• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ما بين التناقضات تنجح الوسطية .
                          • الكاتب : ياسر سمير اللامي .

ما بين التناقضات تنجح الوسطية

عادة ما تشهد النظم الديمقراطية بروز اختلافات كثيرة في وجهات النظر مابين الأحزاب داخل السلطة، كون إن لكل حزب أو تيار فلسفة خاصة به تنبثق عنها رؤيتة ومشروعة وطريقة إدارة لمؤسسات الدولة، وعلى الرغم من أن الأنظمة الديمقراطية تتبنى نظام الأغلبية إلا أن من هم خارج أسوار السلطة يبقون ينادون برؤيتهم التي تتعارض طبيعيا مع من هم في السلطة والذي يطلق عليهم بالمعارضة.
ولكن هذة الأغلبية في بعض الدول من غير الممكن تطبيقها بشكل منفرد عن الآخرين، وبالخصوص البلدان التي تتميز بتنوع قومي ومذهبي وديني متوزع جغرافيا على أرض الدولة، فالكل يرغب  بالمشاركة في السلطة وتقلد المناصب والمشاركة في القرار ويشمل ذلك جميع الأحزاب والتيارات السياسية بغض النظر عن ايدلوجيا ما تؤمن به هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يستطيع أي حزب أو تيار من تلك الأحزاب والتيارات التي تسعى للسلطة تحقيق الأغلبية البرلمانية التي تمكنها من تولي السلطة ومسك زمام الأمور وإدارة الدولة بعيدا عن الأطراف الأخرى التي تختلف معها سواء بالقومية، أو المذهب، أو الدين، أو تختلف معها داخليا في الرؤية . 
وفي ظل هذة المعادلة الصعبة والحرجة تبرز المتناقضات الكثيرة والمتشعبة والتي تزداد بزيادة الرؤى مابين من يمثلون تلك القومية، أو المذهب، أو الدين تارة، وتارة أخرى داخل الأحزاب من ذات القومية، أو المذهب، أوالدين، وبالطبع ستنتج تلك المتناقضات والاختلافات اختلالا بالنظام السياسي للدولة وعدم تبنيها لرؤية موحدة لإدارة الدولة وسيطبل كل حزب أو تيار منهم على ليلاه ويصبح الجمهور المادة السائغه فيما بينهم لكسب الأصوات .
فالحل يكمن في خضم تلك المتناقضات المتناثرة أن يتم تبني مشروعا وطنيا أساسه الوسطية والاعتدال وعدم الانحراف نحو أي محور من المحاور المتنازعة، وأن يتم العمل بالقاعدة التي تقول (أمسك العصا من الوسط) لكي تتمكن من موازنة الأمور وتحكم الواقعية وتقي نفسك وجمهورك من الانجرار وراء سياسة الأهواء والعواطف التي قد تربحك جولة وتجر الجمهور باتجاهك ولكنها ستفقدك الاستمرارية وستفقدك بالتالي من صفق لك من الجمهور في الجولة الأولى .
فخطاب الاعتدال وسياسة الوسطية في التعامل في المجال السياسي تعتبر أداة سياسية ناجحة، تجعلك محبوبا عند الجميع وتتجاوب كافة التيارات والأحزاب والحركات السياسية مع ما تطرحة من مشاريع طالما اصطبغت تلك المشاريع بلون الوطن وعدم التجريح بالاخرين.
وما نبغي الية من خلال هذة السطور أن يمتد الخطاب الوسطي والمعتدل في بيان المواقف حول الأوضاع السياسية والمجتمعية والاقتصادية وغيرها ليس على الصعيد الوطني فحسب بل يشمل الساحة الإقليمية والدولية كذلك كونه يمثل خط استراتيجي لادامة التواصل مع الجميع والوقوف عند المشتركات وتجاوز الاختلافات فاستقرار الشعوب أهم من المصالح السياسية للأحزاب .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=101041
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29