• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قرض الإسكان ..وأزمة السكن .
                          • الكاتب : عودة الكعبي .

قرض الإسكان ..وأزمة السكن

في تسعينات القرن الماضي كان لي صديق قد أصابه مرض فذهب على إثره إلى الطبيب المختص بعدما استلف أجرة (الراجيته) وعند انتهاء الطبيب من معاينته جلس على كرسيه وبدأ يصدر قراراته وتعليماته لصاحبنا وطبعا هذا الصديق المريض ليس له الحق ان  يستخدم حق النقض الفيتو تجاه قرارات الطبيب والتي منها : أولا عدم تناول الفواكه مثل الموز والتفاح والخوخ وووو وقبل ان ينتهي الطبيب من كلامه انتفض صديقي المسكين بعدما استشاط غضب في داخله  لان هذه المواد كانت قد  اجتثت نهاية السبعينات بتهمة احتوائها على البروتينات والفيتامينات فرجع من الطبيب بخفي حنين واتجه الى الطب الرديف الأعشاب ...
 قبل أيام صوت مجلس النواب العراقي على أطلاق قروض الإسكان للحد من أزمة السكن المتفاقمة في البلاد وبالطبع فهي خطوه جبارة ولاقت استحسان الجمهور لأنها تساهم  في جزء من الحل لكن في نفس الوقت  لو تبحرنا في أعماق ألازمه لوجدنا هناك طبقات من المجتمع مترسبة في القاع لا حول لها ولاقوه وأقدامهم لم تطأ دائرة التسجيل العقاري في حياتهم ألا في أحلامهم والأحلام هي بضائع الموتى كما يقال وهم من أصحاب الدخل المحدود وذي الاحتياجات الخاصة والمسحوقين الذين سحقتهم الحروب والأزمات فلم يجدوا غير الأرض فراشا والسماء غطاءا وبيوتهم لاتصلح للسكن البشري وغالبا ماتكون هذه الطبقات حبلى بالمبدعين بين شاعر وكاتب وأديب وغيرهم فمن أين يحصلوا على  المئة متر مربع وهم لايملكون من وطنهم شبرا واحدا سوى المستمسكات ذات الدفع الرباعي والتي لم يتخلصوا من استنساخها حتى بعد سقوط مؤسسها فلو أجرينا مسحا ميدانيا لإحصاء هذه الطبقات لصدمنا بأرقام مهوله لاعداد هؤلاء لكنهم غير مكشوفين إعلاميا  وهم يعيشون في مدن  تحيطها الصحاري الجرداء التي تلعب بها الرياح ولا تجدي نفعا سوى ارسالها الغبار الغليظ بين الحين والآخر ولو استثمرت هذه الأرض الخالية بالشكل الصحيح والمدروس وقسمت لصالح هذه الفئات فانهم بذالك يكون قد حصلوا  على طفره نوعيه في حياتهم التي يعيشون فيها وتتفجر طاقاتهم الابداعيه ويشاركوا باقي اقرأنهم في صنع حياة حرة كريمه  لينتموا لهذا الوطن في أرضه وهويته  ونرجو من الله ألا ينطبق عليهم مثل إخوتنا الجدعان (كت اليتيمة تفرح ملئتلهاش مطرح)
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10216
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18