• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الامام المُصلح .
                          • الكاتب : حسين وسام .

الامام المُصلح

عندما يقبل شهر محرم الحرام، يتردي الشيعة السواد حداداً، لكن هناك من يرتديه على قلب ابيض، ينبض بحب الله والرسول والحسين (عليهم السلام)، قلب ابيض، يسير على نهجهم الكريم وخطهم المبارك، وهناك من يرتديه على اقلب رمادي، واقل بياضاً، ينبض بحبهم، ولكن لا يسر على نهجهم، والله وحده من يزكي الانفس، فمن يملك ملحمة الحسين (عليه السلام) الاخلاقية، كان من الذين يفوزون ويُسعدون في الدنيا، ويكون من الناجين في يوم القيامة، فأنا ابتسم عندما يُذكر الحسين، فخراً وفرحاً، لاني اسير على نهج هذا الامام العظيم، وفي القلب حرقة، وعبرة، وحزن كبير، على ما حدث له، وما يحدث على شيعته ومحبيه.

من الؤلم جداً ان تجد شخصاً لا يعرف الحسين( عليه السلام)، والمصيبة الاكبر ان تجد شخصاً يعرف الحسين (عليه السلام)، ولكن لا يفهم ما جرى في كربلاء من دروس وعبر، فالحسين لم يقتل عطشان فقط، بل مات مظلوماً حراً، وقد استشهد الحسين (عليه السلام) من اجل العقيدة والفكر الاسلامي الصحيح، من اجل تصحيح المسار، ومن اجل التغيير، فعلى كل محب لهذا الشخص، قراءة ما حدث من خروجه من مكة الى لحظة استشهاده، ثلاث مرات، فاليبكي في الاولى، وليبكي في الثانية، وليتعض في الثلاثة، وعليه ان يقرأ ما بين السطور، ليستخرج الدرر، والحكم، والدروس الاخلاقية، التي فيها ما يحتاج كل انسان كي يكون مستقيماً، واذا استقام الفرد، استقام المجتمع، وهذا هو الاصلاح بعينه، فالقراءة العميقة لمسيرة الحسين، هي اول الطريق لفهم ما يريده هذا المصلح.

من الدروس المهمة، التي قدما الامام المصلح، هو الثبات على المبدأ، والوضوح في الرأي، فقد كان (عليه السلام)، واضحاً في موقفه من يزيد، قال ( ان يزيد شارب الخمر، قاتل النفس المحترمة معلن بالفسق والفجور، ومثلي لا يبايع مثله)، فكم نحن الان بحاجة الى هذا الوضوح في الراي والموقف؟، ان نحدد الحق ونكون معه، ونشير الى الباطل ونقف ضده، ونحاول وضع حلول لاصلاحه، بل ويجب الاصلاح، والقضاء على الباطل، مهما كانت التضحيات، فالحسين (عليه السلام) كان يعلم بما سيجري له، وانه يعلم انه سيقتل في كربلاء، وتسبى عياله، ورغم هذه الامور، بقى ثابتاً على موقفه، رغم تبليغه بأن اهل الكوفة لم ينصروه، فكم نحتاج اليوم هذا الثبات على المواقف؟، وابسط مثال على ذلك الانتخابات، فالفاسد على باطل، وان كان من قبيلتي ومذهبي، وان النزيه على حق، وان كان على غير ديني وملتي، مادام عادلاً، ويعطي كل ذي حق حقه، فالبلد يحُكم بالسياسة الصحيحة، التي تُجلب الخير والسعادة للشعب، بغض النظر عن دين الحاكم.

كان العنوان الابرز لثورة الحسين (عليه السلام)، هي الانسانية، ونحن بحاجة الى تطبيق الانسانية اليوم، فالحسين (عليه السلام) كان يريد الخير لهم، فكان اكثر من مرة يخطب بأعدائه، مذكراً اياهم من هو وما نسبه، خوفاً عليهم من المصير القاسي الذي يسكون عليهم بعد مقتله، لم يميز جون عن حبيب، ولا زهير عن ابن عوسجة، حتى موقفه الانساني مع الحر ابن يزيد الرياحي في لقائهم الاول، والمواقف كثرة جداً، التي خلدت هذه الثورة الفكرية الانسانية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=105012
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18