• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : أخبار وتقارير .
              • القسم الفرعي : نشاطات .
                    • الموضوع : وزارة الخارجية تنظم حفلا تأبينيا لشهداء التفجير الارهابي الذي استهدفها عام 2009 .
                          • الكاتب : وزارة الداخلية العراقية .

وزارة الخارجية تنظم حفلا تأبينيا لشهداء التفجير الارهابي الذي استهدفها عام 2009

أقامت وزارة الخارجية حفلا تأبينيا استذكارا لشهدائها الذين قضوا في التفجير الإرهابي الذي طالها في 19 اب 2009، واستشهاد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة سيرجيو ديميلو في التفجير الذي طال مقر الأمم المتحدة ببغداد في اليوم نفسه، بحضور سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المعتمدين لدى العراق.
 والقى معالي الوزير الدكتور إبراهيم الجعفري كلمة في المناسبة أكد فيها إن الذكرى اقترنت هذا العام بالنصر الذي صنعه الشهداء، وان الذين قضوا مضجعهم هنا في خندق الدبلوماسية نالوا شرف الشهادة وهم يستحقون وقفة إكبار وإجلال وتقدير واحترام لهم ولكل الذين خروا صرعى في ميادين الحرية في مواجهة الدكتاتوريات، مشيدا بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة وعدها دروس بالغة لا تعبر عنها موسوعات العلوم العسكرية ولا الدبلوماسيات في العالم إلا الذي شهدها على هذه الأرض.
 واشاد معاليه بموقف المرجعية الدينية المشرف عندما بادرت وعبأت الشعب العراقي للتهيب وخوض معركة شريفة تاريخية مصيرية يسترخص فيها الدم وهو أعز شيء، ودور الأمم المتحدة والهيئات الدبلوماسية ببغداد، مشيرا الى ان العراق اتسع لكل دول العالم بحبه وفكره وثقته بنفسه وبزوغه التاريخي، حيث راهنت عناصر السوء على تدمير العراق ووقفت إلى جانبها دول من هنا وهناك وقوى كثيرة سيئة حاولت أن تعرقل مسيرة البناء وأصر العراقيون على بناء الدولة وتجاوز المشاكل والمحن وينظموا صفهم سنة وشيعة، عربا وكردا وتركمان، مسلمين ومسيحيين وإيزدية وصابئة.
ودعا الدكتور الجعفري المنظمات الدولية الى أن ترتقي لمستوى مسؤوليتها خصوصا أن العدو الذي واجهه العراقيون كان عدوا قد انحدر من جنسيات مختلفة وصلت في الأشهر الأخيرة في الموصل إلى أكثر من 120 جنسية تواجدوا بالعراق، مضيفا : نحن لا نحكم على بلدانكم من خلال هؤلاء الشذاذ وإنما نحكم على بلدانكم من خلال السادة السفراء بما قدموا وتفاعلوا وتعاطفوا مع العراق، ومن خلال برلماناتكم ومواقفكم المشرفة بالأمم المتحدة التي ساندت العراق من خلال دعمكم المالي والمعنوي والإعلامي والسياسي، وكذلك تفهمكم لنا من خلال البعثات الدبلوماسية التي تقاطرت الى بغداد ومن خلال الدعوات التي وجهت للخارجية العراقية.
 ولفت السيد الوزير، إلى أن وزارة الخارجية ما أن تنقطع من سفرة إلا وتستأنف سفرة أخرى وليس لأسباب سياحية إنما لإيصال صوت العراق المدوي لكل الناس خصوصا وأن هناك الكثير ممن يحاولوا أن يكتموا هذا الصوت.
 وتابع : أنا أدعوكم ومن خلالكم وكل هذه المنظمات الى أن تفكر بشكل جدي لخوض معركة إعادة الإعمار والبناء، خسرنا الكثير في الحرب، الأموال والبنايات وأغلى من كل ذلك خسرنا الدم العراقي العزيز، لكننا كسبنا شيئا ليس قليلا وهو كسب النصر، للعراق وللعالم كله، عازيا ذلك الى وحدة الصف العراقي وكذلك وحدة القوات المسلحة العراقية بكل صنوفها الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركة.
 من جانبه ألقى نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كلمة بهذه المناسبة، أكد فيها أن وزارة الخارجية عملت على فتح آفاق السلام الدبلوماسي بين العراق ومحيطه الإقليمي والعالمي، وقدمت الضحايا في سبيل ذلك، مشيرا إلى أن شهداء الوزارة الذين قدمتهم طيلة مسيرتها منذ عام 2003 والضحايا من الجرحى والمفقودين يؤكد مدى قيمة الرسالة الملقاة على عاتق العراق ودبلوماسيته المتمثلة بوزارة الخارجية ومدى جسامة المسؤولية التي تحملها.
