• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاكراد أو اسرائيل أم كلاهما المستفيدان !! .
                          • الكاتب : خزعل اللامي .

الاكراد أو اسرائيل أم كلاهما المستفيدان !!

بالرغم من فشل استراتيجياتهم التي رسمت ورغما عن ارداتهم فان الدول التي دعمت وساندت ومكنت الجماعات الارهابية لم تسلم فأصابها ما أصابها من انعدام الامن والتهديد والقلاقل بسبب السياسة المفضوحة التي بات يعلمها القاصي والداني ، فما حصل بين قطر من جهة والسعودية والامارات والبحرين من جهة اخرى ، فهذه الدول تشابكت الى حد النزاع العسكري لولا تدخل امير الكويت ، وان " مجلس التعاون الخليجي" امسى مهددا بانفكاك عقده حيث كانت المجاملات والصور التذكارية مادته ليس الا ، وكشف زيفها بمحاربة الارهاب فكشرت وسائل اعلامها عن انيابها فراحت تكيل التهم كلا للآخر بتبني ورعاية ودعم الارهاب بمختلف تسمياته في دول العالم والمنطقة ، مع ان الحقيقة الواضحة المعالم والتي لا لبس فيها انها جميعا دول رعت ومولت وافتت وساندت تلك الوحوش التي لا تمت للإنسانية بشيء،

فبعد تخلي قطر عن دعم عدد من المجاميع الارهابية في سوريا وكذلك فعلت العربية السعودية بحيث تخلى وزير خارجيتها " عادل الجبير" من تصريحاته المعروفة في كل محفل حيث كان يردد دائما "بشار الاسد ليس له مكان في الانتقال السياسي في سوريا" الى تصريحات بوجوب الحل السلمي و "لانمانع" ان يكون الاسد ضمن الحل السياسي ،

ان تخبط الرياض في حربها العدوانية ضد اليمنين والتي استنزفتها حتى امست عبئا ثقيلا على مقدراتها وعالقة لا تعرف كيف الخروج من هذه المحنة التي اوقعت نفسها والخسائر التي تكبدتها جراء الضربات الشرسة والمباغتة من انصار الله في ماكنتها الحربية وقواتها بالرغم من الخسائر الكبير في صفوف المدنيين بفعل الضربات الجوية العشوائية احيانا والمقصودة في اغلب الاحيان حسب المنظمة الدولية لحقوق الانسان التي مازالت تطالب بتحقيق شامل في تلك الضربات التي اودت بحياة مئات الابرياء،

تركيا ادركت متأخرا انها تسير خارج الركب وعليها العودة بعقارب الساعة الى الوراء قليلا بعد ان لمست ان انتصارات الجيش والسوري على الارهابيين الذين يعبرون ارضيها الى الجانب السوري وتخلي القوى العظمى عن ابعاد الاسد عن المشهد السياسي وايضا انتصارات العراقيين والاستفتاء " الكوردي" اسباب واقعية جعلتها تعيد حساباتها ،

لاشك ان الانتصارات التي حققها الجيش العراقي وابناء الحشد الشعبي والعشائر العراقية كان لها الاثر الواضح المعالم في تغيير استراتيجيات هذه الدول ناهيك عن الخلافات المتجذرة اصلا بينها منذ زمن بعيد وكذلك التقدم الواضح للجيش العربي السوري وانتزاعه اراضيه من زمرة داعش والاخرين له مدلولات سياسية غدت الاراضي المحررة هي الحاكمة في المفاوضات الجارية ، وايضا طرد وتنظيف الجيش اللبناني حدوده من تلك الجماعات الارهابية يسانده بذلك حزب الله في جانبي الحدود السورية اللبنانية،

امريكا لن تأتي الى منطقة التوتر والنزاعات في المنطقة العربية الا بسببين مهمين أولهما القضاء على "داعش" والجماعات الارهابية الاخرى وثانيهما الحد او القضاء على النفوذ الايراني في المنطقة ، حسب زعم كبار المسؤولين الامريكان ،

ولاشك ان المنطقة مقبلة على هدوء نسبي بفعل التدخل الروسي الذي امسى واضحا وذو تأثير على كافة اطراف المعادلة حربا وسلما ، ولايغيب ابدا عنا ان استفتاء الاكراد الذي روج له ويقوده "مسعود برزاني" والمزمع اقامته في 25 من ايلول الجاري مدعوما من تل ابيب حصرا ، وهو الحدث الاكثر تأثيرا آنيا ولاحقا على المنطقة برمتها، مع ان كل الدول عارضته بشدة والاقليمية بضراوة ، وهنا فـ "البرزاني" عرف كيف يتصيد في الماء فمازالت القوات العراقية لن تنتهي من "داعش" وبعض مجاميعها موجودة في عدد من المناطق العراقية و السورية ،

فلم يعد خافيا على احد ان الرجل يفكر بقومية صرفه تدفعه الى الانفصال عن العراق وان تضرر الشعب الكوردي ، واندفاعه الجامح لم يأتي من فراغ فهو يعلم ان حكومة بغداد مازالت تجامله في كثير من الامور التي ،وهو متيقن من التأييد الاسرائيلي لدولته المزعومة الذي ستكون جار جديدة لطهران وبغداد وانقرة وستكون المنغصة وشوكة خاصرة لهذه العواصم وبإمكانه وقد يكون الوسيط المقبول بين هذه العواصم وتل ابيب ورويدا رويدا يتم نزع اعترافهم بدولته ومن ثم الانفتاح على العالم الخارجي مع انه يدرك انه وعلى المدى المنظور ستكون الدولة الكردستانية مخنوقة ولن تتمكن من الولوج الى العالم الخارجي الا بالانفتاح المضطرد على تل ابيب فهي مفتاحه على الدول الاقليمية ربما والخارجية ، فاسرائيل ستقترب اكثر من نهري دجلة والفرات وهذا مايفسر شعارها وخارطتها المزعومة" اسرائيل من النيل الى الفرات" وسيصدر النفط الكوردي لها ان تمكن "البرزاني" من سلب وانتزاع محافظة كركوك الغنية بالنفط من العراق ،

من ما يجري وجرى في المنطقة واصرار الاكراد على "الاستفتاء" ان تم ومن ثم "دولة كوردية" قد تعترف بها واشنطن فسياسة البيت الابيض خاصة بوجود " ترامب " المتقلب المزاج والتصريحات ومن غير الممكن ان يؤمن لامريكا جانب بأي حال من الاحوال فتصريحات مسؤوليها متباينة بين تأجيل الاستفتاء والغاءه او القبول من تحت الطاولة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=104302
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29