• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : يوميات عاشق = 1 (الأمل الشاق ) .
                          • الكاتب : نزيه كوثراني .

يوميات عاشق = 1 (الأمل الشاق )

- أهكذا أنت أيها الحب تأتي من غزل النجوم وما تبقى من بصيص الأمل لتعلن ثورة في رمال الحزن وتفجر النبع من أصله ليعلم كل واحد مشربه . أهكذا أنت أيها العشق تمسح الدمع عن وريقات القمر وتشد القلب لنبضه ليضخ الدم من جديد حبل الفرحة والمحبة . ويعود الشاطئ لعهده لغسل الأحزان وما تبقى في النفس من الألم وتعب الحنين . ويصالح الموج صخره بالشد والجذب والرعشة هي المبتغى . تعذبني يا ليل الأتراح تشرب من دمي ولا ترتوي . تأملت حلكة الليل وأدركت لعبته القذرة في الإجهاز على الذين يقفون طويلا عند تقاسيم وجه . حاولت بلغة الأفق التي تروقني في المواقف الحرجة أن اجعل له عمقا ثم دوائر نجوم مضيئة كثيرة تناقض حده وظلمته .رأيت  الخميس يولد ككل الأيام الغامضة .لاشيء يرجى من أيام برد العزلة القاتلة . في وقت كان النهار يسير نحو حتفه غلفت قطع سوداء قمم الجبال حتى حجبتها عن الرؤية . شيء ما متداخل الأشكال والأحجام يتحرك فوق راسي . صمت ممزوج بالفرحة والخوف . يشبه شعور من ينتظر مولودا . بدت لي السماء في مخاضها . إذا كان لها أن تلد شيئا فلا يمكن أن يكون ابيضا .ربما قد تمطر صخورا سوداء شبيهة بقطع الفحم . السماء تحترق بلسعات برق خاطف .في لحظة معزولة عن حركة العالم تمزقت السماء . تناثرت أشلاء قطنية ناصعة البياض . الأشجار العارية تكسو نفسها بكبرياء . استغربت كيف استطاع هذا الثلج والمخاض الذي سبقه أن يحررا نفسي . مسحا أحزاني .اكتشفت بفرحة عارمة كيف يمكن للإنسان أن يستمد قوة أخرى خارج ذاته . في هذه اللحظة لم أكن أميز فيها بين ذاتي وبين ما أراه وأعيشه في نوع من التعبد الصوفي هو اقرب إلى التوحد النادر . قلت في نفسي إذا عرف الإنسان كيف يستمد الحياة من الأشياء والأماكن والآخرين فانه سيعيش إلى الأبد . الموت حالة استثنائية . انه لحظة غفلة من الإنسان عن الحياة . أما من يحافظ على صحوه في تعلقه بالحياة فانه لن يموت ولن يقود قلبه إلى مذبح الحنين . إن هذا الموقف الصوفي مع الطبيعة بدأ يمنحني قوة وصلابة . أحسستني جزءا من هذا التجدد اللانهائي لدورة الحياة . شملتني فرحة عارمة . فرحة العيش الأبدي . إن سعادة ما تلفني وكأني أدركت القوة والتحدي وهذا ما كان ينقصني في تعلم الحب والحياة ولعن القدر. كم أنا مدين لهذا الوجود..للتي تهمس في أذن الليل أن يرحل  .. لهذه الحياة ..لهذا الخشوع الذي يدثرني ويسري في عروقي . ليت هذا الصحو يلازمني ... 

 
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : mjrpazedrxi ، في 2012/04/19 .

****





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10548
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19