 وتابعا السيد جورجي بوستن، ان التفجيرات الإرهابية لم تثنِ عزمنا بل صارت حافزا لنا لنقدم للعراق كل ما بوسعنا من يد العون والمساعدة فصرنا نكرمهم بعملنا الحثيث ونكرم من سقط من شهداء الأمم المتحدة في العراق، مشيرا الى أن هذا اليوم تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة كيوم عالمي للعمل الإنساني تكريما وتخليدا لضحايا الأمم المتحدة الذي استشهدوا في العراق الموافق الأربعاء الدامي الذي طال الخارجية عام 2009 في بغداد.


وإلى حضراتكم النص الكامل لكلمة وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري في الذكرى السنوية للحادث الإرهابي الذي تعرَّضت له وزارة الخارجيَّة عام 2009.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
 قال الله -تبارك وتعالى- في مُحكـَم كتابه العزيز: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ(30‪ (‫نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ‬ (‬ ‪} ‬فصلت:30‪{31-‬
في مثل هذا اليوم وقبل 88 أعوام هز التفجير هنا في بناية وزارة الخارجية ليقض مضجع الآمنين الذين يمثلون وجه العراق في الخارج العراقي ويمثلون عقل العراق بالتفكير السياسي ويمثلون مهنة هي الأقرب إلى مهنة الأنبياء والصالحين إنها الدبلوماسية العراقية.. وبذلك كشفت هذه العملية عن الوجه الشرير الحقيقي الذي تنطوي عليه منذ ذلك الوقت وتكررت العملية في هذا الخندق وذلك الخندق وكان نصيب الخارجية العراقية وكان قدرها أن تقدم دما طاهرا ونزيفا مستمرا طيلة هذه الفترة وما توقفت وزارة الخارجية إلى جانب أخواتها من الوزارات الأخرى أن تبذل مزيدا من التضحيات والعطاء بل اليوم يكشف الإرهاب عن وجهه الإجرامي العالمي حيث انقض على مجموعة من إخواننا وأخواتنا في كابل في أفغانستان معنى ذلك أن هذا الإرهاب يصر على ارتكاب الجرائم ويستبيح كل سوح العالم في أي منطقة من المناطق..
 الذكرى الثامنة لها طعم خاص ربما يختلف عن بقية الذكريات في الأعوام التي سبقت لأنها اقترنت بالنصر وإذا كان لنا وينبغي أن يكون لنا أن نؤرخ لمن صنع هذا النصر هم الشهداء هؤلاء الجنود المجهولون لدينا لكنهم معلومون لله وللتاريخ.. سيكتب التاريخ بصفحات من نور أن هؤلاء الأبطال وما الذي صنعوه بحيث عجزت الكثير من دول العالم ومنظمات العالم أن تقف أمام هؤلاء غير أن الطود الشامخ للعراقيين وأرحام العراقيات أنجبت جيلا كان على موعد معه حتى يقدم هذا الدم المتدفق ويقدم هذه الأجيال التي توالت وأخذت تترا على جبهات القتال يعجز الإنسان بل يعجز الصور والمسارح وشركات التلفزيون أن تصور من وحي الخيال ما صنع هؤلاء كان آخرها ملحمة الشهيد حسين كفاح من الديوانية الذي أبى إلا أن يستشهد في الموصل ولعلكم رأيتم الفلم القصير في زمنه والصغير في الألفاظ التي قيلت لكنه الكبير في معناه والرائع المدهش في محتواه.. كلكم سمعتم بذلك..
 ينبغي أن افتتح كلمتي أولا بتوجيه الشكر والتقدير للمرجعية الدينية على موقفها المشرف عندما بادرت وعبأت الشعب العراقي للتهيب وخوض معركة شريفة تاريخية مصيرية يسترخص فيها الدم وهو أعز شيء.. كما أوجه شكري وتقديري إلى الأمم المتحدة والهيئات الدبلوماسية ولا استثني منكم أحدا كهيئات معنوية استقرت في عواصمكم ويوجد ممثلين لها جاؤوا هنا واستقروا في عاصمتنا ببغداد..
