• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : علي الشلاه بين قصرين .
                          • الكاتب : د . سلام النجم .

علي الشلاه بين قصرين

لم تكن القصور غاية يبتغيها من كان ينتمي إلى حزب الدعوة الإسلامية ولا مظاهر البذخ والعلو الدنيوي التي توفرها عادة السلطة والحكم ، بدليل المخاطر التي كان من الممكن أن يقع فيها المنتمي إلى هذا الحزب ، الذي صدر بحق المنتسب إليه  قرار الإعدام وبأثر رجعي في سابقة تشريعية لم تحصل في بلد من بلاد العالم بل لم تكتفي السلطة الحاكمة آنذاك بمعاقبة المنتمي إلى حزب الدعوة وإنما شملت العقوبة حتى الأقرباء إلى الدرجة السادسة ، في محاولة من النظام ألبعثي البائد لتأليب الأهل والأقارب ضد الشباب الذين يحملون أفكار سياسية إسلامية .
لا يمكن بسهولة نسيان تلك الأجواء البوليسية التي كانت تحيط بالمجتمع العراقي ، بل اجزم إننا لازلنا جميعا نعيش فصولها ولو بالأحلام والكوابيس المزعجة التي لازمتنا حتى في غربتنا ونحن نعيش في أماكن تبعد عن العراق مئات الأميال ، من منا لم يأتيه كابوس أن يجد نفسه فجأة في العراق خائف يترصد الذاهب والأتي وهو متخفي خلف باب أو في طية زقاق يُحدث نفسه عن سبب عودته إلى العراق بالرغم من وجود البعثيين وعصابات النظام السابق ؟ 
هذه الكوابيس تكرر مرورها على آلاف العراقيين ممن هربوا من بطش النظام السابق وقد أسرني احد كبار قيادات العراق انه لحد قبل شهر وهو في مقره في واحدة من أعلى المناصب السياسية حلم بكابوس البعث وكأنه مطارد من رجال الأمن المجرمين  .
كل هذه الأجواء المؤلمة لم يعش فصولها ألبعثي السابق والدعوجي الحالي عضو دولة القانون وعضو اللجنة الثقافية في البرلمان العراقي السيد علي الشلاه الاعرجي بل كان متنعما بين أصدقاءه البعثيين ولا يخلو مجلس سمر يرتبه أستاذه السابق لؤي حقي إلا وكان علي الشلاه احد أهم الحاضرين فيه ....
نعم في الوقت الذي كان الدعاة يُعّدمون ويُقتّلون ويسجنون كان السيد علي الشلاه في الحلة لغاية عام 1994 ببزته العسكرية ذات اللون الزيتوني يترنح يمينا وشمالا بسبب ثقل المسدس الذي يحمله على يساره والحربة الرومانية السوداء التي كان يحملها على يمينه ، حتى انه لم يعلق على من واجهه بهذا التأريخ النتن في حملته الانتخابية في الحلة واكتفى بابتسامة خبيثة وجهها لأحد الحاضرين ليأمره بالوقوف وترديد بعض الشعارات في مدح دولة القانون للتشويش على ذلك المسكين الذي خرج من الحشد يجر خلفه أذيال الندم والحسرة على هذا الضياع لحزب كنا نحترمه غاية الاحترام .
حقيقة مؤلمة لازمت حزبا عريق في أوج قوته وسطوته وغناه... ترى ما الذي يطمح الدعاة إلى تحقيقه من ضم ألبعثي السابق علي الشلاه إلى صفوفهم ؟ وما الذي يملكه علي الشلاه لكي يفيد الدعوة لشق طريقها ؟وما الذي أخّر علي الشلاه من الانتماء إلى حزب الدعوة قبل سقوط النظام وهو يعيش بحبوحة العيش بين حسناوات سويسرا وموائد السكر العامرة بالفودكا والشمبانيا في مهرجان المتنبي ؟ 
ساعة واحدة قبل لقاء علي الشلاه بالشيخ عبد الحليم الزهيري بوساطة وليد الحلي كان علي الشلاه يقول أن النظام في العراق لم يسقط بل إننا دخلنا في مستنقع أكثر عمقا من مستنقع البعث وهو وجود العمائم في الدولة العراقية الجديدة ... هذا ما نقله لي احد أرحام علي الشلاه ممن كان بجنبه وهو ينتظر الدخول على الشيخ عبد الحليم الزهيري عرّاب علي الشلاه إلى حزب الدعوة الإسلامية التي أسسها الشهيد السعيد محمد باقر الصدر .
ترى هل سيكتفي علي الشلاه بموائد قصور الدعاة بعد ما شبع من موائد قصور البعثيين ؟

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : دعوجي قديم ، في 2011/10/07 .

أخي الدكتور سلام نجم المجترم
انت تتكلم عن حزب الدعوة القديم الذي تم تصفيته من قبل البعث الحقير، والموجودن حاليا لا علاقة لهم بذلك الحزب ولا بالشهيد محمد باقر الصدر (قدس). هؤلاء يمثلون حزب العودة او حزب البعث الا ترى انهم سلموا كل المناصب الحساسة للبعثيين؟ وألا ترى انهم يفضلون اتفه البعثيين على اكبر المناضلين والمظلومين؟
انهم حزب العودة وليس حزب الدعوة ولك تحياتي



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10138
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20