• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : طوبى لمن يقرأ هذه السطور .
                          • الكاتب : بن يونس ماجن .

طوبى لمن يقرأ هذه السطور

طوبى لمن ينتعل صهوة الضباب اللندني

ويتباهى بشمس الخريف المغربي
وصقيع منفاه غير قابل للذوبان
 طقوسه لا تقاس الا برائحة المطر
   المنسكب على الظل الجريح
 
طوبى لنبوءة كاذبة لشاعرمفلس
كتب قصائده على  بطن راقصة
باعت ضفائر خصلاتها
لزبون مخصي
يعاني القذف السريع
 
طوبى لشاعر يتلحف الرذاذ
لا يهاب المطر
ولا يهش على السراب
وينام على طاولة النرد
يفيق من ذائخته
ثم يغرف حفنة من رائحة البخور
فتذوب في غصن شجرة
يعتزل الشعر
ويتساءل:
كيف يصبح المرء شاعرا؟ 
وهل يصدق
ما قالته العرافة
محدقا في سقف لا سماء له
ليس كل ما كتب
يومض تحت وقع الحوافر
في اسطبل مهجور
 
طوبى لمن يحفر عقارب الساعة
في راحة كفه
ويقبض جمر العمر
ثم يطلق سراح الوقت المسجون
في غمرة الصيف القائظ
ولا ينشغل بموته المؤجل
وهو وشيك الغرق
 
طوبى للأطفال المنبوذين
الذين يتعلمون النشيد الوطني
ويركضون تحت رذاذ الصيف
الذي ياتي في غير أوانه
ويرون كيف
تتسرب خيوط الشمس عبر الغربال
فيمتلأ وعاء الظل في أحداقهم
 
طوبى لمن تجرع سم الحياة
وحضر تابينه
يمشي خلف نعشه
ولا يكترث بتعازي الموتى
السائرين في موكب جنازته
اسكرته تراتيل ناي يتيم
حتى صار لا يفرق بين نحيب النسوة وصياح الديكة
  فجعلته راسا على عقب                                       
 
طوبى لمن يتحرش بقصيدة غجرية
ويتلاشى في ذوبان شمعة حزينة
ويرتوي بدموع وردة مطرزة  باشواك بلاستيكية
 
طوبى لمن يحمل سريره على كتفيه
وهو في قيلولة دائمة
يحلم بمنفى متنقل
وبقايا وطن مشرد
 
طوبى لمن يكتب وصيته الأخيرة للنوارس
ويسبح في ضفة النهر
لئلا يوقظ فرس الماء
الناعس في أحضان  حورية البحر
 
طوبى للولد الشقي
الجالس  القرفصاء فوق مرايا مكسرة
 يتخثر في ركن بليد
 يتسلى بالالعاب النارية
ويحلق بالطائرات الورقية
ويهبط بها على زبد البحر
او ليس هو من قاوم الذباب
 في حضيرة الخنازير؟
يوم كان يتلصص على أرجوحة بنت الجيران
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10130
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18