• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أنا وشارع المتنبي .
                          • الكاتب : خالد القيسي .

أنا وشارع المتنبي

رغبة عالية وشوق كبيرفي زيارة لوشيجة لا تنقطع أبدا مع شارع المتنبي.. يرتاده أغلبية كتاب.. شعراء.. الفن بكل اتجاهاته .. أن أمسك أعمدته.. وأتجول في أروقته.. واشم شذى عطر الكتب.. الذي قاطعته منذ فترة طويلة بسبب الحر القاتل ومشاكل التنقل والصحة مضاف آخر.

شددت الهمة واتصلت بصديق لي كاتب وشاعر يسكن جانب الكرخ فاخبرني بأن الجسور والطرق مقطوعة وصعوبة المشي كانت مانعا من أن نلتقي.. صاحبي هذا دائما كسول ويحب الاشياء مقشرة ويخلق الاعذار من تحت ألارض.

ألآخرمن الغاوين يدعي { مصخن } مصاب بالانفلوانزا ودرجة حرارته مرتفعة ومعنوياته منخفضه وانشاء الله في أيام قادمة وانصرفت [ بنزاكة ].

تخابرت مع الثالث لعلي أفلح وكان محلل سياسي فاجاب الجو لطيف وملائم للخروج واعذرني.. نلتقي في مرة قادمة وكان تحليله للجو والرحلة مسوغ ان لا يخرج !!

كتمت أنفاسي أن لا أخذل في رابعة..وقلت لتذهب وحدك يا شيخ.. خير من لا تفلح في مصاحبة جليس وتقعد في البيت تحمل كل همومه.. وتوكلت في مغالطة لم ينصح بها في مثل هذه الحالات الاستاذ الوردي الكبير في كتاباته .. فلم أجد غير باب الله رفيقا وعربات [ التكتك ] تقلني بقسوة وبمرارة من منطقة الى أخرى تمشي عكس اتجاه السير في خفة لتوفير الوقت غيرعابئة بشروط السلامة وألامان .

بعض المسافات قطعتها راجلا من بين درابين قمبرعلي الموحشة ووصلت الى ساحة الرصافي.. ثم الى غايتي بعد جهد واعياء الذي كان يعج بالباعة المتجولين والناس في أمواج بشرية حتى لا تستطيع الوقوف امام [ بسطية ] الكتب لتجد ما ترغب رغم كثرة العناوين والمؤلفات..سوى تقع عيناك على كيف تتعلم الانكليزية ب 5 أيام ومغامرات ارسين لوبين .

تعبت رجلاي من المشي ولم تعد تحملني فاسترحت لبضع دقائق في مقهى الشابندر ولم استطع الحصول على استكان شاي من كثرة الداخل والخارج .. والله يساعد [الجايجي ] من زحمة لا يميز من خلالها من احتسى حامضا أو شاي أومن فلت!! لا تستطيع البقاء اكثرمن هذا الوقت القصير بسبب تأثير التدخين السلبي الذي تحذر منه الدراسات الطبية من الدخان المتصاعد من السكائر ومعسل النركيلة .

خرجت من هذا الجو الخانق الى حلقات الشعر والأدب والمناكفات السياسية التي لأثرها ترطيب الجو.. وخلق حالة تجبرك أن تتفقد فضاءات شارع المتنبي دون ملل ..فالبحتري حاضرا كشاعر وابو الطيب المتنبي حكمة ..اضافة الى مسرح الشعر الشعبي تتسابق قصائده في الحب والوطنية ونقد المظاهرالطارئة التي تسيء الى واقع ماضي جميل مقارنة برداءة حاضر سياسي واقتصادي وثقافي مخيف .. والذي لا يزورالمتنبي ويشارك في هذا المتنفس عمره خسارة.


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : خالد القيسي ، في 2017/11/11 .

أصبت كبد الحقيقة أستاذ حميد الموسوي فيما يخص نخبة من بعض الكتاب والمثقفين الذي لا أرى ولاء وهم في عيونهم عما يحدث في البلاد ..فمسؤولية المثقف المساهمة في انشاء مجتمع سليم في البلد بعد التغيير والسعي الى الدفاع عنه بالقلم والكلمة الصادقة ..وتوفرت حرية التعبير في الرأي لبناء بلد مستقر والوقوف معه ..لا ما يتفق مع رغبات البعض في النقد الذي يصدع ولا يبني . شكرا لمرورك الطيب باضافة أغنت الموضوع بما يجب ..وفد تغيب عن المرء أشياء رغم أن المادة اعتمدت السخرية والنقد فيما أرامت .

• (2) - كتب : حميد الموسوي ، في 2017/11/10 .

مع كل اجواء الحرية التي وفرتها عملية التغيير الا ان رواد شارع المتنبي ظلوا بعيدين عما يحدث في العراق دون تسجيل مواقف وطنية وكأنهم لا زالوا تحت وطأة الخوف والرعب التي زرعتها اجهزة القمع الصدامية . حتى تواجد كل هذه الجموع لا يشكل موقفا بل عبارة عن لقاءات باردة بين المثقفين وقضاءا للوقت . حتى باعة الكتب يشكون من ضعف المشتريات وكساد سوق الكتب.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=109331
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19