• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الفتنة التي يحار فيها الحليم .
                          • الكاتب : فطرس الموسوي .

الفتنة التي يحار فيها الحليم

اليوم انا اذعن صاغرا بأعلمية وحذاقة وبراعة كمال الحيدري بفن المغالطة والمراوغة واﻻيحاء وتغليف اﻻفكار ، وﻻ أعلم ان كان هناك لفظ وضع للمعنى الذي اريد ان اصفه فيه او عبارة تفيد المعنى المطلوب .
كمال الحيدري جمع بين متناقضتين ﻻ تجتمعان اﻻ للدهاة والعباقرة امثاله ، فبالرغم من جرأته بل جسارته الفكرية - المسروقة - اﻻ انها خجلة وجلة ، خائفة تترقب كل نبسة وتلمح كل خفقة ، سابرا اغوار المغلوبين على امرهم - بوجوب الرد على اباطيله - فإن وجد منهم توان او غفلة او ضعف رد اقتحم العقبة وتمادى وتغطرس .
هذا الرجل ليس جاهﻻ او مشتبها بل هو عالم قاصد عامد متعمد له مشروع كبير - ؟ - له طريقة بارعة باﻻيحاء واﻻيهام .
في حديث له عن عصمة الرسول الاعظم ص نفى ان يكون هناك تﻻزم بين كونه ص بشرا وبين امكانية وقوع الخطأ منه ، وهذا ضغث من حق ، وفي حديث اخر ذكر اختﻻف اﻻقوال عند علماء المسلمين في انه ص هل كان يجتهد رأيه ، فذكر لذلك تفصيﻻ ، ثم وبناء على القول بإجتهاده - ص - ، هل كان يخطئ بإجتهاده ام ﻻ ، وذكر تفصيﻻ لذلك ايضا وساق بعض ادلة تؤيد وقوع الخطأ في اجتهاد الرسول ص - كما يزعم - واستشهد بأيات كريمة من قبيل " عفا الله عنك لم اذنت لهم " وغيرها وهذا ضغث من باطل مزجه بضغث الحق ليبتدع بهواه ما يهوى ، وبث شبهته بلسان غيره بطريقة بارعة ماكرة ﻻ تدع لمفاهيم المخالفة او الموافقة ان يكون لها مصداقا ، وحار الحليم في استخراج قوله من بين تلك اﻻقوال .
كمال الحيدري يدعي القول بالعصمة لكنه يورد لوازم من ﻻ يقول بها وﻻ يدفع لهم شبهة ، ويعيب مستنكرا مستهزئا بإستعﻻء على من يبحث عن اعذار لأخطاء اﻻنبياء ع .
في حديث اخر يذكر انه ﻻ مﻻزمة بين العصمة وكون الرسول ص مجتهدا وفرع سريعا وأوهم التفصيل بان العصمة ان كانت مطلقة فلها حكمها او مقيدة فلها حكم اخر ، بكﻻم مشابه لكﻻم غيرنا حول عصمة الرسول ص ، ثم يقول : " لعله تقولون سيدنا ما رأيك انت في المسألة - فيجيب - بيني وبين الله لعله نقول رأينا في الوقت المناسب "
ان تعجب فعجب ما سمعته اليوم من رأي احد مشايخ غيرنا - سعودي - في معرض حديثه عن عصمة اﻻنبياء ع وكيف يحمل ما جاء من ايات بما ظاهره وقوع الخطأ او الذنب من اﻻنبياء ع - يحملها - على عدم كونه ذنبا وانه ترك لﻻولى وبقول مشابه بل ربما مطابق تماما لقولنا ، وبالوقت نفسه ترى ان قول صاحبنا مشابه بل ربما مطابق لقولهم - العامة -
مكمن المشكلة ان كمال الحيدري يعلق كثيرا من اراءه او يتكؤها على كلمات غيره وﻻ يفصح عنا بتمامها او يصرح بها مباشرة ، المكمن انه يبث اطاريحه في غير مجلس درسه ، كريما في توزيع شبهاته ، متناقضا في متبنياته ولوازم اقواله ، ينكر رأيا قد يحتاجه كمقدمة فيبني نتيجته عليه دونما استحياء او تذكر منه انه انكره في حديث سابق .
كمال الحيدري هو الفتنة التي يحار فيها الحليم .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=101130
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28