 أنا على يقين أن ما بين أن شرعتم بعملكم وإلى أن حققت قواتنا المسلحة الانتصارات أخذتم هنا دروس بالغة لا تعبر عنها موسوعات العلوم العسكرية ولا الدبلوماسيات في العالم إلا الذي شهدها على هذه الأرض المباركة.. رأيتم بأنفسكم كيف صنع العراقيون النصر المؤزر بالرغم من تكالب كل قوى الشر ضده وظروفه الاستثنائية..
الثورات الكبرى في التاريخ 66 ثورات.. الثورة البريطانية والأميركية والفرنسية والروسية والصينية والإسلامية في إيران.. 6 ثورات هزت العالم منذ منتصف القرن السابع عشر.. وهذه تسمى الثورات الكبرى في التاريخ لأنها حققت تحولات جذرية وأساسية في مسار الأمم والشعوب ولا توجد ثورة بالعالم بدون وقود.. وقود الثورة هو الدم لذلك قدمت ضحايا وقدمت أعدادا كبيرة من الشهداء وقدمت مدنها ودمرت ودكت بحسب طبيعة الأسلحة التي استخدمت في وقتها حتى وصلت من شاطئ الدكتاتوريات التي عاشتها وانتقلت إلى شاطئ الانتصار.. والثورة هنا هي ليست بدعا من القول هي أيضا خاضعة لنفس قوانين الثورة وراهن الكثير على أن يقفوا ويضعوا العصي في عجلة مسيرة الثورة الصاعدة في العراق وحاولت أصابع السوء أن تعرقل مسيرة هذه الثورة لكن شعبنا أصر رغم الظروف الاستثنائية التي يمر بها أن يواصل ثورته ويواصل صعوده على جبل المجد وسفوحه حتى يصل إلى القمة.. ولا نقول إنه ليست لدينا مشاكل لكننا نقول إن إرادة شعبنا ومن يمثل شعبنا أقوى من كل هذه المحاولات..
 اليوم يصنع العراق النصر ويقطع شوطا بعد آخر ويواصل بناء الكيان السياسي حجرا فوق حجر ومكمادا فوق مكماد ولن يقف.. الدم هو الوقود الحقيقي الذي تسير به عجلة الإصلاح..
لا يسلم الشرف الرفيع ومن الأذى حتى يراق على جوانبه الدم
 ما من ثورة إلا بالتضحية وما من تضحية إلا بالدم فهؤلاء الذين قضوا مضجعهم هنا في خندق الدبلوماسية الله تبارك وتعالى حباهم بشرف الشهادة فيجب أن نقف وقفة إكبار وإجلال وتقدير واحترام لكل الذين خروا صرعى في ميادين الحرية في مواجهة الدكتاتوريات..
 ولأننا نعيش أرض العراق أرض الحضارة والفكر والتاريخ والمحبة والتنوع وأرض الإنتاج والإبداع.. الأرض التي ما توقفت في عطاءاتها على طول التاريخ وهي تقدم الجديد تلو الجديد.. صغيرة في الجغرافية.. وكبيرة في التاريخ.. صغيرة ربما تكون في الموارد لكنها ضخمة وجزلة ومعطاء في مجال إثراء المسيرة البشرية.. نحن أمام هذا العراق..
 العراق ليس للعراقيين فقط ولا نريد أن نختزل العالم في العراق لكننا من حقنا أن نقول إن العراق اتسع لكل دول العالم بحبه وفكره وثقته بنفسه وبزوغه التاريخي.. راهنت عناصر السوء التي تعمل خفافيش في الظلام راهنت على تدمير العراق وتخريبه وما أنجز في العراق وبذلت قصارى جهدها ووقفت إلى جانبها دول من هنا وهناك وقوى كثيرة سيئة حاولت أن تعرقل مسيرة البناء وأصر العراق على أن يمضي بمسيرته صاعدا نحو بناء الدولة الحضارية الجديدة واستغلوا الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق بسبب انخفاض الموازنة الاقتصادية لأسباب عالمية وانخفاض سعر النفط.. حيث انخفضت أسعار النفط بمعدلات رهيبة وموازنة العراق تعتمد في أكثر من 90% إلى حوالي 95% على النفط ووجهوا هذه الضربات وعملوا على تخريب الاقتصاد وأشاعوا ظاهرة الفساد كمحاولة للوقوف أمام عملية بناء الدولة العراقية الحضارية الجديدة وأبى العراقيون إلا أن يصروا على بناء الدولة ويتجاوزوا هذه المشاكل والمحن وينظموا صفهم سنة وشيعة.. عربا وكردا وتركمان.. مسلمين ومسيحيين وإيزدية وصابئة.. وهكذا تحول النسيج العراقي رغم خيوطه المتعددة إلى نسيج متلون رائع شق طريقه وحظي بإعجاب واحترام العالم.. وما كان من دول العالم إلا أن تتجاوب معه وتقف إلى جانبه وتسنده إسنادا ممتازا في الدعم العسكري والمواجهة ودعم القوى المسلحة وتأمين الغطاء الجوي والتدريب على السلاح وتوفير المواد المتعددة..
