• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حلمُ الأقاليم, بين الوحدة والتقسيم .
                          • الكاتب : حسين نعمه الكرعاوي .

حلمُ الأقاليم, بين الوحدة والتقسيم

أن لم تمتلك ما هو مطلوب, فلا تخاطر بما هو موجود, لأجل ذلك الوهم البعيد الامل, لأن البحار اعمق وأقوى بكثير من تلك الامواج الصغيرة, التي وأن طال وقت تصعيدها, تبقى صغيرة وغير مؤثرة, في ذلك البحر الذي يعتبر المحتوي الاكبر لتلك الموجات, والقادر على التحكم بها, بحكم قوانينه الطبيعية, التي أباحت له السيطرة على كل ما يحيط به, من تأثيرات ومؤثرات, فحتى السفن العظيمة, ذات المحركات الكبيرة, تبقى معرضة للهلاك, أن لم يُحسن قيادتها, وفق قوانين وأنظمة الملاحة في تلك البحار العميقة, فلا مجال للغة التحدي في تلك الاجواء, لأن المركز قادرٌ دوماً, على قلب الطاولة, في وجه الجزيئات الصغيرة التابعة له, لانه المهيمن الاول, والمسيطر الاعظم, على كل ما يجري داخله, فلا أجتهادات ممكنة الحصول, أن لم تكن بعلمه, أو بالاحرى بموافقته, وأن حصل العكس, فهو بالتأكيد لن يزيد الطين الا بلة, لان الهلاك هو من سيكون المصير الاول والاخير .

لغة التقسيم, بِمَخرج الاقاليم, لُعبةً قد تُحرج الكثير, ممن لا يتقن حركاتها, أختلت مجرياتها من مكانً لأخر, فما بين حلم الاقليم الكردي, ووهم الاقليم السُني, تبقى كل الابواب مغلقة, بوجه كل من ينحصر تفكيره بفكرة التقسيم, بغية تحقيق الأقاليم, المبنية على المصالح الشخصية, بغطاء المصلحة العامة, وبتصريحات الحقوق المغتصبة, والتي يدعي من يُصرح بها, أنه قادر على أستردادها, وتوفير كل ما حُرم منه أبناء تلك المناطق, من عجزاً في الميزانية, وضعفاً في الخدمات, لدرجة وصوله للأجتهادات الشخصية, وفق دعماً خارجي بحت, الأمر الذي يجعله يندفعُ كثيراً, وراء المغريات التي يعتقد أنها ستمكنه من السيطرة على زمام الامور, في وقتاً لا يوجد مركزاً لزمامها أقليمياً, في ظل وجود الأساس المركز لها, والذي لا يمكن أن ينحصر بفئةً معينة, في ظل وجودة دولة وسيادة تحكم البلد, وتديره وفق الأسلوب الصحيح, معتمدة على الدستور والقانون, أساس لتلك الادارة .

وحدة العراق, تقف عند هذه الكلمة, خطوط حمراء كثيرةً, يصعُب كثيراً تجاوزها, أن لم يكن مستحيلاً, فتلك الوحدة التي كانت شعاراً لابنائها يحتذى به, في كل رقعة من هذا البلد, والتي كان مُنطلقاً, يُنادى به من داخل تلك الأربعين متراً في النجف الأشرف, والتي تمثل الصوت الاعلى, والاوضح, والاسمى, والأصلح للقيادة الرشيدة, طيلة أعواماً وأعوام, واقفة بوجه كل من يحاول تهديد تلك الوحدة, التي جاءت بدماءً وتضحيات, ولن تذهب بمثيلتها, فالاولى كانت في مواجهة عدواً خارجي, والثانية لن تكون بأصتداماً داخلي, قطعاً هذا الامر مرفوضاً, وما يحصل اليوم في شمال العراق, والاجراءات المُتخذة من قبل حكومة المركز, وفي ظل تأيد ومباركة المرجعية الرشيدة , في أستخدام الدستور, وجعله الحافظ الاول لوحدة وحقوق ابناء هذا الوطن, سيكون درساً واضحاً وعميقاً جداً, لكل من يتبادر في ذهنه أحلام الانفصال, ويفكر لوهلة واحدة, بمصطلح التقسيم, ويبقى شعار الوحدة الوطنية, هو الغطاء الاصلح والواحة الاشمل, لابناء هذا الوطن ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=107866
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 10 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18