• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أبو تحسين الصالحي.. أخلاق مقاتل نبيل .
                          • الكاتب : د . عباس عبد السَّادة شريف .

أبو تحسين الصالحي.. أخلاق مقاتل نبيل

 الشهيد البطل أبو تحسين الصالحي صاحب القناص الخارق الذي أردى أكثر من ثلاثمئة وخمسين داعشيا، ذلك البطل المغوار الذي حمل همَّ بلده وأمته منذ شبابه، وووظف براعته في قنص أعداء الله في معركة العراق المشرفة ضد دواعش الشر، والإجرام. 
يتحدث أبو تحسين في لقاء معه عن طريقته في القتال، والقيم التي يعمل بها، فيجيب إنه لا يقتل غير مسلح، ولا امرأة، ولا مدنيَّاً.
ما أعظم هذه الصفات من مقاتل يواجه أعتى زمرة في العصر الحديث، لا ترعى في إنسان إلا ولا ذمة، لكنه يعمل بمبدأ كل إناء بالذي فيه ينضح، ليعطي للعالم صورة جديدة عن جيش علي والحسين عليهما السلام، في قبال جيش معاوية ويزيد. 
نعم فهو يقتدي بذلك الإمام العظيم الذي تمكن بمن ألبت الناس وجيشت الجيوش ضده، فأعادها معززة مكرمة، وملك الماء في صفين فسقى جيش عدوه بعدما منعوهم الماء، وهو يقتدي بإمامه الحسين العظيم الذي يسقي ألف فارس جاؤوا لمحاصرته، ويرشف خيولهم، ويقف يوم عاشوراء مخاطبا أصحابه: ((أكره أن أبدأهم بقتال)).
ويلتزم الشهيد البطل أبو تحسين بوصايا مرجعيته العليا التي حمل سلاحه ملبيا نداءها بالدفاع الكفائي، ليشرق صورة لمقاتل نبيل يقسو على الظلمة، ويرحم من ضعف. 
ولم يكتف بتطبيق مبادئ الشرع، وقيم الدين في الحرب، بل التزم بأخلاق القتال الحديثة المتبعة بين القناصين المحترفين، فيحدثنا العم أبو تحسين عن قناصة لم تحمل سلاحا، فلم يقتلها واختبرها بإطلاقة فوق رأسها فلما أدت التحية تركها، كما تعلم من أعراف هذه الصنعة. 
هكذا كان هذا الشهيد الخالد مجسدا لكل أخلاقيات العمل، فلهفي له خلوقا في الحرب، فكيف به في السلم. 
لم نخسرك مقاتلا شجاعا تذيق العدو الويل فحسب، بل خسرناك إنسانا خلوقا جسدت محمدا وآله في خلقك. 
رحمك الله، وهنيئا لك جوار الحسين وأصحابه




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=108814
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 10 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20