 الآن نحن انتهينا وخرجنا توا بعد تحرير مدينة الموصل.. نحن إنما نخاطبكم نخاطب من خلالكم دولكم شعوبا وحكومات وحكام.. إن بناء البلد الذي يخرج بهذه المعركة منتصرا مظفرا بعد زمن طويل ويستخدم الإرهابيون هذه القدرة التدميرية الهائلة المجنونة ليس بمقدوره فقط لوحده أن يعيد البناء كاملا.. دول عظمى بالتاريخ عندما تعرضت لأقل من هذه القدرة التدميرية وقفت كل شعوب ودول العالم تنهدت ووقفت إلى جانبها حتى تساعدها في إعادة بنائها.. ما كان لألمانيا أن تعيد بنائها ببساطة لولا مشروع مارشال ولولا الدعم الذي مدها من الغرب.. بناء المدن تعبير عن تراكمات عقود إن لم نقل قرون من الزمن وملايين.. إن لم نقل مليارات من العملة الصعبة حتى تبنى أما عندما تخرب فلا توجد أي حكومة مهما كان اقتصادها اقتصادا قويا أن تعيد بنائها بين عشية وضحاها لذلك من خلالكم أوجه رسالة إلى العالم كله والمنظمات الدولية كلها أنها ترتقي إلى مستوى مسؤوليتها خصوصا أن العدو الذي واجهه العراقيون كان عدوا قد انحدر من جنسيات مختلفة وصلت في الأشهر الأخيرة في الموصل إلى أكثر من 120 جنسية تواجدوا بالعراق.. نحن لا نحكم على بلدانكم من خلال هؤلاء الشذاذ وإنما نحكم على بلدانكم من خلال أبنائنا وإخواننا السفراء بما قدموا وبما تفاعلوا وبما تعاطفوا مع العراق ونحكم على بلدانكم من خلال برلماناتكم ومواقفكم المشرفة بالأمم المتحدة التي ساندت العراق من خلال دعمكم المالي والمعنوي والإعلامي والسياسي ومن خلال تفهمكم لنا من خلال البعثات الدبلوماسية التي تقاطرت على العاصمة بغداد ومن خلال الدعوات التي وجهت للخارجية العراقية..
 وزارة الخارجية ما أن تنقطع من سفرة إلا وتستأنف سفرة أخرى وليس لأسباب سياحية إنما لإيصال صوت العراق المدوي لكل الناس خصوصا وأن هناك الكثير ممن يحاولوا أن يكتموا هذا الصوت..
 تحياتي لكل حكوماتكم ولكل رؤسائكم ولكل المنظمات التي تمثلوها.. أنا أدعوكم ومن خلالكم وكل هذه المنظمات من الآن وصاعدا أن تفكر بشكل جدي لخوض معركة جديدة لكنها ليست معركة تقليدية معركة من نوع آخر وهي معركة إعادة الإعمار والبناء..
 خسرنا الكثير في الحرب خسرنا الأموال والبنايات وأغلى من كل ذلك خسرنا الدم العراقي العزيز.. لكني أقول لكم لقد كسبنا شيئا ليس قليلا وهو كسب النصر.. والنصر لم نكسبه بحجم عراقي كسبناه للعالم كله وما كان هذا أن يتأتى لنا لولا أن يرص العراقيون صفهم السياسي ويوحدوا خطابهم وهذا نصر كذلك.. وكذلك وحدة القوات المسلحة العراقية بكل صنوفها الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركة.. أحيي كل جندي من الجنود وأحيي كل قائد من القادة في ميادين المواجهة.. أحييهم جميعا وأشعر وتشعرون أن هؤلاء ما صنعوا هذا النصر لولا إيمانهم الحقيقي بمشروعية الدفاع والحفاظ على حياض العراق وكرامة العراق وشعب العراق..
