• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ما لا تعرفونه من موبقات الأمير السعودي الوهابي سلطان .
                          • الكاتب : د . حامد العطية .

ما لا تعرفونه من موبقات الأمير السعودي الوهابي سلطان

     موبقات آل سعود كثيرة، أولها تفريق صفوف المسلمين وإثارة الفتن والحروب بينهم، وتولي أعدائهم، ونصرة الظالمين من حكامهم، وافشاء الفساد في مجتمعاتهم، ونهب وسرقة أموالهم، وواحدة من هذه الموبقات مهلكة، أي موجبة لعذاب جهنم، فما بالك اجتماعها كلها في الشجرة الخبيثة لآل سعود.
    لسلطان ولي عهد مملكة آل سعود الهالك نصيب وافر من هذه المهالك، فقد كان ولياً للعهد، لم يرع عهد الله في الرعية، ووزيراً للدفاع والطيران دافع بضراوة عن مصالح الغربيين ووجود الصهاينة المحتلين، ومفتشاً عاماً يفتشون عنه في كل صفقة سلاح ذات عمولة ضخمة.
     الأمير الهالك سلطان مشهور بكثرة زيجاته، وزواجه عادة لا يدوم سوى أشهر معدودات، ولو عشت في السعودية فترة طويلة فلربما تتعثر بواحدة منهن، وهذا ما حدث فعلاً لسائق أجرة، كنت أستعين به على التنقل في العاصمة الرياض، صعدت معه يوماً واحدة من طليقات - أو بالأحرى ضحايا - سلطان وروت له قصة زواجه القصير منها، ومعاناتها بعد الطلاق، أما معلوماتي عن زوجة أخرى فهي من مصدر موثوق من عائلتها، هي إبنة ضابط رفيع الرتبة، تقدم سلطان لطلب يدها فترددت عائلتها النجدية، ولكن الفتاة قبلت به وأصرت، وينقل المصدر عنها تبجحها الفارغ قبل الزواج بأنها ستكون الأخيرة، فلن يطلقها أبداً، وكانت مخطئة، فما أن انقضت شهور قلائل حتى ابلغها بسفره للعمرة، ويؤكد المصدر الموثوق بأن تلك هي كلمة الشفرة التي استعملها سلطان لإبلاغ زوجاته بعزمه على تطليقهن، وبالفعل استلمت ورقة طلاقها بعدها بأيام، وهو دليل آخر على استخفاف سلطان وآل سعود بالتعاليم الإسلامية، إذ شرعن كهان البلاط السعودي لسلطان وغيره من أتباعهم هذا النواع من الزواج، فأفتوا بتحليله وإن توفرت نية الزوج على الطلاق بعد شهر أو أسبوع او حتى يوم بشرط أن لا يخبر الزوجة بذلك وإلا اعتبروه زواج متعة محرم، فتصوروا أن هؤلاء الضالين المضلين يحرمون زواج المتعة ويبيحون لأتباعهم بإسم الإسلام خداع واستغلال الزوجة وأهلها بهذه الطريقة الدنيئة. 
    من مهالك سلطان أيضاً قبض العمولات الضخمة من صفقات الأسلحة مع حكومات الدول الغربية وشركات الأسلحة فيها، وتذكر إبنة أحد كبار ضباط القوة الجوية بأن اباها أحيل على التقاعد المبكر جداً بعد رفضه غض البصر عن صفقة للأسلحة، كان لسلطان فيها حصة الأسد، ولم يقتصر انتقام سلطان من أبيها على إحالته للتقاعد بل استرجع منه قطع أراضي بالقرب من المطار كان قد حصل عليها منحة من وزارة الدفاع، وتذكر الإبنة بان أبيها ظل محتفظاً ببدلته العسكرية معلقة في خزانة ملابسه حتى آخر أيام حياته ظناً منه أنهم سيدركون خطأهم يوماً ما ويستدعونه للخدمة مجدداً.
   وبالمقارنة فقد أثرى قريب للطيار المغضوب عليه وبسرعة تفوق سرعة الصوت، وكان ملحقاً عسكرياً في سفارة السعودية بدولة غربية، والفضل للشيطان ولسلطان ولشركة السلاح الغربية التي دفعت العمولة كاملة فكان للملحق العسكري نصيباً منها، لكنه لم يهنأ بها طويلاً، إذ انقضت حياته بفعل مرض نقص المناعة الذي اصيب به نتيجة تحويل دم ملوث بفيروس المرض. 
