الحيدري في الميزان🌀 [ خمس الأرباح ] .
                          • الكاتب : ابو تراب مولاي .

آراء السيد كمال الحيدري في الميزان🌀 [ خمس الأرباح ]

 السيد الحيدري ادعى في تسجيلٍ فيديوي له : أنه لا أصل شرعي لخمس الأرباح ... مع أنه في موقعه  الرسمي يجيب بوجوب الخمس فيها !!!

إن هذه الدعوى - مع ورود روايات صحاح بوجوبه - أوهن من بيت العنكبوت .. خصوصا حين يقول - في التسجيل - إن الائمة (ع) قد شرّعوه من زمن الإمام الكاظم (ع) وما بعده ! .. فهل هؤلاء الأئمة أقوالهم حجة شرعا أم لا ؟

أولا -
 إقرأوا أحبتنا هذه الروايات الصحاح أو الموثقة في لزوم خمس الأرباح :
فمنها موثقة سماعة ، قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن الخمس، فقال عليه السلام: في كل ما أفاد الناس من قليل أو كثير. (الكافي 1/545).

ومنها : صحيحة علي بن مهزيار ، قال : قال لي أبو علي بن راشد : قلت له : أمرتني بالقيام بأمرك وأخذ حقِّك ، فأعلمتُ مواليك بذلك ، فقال لي بعضهم : وأي شيء حقه؟ فلم أدرِ ما أجيبه ، فقال عليه السلام : يجب عليهم الخمس ، فقلت : في أي شيء ؟ فقال : في أمتعتهم وضياعهم وصنائعهم. قلت : والتاجر عليه ، والصانع بيده ؟ فقال عليه السلام : إذا أمكنهم بعد مؤنتهم . (تهذيب الأحكام 4/123).

ومنها : صحيحة ابن أبي نصر قال : كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام : الخمس أخرجه قبل المؤونة أو بعد المؤونة ؟ فكتب : بعد المؤونة . (الكافي 1/545).

ومنها : صحيحة علي بن مهزيار ، عن محمد بن الحسن الأشعري ، قال : كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام : أخبرني عن الخمس، أعلى جميع ما يستفيده الرجل من قليل وكثير من جميع الضروب وعلى الضياع ، وكيف ذلك؟ فكتب عليه السلام بخطه : الخمس بعد المؤنة. (التهذيب 4/123. الاستبصار 2/55) .

ثانياً :
في قوله أنه ليس له أصل قرآني ...
الآية القرانية تتحدث عن الغنيمة والغنيمة لغة كل ما اغتنمه المرء ، ومنها المكاسب .. 
ولو تنزلنا وأنه ليس لخمس الأرباح أصل قرآني ، فهل هذا دليل على عدم الوجوب ؟؟؟ هل بامكانك سيدي أن تعطيني مستنداً قرآنياً على وجوب صلاة الآيات ؟؟؟ والأمثلة في ذلك كثيرة .

ثالثاً :
هذا المنطق - وهو المطالبة بمستند قرآني - غير مقبول أبدا ... وذلك لأنه لافرق بين الحديث المعمول به وبين النص القرآني في الحُجيّة .. نعم إن النص القرآني قطعي الصدور ولكنه ظنّي الدلالة .. وكِلا النصّين القرآني والحديثي على حدٍ سواء في حجية الظهور بعد ثبوت حجية السند في الحديث ... وعليه فلا فرق بين أن يثبت الوجوب بالنص القرآني أو النص الحديثي ، إذ هما سِيان في موضوع الحجية (أي كلاهما حجة شرعا ويجب الأخذ بهما) والتفصيل بينهما في غير محله باتفاق الأصوليين .

رابعاً :
يدّعي أن الباقرَين (ع) قد عملا بذلك لأنهما أُجبرا عليه ومن باب الاضطرار وإلا فانه ليس من الشريعة !!!
الجواب : أين القرينة على هذا الاضطرار فيما قرأنا من روايات معتبرة شرعاً ... فإنا وجدناها مطلقة والاطلاق حجة كما ثبت في علم الاصول .
فلو كانت هناك قرينة على شرطية الاضطرار لبيّنها الإمام وبما أنه لم يبينها وهو حكيم فمعناه يريد الإطلاق وهذا ما يسمّى (بمقدمات الحكمة).
 
خامساً
قوله : إن الشيعة - وكأنه ليس من الشيعة - قد أضعفوا جانب الزكاة وركّزوا على جانب الخمس وفسّر ذلك بما أملت عليه ظنونه ! وهذا ليس صحيحا لأن فقهائنا قد بسطوا مسائل الزكاة كما بسطوا مسائل الخمس إلا أن الخمس مسائله أكثر وأعقد .

سادسا :
يقول : إنه لماذا لم يظهر حكم الخمس ويشتهر قبل الإمام الكاظم ع ... ولماذا لم يكن في زمن النبي ص ...
الجواب واضح وهو أن الزكاة كانت مشهورة في زمن النبي (ص) دون الخمس وذلك لأن القرآن حين أوجب الزكاة قال : (خذ من أموالهم صدقة تطهرُهم) . فالمأمور هو النبي فكان المعصوم (ع) هو الذي يطالب بالزكاة وطبيعي أنها تشتهر .. بينما في آية الخمس المطالَب به هو المكلف نفسه من دون المرور بالنبي (ص) .. (واعلموا أنما غنمتم من شيء فان لله خمسه ..) فالمخاطب هو المكلّف ، ولذلك لم يطالبهم النبي (ص) به أو الأئمة (ع) من بعده وإنما على المكلف نفسه أن يدفع ماعليه من حقوق ... 
ثم ..
هذا الاشكال يوجّهه مَن لا يعتقد بحجيّة الائمة المعصومين (ع) أما من يعتقد بحجيتهم لا يحق له ذلك ، وذلك لما بيناه وهو أن النص الشرعي المطلق قد صدر عنهم ... فسواء أكان الخمس يطبّق في زمن الرسول ص أم لم يطبق بلا فرق .. نعم فيما إذا لم يطبق في زمن الرسول ص فهذا يعني أن الشريعة لم تكتمل في آن واحد وإنما تدرّجت واكتملت في زمان الأئمة ع ... وهذا ليس غريبا فان الصوم قد شُرّع في السنة الثانية للهجرة .. 
وقد ذكر السيد كمال نفسه رأي السيد الخوئي في برنامج مطارحات في العقيدة على قناة الكوثر مستشهداً به حيث كان يتكلم عن أن الشريعة لم تكتمل في زمن النبي (ص) وفحوى كلامه كان التأييد للسيد الخوئي قدس .
وعلى هذا يكون كلامه في نفي خمس الأرباح  لا سند له ...  

والحمد لله أولاً وآخراً . 


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : عزيز ، في 2020/05/10 .

كيار العلماء كالسيد الخوئي لم يجزموا أن آية الخمس تعني أرباح المكاسب.

• (2) - كتب : Haytham Ghurayeb ، في 2019/06/02 .

السلام عليكم
الخمس ورد في القرآن، اذن كيف لا يطبق مثله مثل الزكاه. ارجو التوضيح التفصيلي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=109583
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28