 استودعكم بهذه الكلمة الأخيرة متمنيا لكم مثلما لعبتم دورا مهما في إسناد العراق في مرحلة مواجهة الإرهاب عسكريا وأمنيا.. أرجو أن تواصلوا جهودكم مع العراقيين أمنيا وعسكريا وبنفس الوقت مطاردة الإرهاب بكل خندق من الخنادق وأن نعطي درس لهؤلاء أن الإرهاب وداعش عندما تتواجد في بلد ما لا ينبغي أن يشعروا أنهم يختلوا بذلك الشعب وتلك الحكومة بل سيجدوا كل الحكومات وكل الشعوب تقف إلى جانبهم وهذا درس بليغ أن العالم لأول مرة يتوحد صفه..
 لم اقرأ في تاريخ الأمم المتحدة ولا عصبة الأمم كما لم اقرأ في تاريخ الجامعة العربية ولا منظمة التعاون الإسلامي لم اقرأ في تاريخهم اصطفافا موحدا كالذي حصل بالعراق..
 استطاع العراق بفضل حضارته ومشروعية حربه ضد داعش أن يجمع كل الفرقاء من كل القوميات والديانات ومن الأقاصي الجغرافية أن يجمعهم بالعراق بكلمة واحدة وهو نصرة العراق ضد داعش..
 تحيتي لكم ولكل هؤلاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وإلى حضراتكم النص الكامل لكلمة مساعد ممثل الأمين العام للأمين العام للأمم المتحدة السيد جورجي بوستن
معالي الدكتور إبراهيم الأشيقر الجعفري وزير خارجية العراق المحترم..
أصحاب المعالي السيدات والسادة من الوزراء والنواب المحترمون..
أصحاب السعادة السيدات والسادة من ممثلي السلك الدبلوماسي في العراق المحترمون..
الحضور الكريم طاب يومكم جميعا..
يشرفني أن استذكر معكم الضحايا الذين قدمتهم وزارة الخارجية العراقية ونستذكر القيم النبيلة التي ضحوا بأنفسهم من أجلها فالوزارة التي عملت على فتح آفاق السلام الدبلوماسي بين العراق ومحيطه الإقليمي والعالمي لم تكن مهمتها سهلة وبلا ضحايا فاختلطت دماء كوادرها بدماء أبناء شعبها الذي قدم عشرات الآلاف من الضحايا جراء الهجمات الإرهابية والنزاعات المسلحة التي حلت على أرض هذا البلد..
وأنا أتصفح على موقع الوزارة أسماء الشهداء الذين قدمتهم طيلة مسيرتها منذ عام 2003 عددت أربعة وتسعين شهيدا ناهيك عن عدد الضحايا من الجرحى والمفقودين ذهب بعضهم في تفجيرات إرهابية كالتفجير الذي نستذكره اليوم وذهب آخرون ضحية للاغتيال والاستهداف المباشر فيؤكد لي مدى قيمة الرسالة الملقاة على عاتق العراق ودبلوماسيته المتمثلة بوزارة الخارجية ومدى جسامة المسؤولية التي تحملها وكيف أن دماء الضحايا والشهداء هي السراج الذي ينير دربكم والدافع الذي يجب أن يشد من عزمكم في سبيل أداء الأمانة..
خمسة وأربعون شهيدا في هذه القائمة وعشرات الجرحى ذهبوا ضحية للتفجير الذي وقع في التاسع عشر من آب عام 2009 لتمتزج دمائهم بضحايا الأمم المتحدة الذين سقطوا على أرض هذه المدينة و تأتلف أرواحهم بالأرواح التي حلقت فوق سمائها فقد قدمت الأمم المتحدة في هذا التاريخ وقبله بستة سنوات اثنين وعشرين شهيدا عراقيا وأجانب من بينهم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة سيرجيوا فييرا ديميلوا.. رووا بدمائهم هذه الأرض دفاعا عن القيم الإنسانية والحياة الكريمة فما أثنى من عزمنا بل صار حافزا لنا لنقدم للعراق كل ما بوسعنا من يد العون والمساعدة فصرنا نكرمهم بعملنا الحثيث ونكرم من سقط من شهداء الأمم المتحدة في العراق..
هذا اليوم تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة كيوم عالمي للعمل الإنساني تكريما وتخليدا لضحايا الأمم المتحدة في العراق وهو يتوافق مع الأربعاء الدامي الذي حل منذ عام 2009 في بغداد..
تحية لأرواح الشهداء التي حلقت في هذه البلاد وشكرا لكم معالي الوزير.
http://www.mofa.gov.iq/ab/news.php?articleid=2025




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=102283
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18