    قلة من السعوديين يستطيعون الوصول إلى أمير سعودي، للتقدم له بـ"معروض"، أي عريضة، لقضاء حوائجهم، فيلجؤون للأخوياء –أي حاشية الأمير – والمقربين، ويتذكر أحد السعوديين النجديين تحيره في الحصول على موافقة على زواجه من أجنبية، فلا زواج من دون موافقة الملك أو من ينيبه، وبعد أن طرق أبواب الأهل والأصدقاء فلم يجد عوناً تذكر جارته، وهي رئيسة مضيفات مغربية تعمل في الخطوط الجوية السعودية، فزارها معرفاً بنفسه، وترجاها تقديم معروضه للأمير، فوعدته خيراً، ولم تخلف، بعد أيام عادت له بالموافقة، ونسأل بسذاجة أنى لهذه الأجنبية كل هذه الحظوة لدى الرجل الثاني في المملكة؟
    عندما يسافر الأمير سلطان، وغيره من كبار امراء آل سعود، لا يكتفي بمقعد واحد أو عدد من المقاعد له ولمرافقيه، بل يحجز عدة طائرات، واحدة له والصفوة من "خوياءه"، وثانية للحاشية والحقائب والمتاع، وربما أكثر، وتخيلوا عدد سفرات الأمير في السنة الواحدة – غير الرسمية فقط مثل رحلاته السنوية للمغرب للإستجمام والراحة –  ثم استخرجوا مجموع سفراته حتى وفاته، ويقول أحد كبار موظفي الخطوط السعودية بأن الأمير سلطان لم يدفع قط أي من فواتير رحلاته على طائرات الخطوط، ولأن بقية الأمراء يقلدون سلطان فلا يدفعون لا تربح الخطوط السعودية أبداً.
    شركة الخطوط  السعودية مرتبطة بوزارة الدفاع والطيران، وبالنتيجة يكون الأمير الهالك سلطان رئيسها الأعلى، وله القرار النهائي في كافة شؤونها، وهذا أمر معروف لدى العاملين في الخطوط، وبالذات أحد موظفي طاقم الخدمة في الطائرات، وهو سعودي من أصل زنجي، وكان ضمن طاقم طائرة السعودية في رحلة مجدولة، وأثناء الرحلة فتح أحد المسافرين، وهو سعودي أيضاً، باب إحدى دورات المياة، فكانت الصاعقة، رأى المضيف السعودي الأسود داخل دورة المياه، لكنه لم يكن لوحده، فقد كانت معه فتاة اجنبية، هي أيضاً مضيفة في طاقم الطائرة، وكان المضيف الأسود والمضيفة البيضاء في وضع حميم جداً. في أقرب فرصة بادر الراكب لإبلاغ إدارة الخطوط السعودية بالحادث، وكما تقضي القواعد والتعليمات أحيل المضيفان المتهمان إلى لجنة تحقيق، وبعد ثبوت اقترافهما لفعل مناف لتعاليم الدين والأخلاق أثناء اداءهما لواجباتهما الوظيفية صدر قرار إدارة الشركة بطردهما من الوظيفة.
   لم ينزوي المضيف الأسود في منزله خجلاً، بل كتب إلى الأمير سلطان، الرئيس الأعلى للخطوط السعودية مشتكياً ومتظلماً، ولأنه سلطان "عادل" وافق الأمير على الاستماع لتظلم المضيف المطرود من وظيفته، ويروي أحد كبار موظفي الخطوط الذي وقع قرار الطرد بيده أن المضيف المدان لم ينكر الواقعة بل اعترف بها ووصفها بالتفاصيل المثيرة للأمير سلطان الذي ضحك طويلاً ثم أصدر أوامره بإعادة الموظف - الزاني جهاراً وفي مكان عمله - إلى وظيفته، أما المدير الكبير فقد قدم استقالته على الفور.
    من المؤكد بأن اقارب الأمير سلطان يعرفون باقترافه هذه المهالك – والخافي أعظم - ولهذا السبب ربما أجلوا دفنه حتى الغد فهم يدركون جيداً ما ينتظره بعد أن يهيلوا التراب عليه في لحده.
23 تشرين الأول 2011م 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10728
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19