• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : شؤون عربية .
                    • الموضوع : سلمان خلف قضبان ابن سلمان .
                          • الكاتب : محمد الشفيع .

سلمان خلف قضبان ابن سلمان

 رغم أن مشائخ الولاء لآل سعود طائعون موالون، لملكهم وأمرائهم ممتنون مذعنون؛ إلا أن النيران الصديقة تطالهم من حين لآخر، وفي أي وقت، سواء في الشدة أو في الرخاء، وها هم اليوم يتذوقون طعم الأسر لدى النظام النجدي البريطاني، لمجرد قيامهم بمباركة الحوار بين تميم الدوحة وسلمان الرياض، ودعوتهم لله أن يؤلف بين الوهابية والإخوان، في ظل الحب والعشق والغرام، والرخاء والأمن والوئام.

ولي العهد ابن سلمان يقوم باعتقال الداعية سلمان، ويحرمه لذة التغريد، بين رياض التويتر، ودوحة الفيسبوك، مما أثار حفيظة أتباعه ومريديه والمعجبين به، وهو بذلك يذكّر الناس بكل المعتقلين لأجل التكلم بالحق، أو التكلم بما يعارض أهواء سلاطين جزيرة العرب.
سلمان هو صاحب المراجعات الفكرية والتراجعات الحركية، وتم اعتقاله لأجل حبه للألفة والتعايش الرومانسي بين مواطني الخليج، وهو الآن يلاقي عقابا غير منتظر من حكومته الرشيدة، فما بالك لو فعل مثل نمر النمر، الذي دعا إلى رفض الظلم، وعصيان القتلة والناهبين، وشق عصا الطاعة، والصدع بالحق في وجوه المترفين ؟.
كثيرون محزونون لخبر اعتقال سلمان وأقرانه، وكثيرون يفسرونه بردة فعل كونية، ترتبت على موقفه من الربيع المشبوه، بكل مساوئه ومآسيه، وكثيرون شامتون بما وقع له ولأترابه، بعد اعتراضهم على إنجازات العراقيين، في حربهم ضد الخوارج والدواعش والعملاء، وسكوتهم عن سير الفظائع في اليمن، وفضائح التجاوزات الخطيرة في العوامية والبحرين، بل ومساندتهم لما يحصل هناك.
اعتقال إخوان السعودية سبقه اعتقال إخوان الإمارات، ويعد بادرة غير محمودة، من وجهة نظر ديمقراطية، ورغم كل ذلك فهو انكشاف لما خفي في الصدور من خلاف، بين خلفاء القصور وحراس المعابد.
في بلد آل سعود تحلم المرأة بقيادة السيارة، ويتسابق الناس للموت تحت الروافع والأقدام، فداء لعقيدة الخنوع والغباء، ويسجن علماء البلاط، وفرسان الرقائق، لأجل دعوة عفوية، عقب التصفح في جوف النت.
حملة الاعتقالات طالت الكثيرين، ومن أبرزهم سلمان العودة، وعوض القرني، وعلي العمري، والمنشد ربيع حافظ، وغيرهم، مع العلم أن الداعية الإماراتي وسيم يوسف ضليع في التحذير من أسماء بعينها، هي الآن تقبع خلف قضبان آل سعود، أو معرضة للسجن لاحقا.
هذه العملية أثبتت أمرا ليس جديدا ولا غريبا، وهو أن ملوك آل سعود لا صديق لهم سوى مصالحهم الضيقة، التي تدور في فلك مصالح واشنطن ولندن وتل أبيب، وكذلك شيوخ وأمراء الخليج على العموم، وأن التقرب منهم لا يعفي من المتابعة، ولا يضمن عدم الملاحقة، ويدل على أن حقوق الإنسان مرمية في مياه الصرف الصحي، أو لا وجود لها أصلا، رغم أن إعلام النفط والسحت يصنع صورة مضللة، ويظهر أنظمة الخليج الترامبي على أنها مناصرة للعدالة، وذلك من خلال دعم ثورات استجلاب الديمقراطية الأمريكية، لترسيخ فكرة الفوضى الخلاقة، وإيهام الجهلة بأن التحرر حق للشعوب، وهو في الحقيقة يخفي مخططا لهدم الدول، وتقسيم الأوطان، وتدمير الجيوش، وتفخيخ التباينات العرقية والمذهبية، وتشويه إنجازات المقاومة، المعادية لكيان العدو الصهيوني، ولكن يا ليت قومي يعلمون.
المضحك أن ابن سلمان نبي الرؤى الاستشرافية المستقبلية، وصاحب الوعود بالرخاء والهناء لشعبه الوفي؛ هو المتحكم الأكبر في زمام الدولة السعودية، وهو المتهم بهذه التعديات في حق مشائخه العظام، والذين قد يجوع قلبهم إلى عطفه وصفحه، حتى يذوب اللحم وتظهر العظام.
ما حصل يجدر أن يدفع كل عاقل ليتدبر، فإما أن يكون واعيا يفكر ويختار، أو تابعا لأصحاب العقال، ليجبروه على مسايرة التيار، والانسياق وراء ما يحددونه له من مسار.


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=105584
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29