• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محاورة مع بحار الانوار .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

محاورة مع بحار الانوار

كانت المكتبة تزدهي بنماذج فكرية جميلة مقسمة على ابواب وكل باب له عنوان ، والبحث عن حياة الامام موسى بن جعفر عليه السلام من ميسرات التداول ، واذا بكتاب بحار الانوار يقدم لي نفسه ويبدأني السلام وقال ،:ـ انا اهبك ماتريد من معلومات ، الإمام موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، هو سابع أئمة أهل البيت عليهم السلام، الكبير القدر العظيم الشأن، الجاد في العبادة المشهور بالكرامات، الكاظم الغيظ والعافي عن الناس، العبد الصالح وباب الجوائج الى الله تعالى. قلت له اكيد ستحدثني عن ولادته وانا اعرف ان الإمام موسى بن جعفر ولد يوم الاحد السابع من شهر صفر، في نهاية العهد الاموي سنة (128هـ) في ( الابواء ) بين مکة المکرمة والمدينة المنورة ، وهو البلد الذي توفيت ودفنت فيه آمنة بنت وهب أم الرسول صل الله عليه وآله وسلم . انا بحاجة ان تحدثني مميزات شخصيته ، اجابني كتاب بحار الانوار :ـ لقد شهد للإمام موسى الكاظم عليه السلام بوفور علمه، أبوه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام إذ قال عنه: "إن ابني هذا لو سألته عمّا بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم". وقال ايضا: وعنده علم الحكمة، والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج اليه الناس فيما اختلفوا من أمر دينهم".، وكان أفقه أهل زمانه". قلت :ـ وبعد ؟ قال: لقد رأى الإمام عليه السلام جميع صور التقوى ماثلة في بيته، فصارت من مقومات ذاته ومن عناصر شخصيته فكان أعبد أهل زمانه حتى لقب بالعبد الصالح وبزين المجتهدين ، قلت :ـ وبعد ؟ قال :ـ كان الإمام عليه السلام في طليعة الزاهدين في الدنيا والمعرضين عن نعيمها وزخارفها فقد اتجه إلى الله ورغب فيما اعدّه له في دار الخلود من النعيم والكرامة ، لقد كان بيته بسيطا فلم يحتوي على شيء حتى من الامتعة البسيطة التي تضمها بيوت الفقراء الامر الذي يدل على تجرده من الدنيا واعراضه عنها ، قلت :ـ وبعد ؟ قال :ـ مهلك علي لابد ان تقف متأملا في معنى زهد امام كانت تجبى له الاموال الطائلة والحقوق الشرعية من العالم الشيعي بالاضافة الى انه كان يملك الكثير من الاراضي الزراعية التي تدر عليه بالاموال الكثيرة وقد انفق جميع ذلك على البائسين والمحرومين في سبيل الله تعالى وابتغاء مرضاته وكان عليه السلام دوما يتلو على اصحابه سيرة أبي ذر الصحابي العظيم الذي ضرب المثل الاعلى لنكران الذات والتجرد عن الدنيا والزهد في ملاذها فقال عليه السلام: "رحم الله أبا ذر. فلقد كان يقول: جزى الله الدنيا عني مذمة بعد رغيفين من الشعير، أتغذى باحدهما واتعشى بالآخر، وبعد شملتي الصوف أئتزر باحدهما وارتدي بالأخرى ، عدت لنغمتي معه لأخذ منه كل ما يخص الامام عليه فقلت :ـ وبعد؟ فاجابني دعني اكمل حديثي لتفهم معناه وكف عن السؤال فانا ساسترسل معك المعلومة ، وقد اجمع المؤرخون انه انفق عليه السلام جميع ماعنده على الفقراء والمعدمين ، كل ذلك في سبيل الله تعالى لم يبتغ من احد جزاء او شكورا، وكان يلتمس في ذلك وجه الله ورضاه ، وكان يواصل الطبقة الضعيفة ببره واحسانه وهي لاتعلم من اي جهة تصلها تلك المبرة وكان يوصلهم بصراره التي تتراوح ما بين المائتي دينار إلى الاربعمائة دينار وكان يضرب المثل بتلك الصرار فكان اهله يقولون: "عجبا لم اجاءته صرار موسى وهو يشتكي القلة والفقر!!". عدت اليه باللازمة التي تضجره :ـ وبعد ؟ قال :ـ كان الحلم من أبرز صفات الإمام موسى بن جعفر عليه السلام فقد كان مضرب المثل في حلمه وكظمه للغيظ، وكان يعفو عمن أساء إليه، ويصفح عمن اعتدى عليه، ولم يكتف بذلك وانما كان يحسن لهم ويغدق عليهم بالمعروف ليمحو بذلك روح الشر والانانية من نفوسهم ، وقبل ان تسألني وبعد ساقول لك لقد كان عليه السلام يدعو الناس إلى فعل الخير ويدلهم على العمل الصالح ويحذرهم لقاء الله واليوم الآخر، وكان الإمام عليه السلام بارّا بالمسلمين محسنا إليهم، هوباب من ابواب الوحي والايمان ومعدن من معادن علم الله وبيت أهل النبوة الطاهرة الزكية. قلت :ـ وبعد ؟ قال :ـ لم يبق لدي سوى السلام على مولاي باب الحوائج ورحمة الله وبركاته




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=108441
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 10 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29