• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عشره من عشره .
                          • الكاتب : علياء موسى البغدادي .

عشره من عشره

بسم الله الرحمن الرحيم 
 
 
الحديث عن تطوير التعليم  مهم جدا ومتشعب وتتفاعل معه عناصر عديدة  ترتكز عليها  بسير العملية التربوية  . وان هذه العناصر تحتاج الى دراسة وافية وكافية  موضوعية  وشامله  من حيث  اهميتها وتأثيره  ووضع المحفزات  والاساليب الضرورية  التي تزيد من فاعليتها .لكي تؤدي دورها بنجاح وتميز . وان من اهم وابرز هذه العناصر هو العنصر القائد (المعلم )  وهو  الاكثر فعالية وتأثير  فيها من حيث نجاحها  والتميز بها . يتواجد في الميدان دائما  يتفاعل مع العناصر الاخرى بشكل مباشر لا يحتاج وسيط  .هو اساس العملية التربوية  والفاعل الحقيقي . انه الحلقة
 الأساسية في العملية التربوية لأنه أداة التنفيذ، للعملية بأسرها.و بما أن العملية التربوية عبارة عن  سلسلة متكاملة ومترابطة يكون المعلم هو الرابط القوي والاكثر نشاط بين الحلقات الاخرى .لان المعلم هو الركن الأساسي في العملية التدريسية وعليه يقع العبء الأكبر في كثير من الأمور التي تؤدي إلى نجاح العملية التدريسية أو فشلها.واذا ضعف المعلم ضعفت باقي اركان العملية التربوية  وتفككت وان كانت قوية لان الاساس الرابط بينها ضعيف . أن الأمم المتقدمة تعرف قدر المعلم الكفء ودوره الريادي في تطورها وتقدمها.من السهل أن نبني مدرسة ونطور
 منهجا‏..‏ لكن التحدي الأكبر هو تأهيل المعلم بحيث يكون قادرا علي تدريس هذا المنهج‏..‏ فهل مدرس التعليم مؤهل نفسيا وتربويا لتحمل مسئولية إعداد جيل منالمتعلمين يستطيع ان يحمل راية العلم والمعرفة ويحقق النجاح له ولمجتمعه لان المعلم يجب ان يكون مؤهل لتربية الاجيال قبل التعليم . وان كنا نبحث عن تطوير التعليم وانجاح العملية التربوية التعليمية فلن يكون هذا بعيدا عن تطوير قدرات المعلم والاهتمام به اكثر وفتح مجالات الابداع له من خلال الدعم المعنوي والمادي وتطوير طاقاته المختزلة . من خلال ابداع المعلم وتطوير طاقاته وتبني افكاره
 التربوية وتطويرها نستطيع ان نضع اقدامنا على المكان الصحيح الذي ننطلق منه نحو عملية تربوية ناجحة وقوية ومتماسكه ومتجددة
كيف يكون المعلم معلماً مبدعاً؟مهم جدا ان نعلم معنى الابداع حيث يعرف على انه (القدرة على تجميع الأفكار والأشياء والأساليب في أسلوب وتقنية جديدة  ) وهو ايضا عمل غير عادي له فائدة ويلبي الحاجة. هذا يعني ان على المعلم الناجح والذي يريد ان يطور من نفسة علية ان يكون متجدد ومتنوع في استحداث اساليب تعليمية وتربوية ذات تقنيات متطورة ومتجددة , حيث  يُنظر للمعلم باعتباره المفتاح الأساسي في تعليم الإبداع وتربيته. واذا لم يكن المعلم ممتلك كحد ادنى الى اساليب الابداع او(معامل الابداع ) Creativity Quotient  قد ينعكس سلبياً على التلاميذ بعامة وعلى
 المبدعين منهم بخاصة.ان الابداع الي يجب ان يتمتع به المعلم ليكون تعليمي ناجح يشمل كل النشاطات التدريسية والتربوية منها :
1-   تنظيم الموضوعات الدراسية
2-   الإبداع في تخطيط الدروس
3-   الإبداع في السلوك التدريسي الصفي
4-   الإبداع في النشاطات المخبرية
5-   الإبداع واستراتيجية توجيه الأسئلة
6-   الإبداع في التقويم
7-   تقدير ابداع المعلم
يتم تقدير ابداعه من من خلال إبداع طلابه، فالطلاب المبدعون بصورة أو بأخرى يعكسون لحد كبير درجة إبداعية المعلم.ان اغلب المعلمين المربين والمدرسين المبدعين يمتلكون ايمان حقيقي بأن التعليم رسالة يؤديها في الحياة لا مجرد وظيفة يكسب منها لقمة عيشه.ويعملون ويذلون الجهد بوجود الرقيب وعدم وجوده. وهذا ما يميزهم عن الاخرين. ان المعلم الحر المؤهل تأهيلا حقيقيا نظريا وعمليا ، والمتمتع بحقوقه كاملة ، هو محرك التغيير وقائد المسيرة التربوية إلى الإبداع إذا توفر له منهج منظم ، يستند على معارف عصرية ملائمة  وأنظمة مدروسة متكاملة ، ومناخات
