• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كيف تصبح مشهورا بسرعة. .
                          • الكاتب : زيد شحاثة .

كيف تصبح مشهورا بسرعة.

يحب الإنسان بطبعه أن يكون مشهورا, ومعروفا بين الناس, لأن هذا يجعله يحس بالتميز والإنفراد بشيء ما, وانه حقق شيئا لم يحققه الأخرون.

لكي تصبح معروفا بين الناس, أو كما يصطلح عليه "مشورا", يجب أن تملك ميزة أو صفة, وتكون هذه الصفة مشاعة ومعروفة ومعلنة, ويهتم بها الإعلام, ويروج لها بقوة, ويتفاعل الناس, مع هذا الترويج.

تكتسب الشهرة أحيانا, عن طريق اخر, مثلا كأن تكون فاحش الثراء, وتملك العقارات العظيمة, أو تكون مغنيا أو ممثلا لكثير من الأعمال الفنية.. وكل هذه الشهرة تنالها خلال حياتك, وربما تستمتع بها, وتنال منها جاها وفوائد مادية.

هناك شهرة  تنال في أواخر العمر, بل وغالبها بعد الموت, كما يحصل مع العلماء والأدباء والباحثين, ممن يقدمون خدمات جلية وعظيمة لشعوبهم وللإنسانية, وهو ما يحصل غالبا, في شعوبنا العربية, ومع عظمائنا, ولنا أن نراجع التاريخ لنرى عشرات الأدلة على ذلك.

ظهرت أخيرا طرق سريعة للشهرة, فلم يعد طلاب الشهرة يملكون الصبر, وليس لديهم الإستعداد للتعب, أو نحت الصخر, ويريدونها أن تكون شهرة سهلة المنال, سريعة الحصول.. ولا يهم إن كانت طارئة أو مؤقتة, بل ولا يهم غن كانت سلبية او قبيحة.. المهم أن يكون مشهورا.

أسهل الطرق وأسرعها للشهرة, هو بان تهاجم الدين والمتدينين, إسلاميين أو غيرهم, فعندها سيطبل لك الإعلام, ويتناولك بإعتبارك متنورا, ولم تقبل أن يتجمد عقل, وليس لديك عقدة التقديس.. بغض  النظر عن مدى صحة وقيمة ما تطرح, من نقد.. وأما إن كنت "جريئا جدا" فهاجمت المرجعية, فمرحا مرحا!

طريقة أخرى للشهرة, هي بان تتعرض للخطف, ولو تمثيلا, خصوصا إن كنت علمانيا, أو تدعيها حتى.. لأنك لم تفهم ما معنى العلمانية, وهذه تكون شهرتها أكبر, وربما تنال اللجوء في دولة غربية, من يدري؟!

طريقة أخرى للشهرة, هي بان تهاجم الحكومة والأحزاب, وتسب وتشتم وتتهم الكل بأنهم سراق ولصوص, وأن " لا شريف فيهم" وانك اطلعت على كل وثائق سرقاتهم, وان الدليل لديك ثابت, على سرقاتهم جميعا, وخصوصا إن كنت جزءا منهم, كنائب وتنتمي لحزب حاكم, أو تشغل منصبا حكوميا؟!

أما كنت تنتقد حزبا إسلاميا وتهاجمه, فستنال شهرة لن ينالها إلا ذو حظ عظيم..

رغم كثرة هؤلاء في مشهد حياتنا اليومية, لكن مشكلتنا ليست فيهم, فهم أفاد, ويشبهون السراب, رغم كبره, لكنهم يختفون بسرعة.. مشكلتنا الأكبر, مع الهمج الرعاع, الذين ينعقون معهم, ويرددون كل ما يقوله هؤلاء, وهم لا يفهمون أصلا ما قال وبحق من قيل.

طالب الشهرة, قد يكون فردا, أو مقدما لبرنامج تلفزيوني, في قناة لها أجندتها, أو كاتبا يوجهه من أراد, كيفما أراد " كخروف نذر".

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=102931
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19