محمد رسن

برعاية مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة الأستاذ حميد فرج حمادي وبالتعاون مع مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة، أقامت الدار ندوة ثقافية فكرية بعنوان (الإرهاب والعنف والرؤية المستقبلية لمرحلة ما بعد داعش) في 19 من الشهر الحالي على قاعة مصطفى جمال الدين في مقر الدار، أدارَ الجلسة الدكتور سعد ياسين يوسف التي حاضرَ فيها الدكتور رياض محمد كاظم رئيس مركز الدراسات والبحوث في وزارة الثقافة، والدكتور نصيف جاسم أستاذ في جامعة بغداد، وبحضور شخصيات ثقافية، وأدبية، وأكاديمية وقنوات فضائية وإعلامية.
تناول الدكتور نصيف جاسم قضية داعش كونها عصابات دولية شارك في تأسيسها أكثر من دولة، والهدف من نشأة هذا الفكر الإجرامي هو إشعال المنطقة بالاقتتال الطائفي والعنصري والقومي من أجل الهاء هذه الدول واغتنام الفرصة من قبل الدول لتحقيق مكاسبها، فعندما يتزعزع الأمن في منطقة ما يسهل اختراقها لتحقق الدول المستبدة مآربها، موضحاَ نشأة داعش، وقياداتها، ومصادر تمويلها ،و كيفية استغلال الوسائل التكنولوجية الحديثة ولاسيما الانترنت من آجل استقطاب عدد أكبر ممكن من الأفراد، كما ذكر الخطط والمسالك التي تتبعها داعش في بث قيم التوحش وقتل الآخر المخالف ،ونحر قيم التعايش السلمي والمواطنة.
وأشار الدكتور المحاضر رياض محمد كاظم إلى فقه داعش وأشبال الخلافة الذي هو مخالف للشريعة السمحاء جملة وتفصيلا، وكيفية توظيف هذا التنظيم للأحاديث المتوحشة الدخيلة على الإسلام والتي دست تاريخياً من قبل أعداء الضمير الإنساني، والبدعة التي دخل من خلالها تنظيم داعش، والعقول الخاوية وهي حجة العودة إلى السلف الصالح، وهذا كلهُ تحريف وافتراء حيث السلف الصالح كان يمثل أبهى القيم الإنسانية من قبيل قيم العدل والمساواة والتسامح والتوادد، من اجل مجتمع معافى سوي، مضيفاَ بأن تنظيم داعش أستغلَ ضعفاء النفوس والمعتوهين الذين يقرون بعدم جدوى الحياة والجمال ويبثون المفاهيم العدوانية والظلامية.
وفتحَ الدكتور سعد ياسين باب النقاش مع تفاعل الحضور من خلال طرحَ الأسئلة، لتأتي الإجابات وافية وعميقة لتحقق الهدف المنشود ألا وهو الارتقاء بوعي الحاضرين، وتكريس المفاهيم الإنسانية في أذهانهم وأحاطتهم التامة لما يجري في بلدهم الحبيب.
تأتي هذه الندوة انطلاقاَ للدور الريادي المهم للمؤسسات الثقافية والمساهمة في الارتقاء بوعي الجماهير ،وتشخيص مناطق الخلل في أي محنة، وبعدَ أن تعرضَ بلدنا إلى هجمة شرسة من قبل تنظيم داعش الإرهابي واستيلاءه على عدة محافظات عراقية التي مارسَ فيها أبشع الجرائم من قتل، وسبي، وتهجير، وبعدَ جهود مضنية وبسواعد العراقيين الأبطال تحررت هذه المناطق، ولكن المهمة الأكبر اليوم تكمن في كيفية الحفاظ على هذا النصر ولملمت جراحات أبناءهم وإعادة ترميم وبناء ما هدم ومن أجل رسم رؤيا مستقبلية تجنبنا الوقوع في نفس المطب.

24/10/2017