 تشجع الإبداع وتعرف قيمته وأثره. ان المعلم المبدع هو ذلك الانسان الذي يمتلك ادوات التدريس المناسبة والفعالة يجذب من خلالها خيال المتعلم له وياسره ويشده ليتفاعل مع حركاته الوجدانية والسلوكية ويبني علاقات انسانية تربوية ناجحة ومتفاعله قائمة على اساس الاحترام والتفاعل .
المعلم المبدع هو العنصر المحوري لتنفيذ التغيرات التي تحتاجها المدرسة كي تواجه تحديات المستقبل فهو متغير أساسي في تنمية إبداع التلاميذ ، فعلية يقع تحرير طاقات التلاميذ الإبداعية وتوظيف التقنيات التربوية في بناء الشخصية المبدعة التي تتابع الجديد وتؤثر فيه وتجد لنفسها مكانا في عالم الإبداع ، ويستطيع المعلم أن يكون له إبداعاته الخاصة في العملية التعليمية ، فيمكن أن تكون له نظريته الضمنية الخاصة به في الإبداع ، وبالتالي فإن المعلم من خلال هذه النظرية يستطيع أن يبدع محتوي يتفاعل من خلاله مع التلاميـذ وبالتالي تكون له طرائقه
 ومداخـله الخاصة في التدريس وأيضا أنشطته التي تتمركز حول التلميذ وتستثيره للتعلم ، كما أنه يحاول خلق بيئة التعلم التي تنمي الإبداع لدي التلاميذ ولا يخاف التجريب والفشل فهو يريد التحسين لكي يصبح أكثر إبداعاً
هو الذي يقوم درسه على الاستقصاء الفكرى والبحث العلمى الذى محوره التلميذ ، وينتقل بتدريسه من التلقين والاستظهار إلى الفهم، ومن الإيداع إلى الإبداع فى ربط المفاهيم بالحياةوهو الذييساعد التلاميذ على اكتسـاب مفاهيم إيجـابية لذواتهم بحـيث يجعلـهم يقوموا بتقييم  أنفسهم وإدارة الفصل إدارة ديمقراطية قائمـة على الاحـترام المتبـادل بين المعلم والتلاميذ. أن نجاح عملية التدريس في احداث التعلم وتيسيره يتوقف على معلم كفء معد اعداداً متميزاً مسلماً بالعلم والمعرفة وبكفايات تعليمية متنوعة.يكون مربيا وقائداً وموجهاً، ومرشداً ومعلما
 يمتلك خيال خصب يستطيع إيجاد وإبتكار الجديد وغير المألوف في عالم التدريس  تجده مبدع في تنفيذ وإبتكار الجديد في عالم طرائق التدريس مبدع في إبتكار وسائل تعليمية  مبدع في إستخدام وسائل التقويم  مبدع في إدارته الصفية.ومن اجل انجاح العملية التربوية وتطويرها والقضاء على معوقات نجاحها ومجابهة الظواهر السلبية التي تضع العراقيل امام مستقبل تربوي زاهر مثل (الامية , والتسرب من المدرسة ) علينا الاهتمام بالمعلم الحلقة الاساسية الرابطة لباقي حلقات العملية التربوية وتشجيعه على الابداع وحمايته من التعليم التقليدي الذي يقف ساكن امام
 الانفجار المعرفي الحاصل في العالمأن قضية التعليم هي قضية الإنسان وقضية شعب ومجتمع ونهضة ومعرفة  ان كلّ النّهضات في العالم وعبر التّاريخ ارتكزت على التّعليملانه المعوّل عليه في إقامة الحضارة، وتطوير الحياة.التّعليم شاقّ ومرهق؛ لأنّه يعنى بتربيّة النّفوس ، وتنمية المواهب، وتدريب العقول، وتوجيه الأفكار. وما أصعب التّعامل مع الأمزجة المختلفة، الميول المتباينة، النّزعات المتعدّدة. وما أشدّ ما يعانيه من يقوم بهذا الواجب ، ويتحمّل المشقّة مدّة طويلة؛ إذ أنّ مرحلة الإعداد والتّكوين تكون ممتدّة ، لولا الصّبر والإيمان بالرّسالة
 وأداء الأمانة. خلاصة القول إنّ الأمم تربط تقدّمها ، وتوكل أمرها بالمعلّم ، الذي يقدّم لها بواسطة ما يفيد به أبناءها من الزّاد المعرفي، والتّأهيل التّربوي ما يني كيانها ، ويحفظ شخصيتها، ويبوّئ لها مكانا بين الأمم، ويوجد لها أثرا بين الدّول، ويكفل لها حضورا في الساحة، ويضمن لها الاستمرارية والبقاء
هو بذلك يستحق كل احترام وتقدير ودعم واهتمام هو سبب نجاح المجتمع ونيله شرف السبق بين الأمم، فهو عنوان نهضة الأمة وتقدمها يرفع عن الناس الجهل فينقلونهم من ظلمات الجهالة إلى نور العلم والإيمان والمعرفة
ان الدول التي تضع المعلم في مقدمة  اهتماماتها تدرك تماما اهميته في سير العملية التربوية واهميته في تطوير التعليم وتقوم على توفير احتياجاته المادية والمعنوية. هي بذلك العمل تقف الى جانب فئه مهمة جدا في المجتمع تصنف ضمن فئات المهن الشاقة التي تحتاج الى كوادر متخصصه ومتجددة تعمل على تطوير المجتمع لأن تطور الدول يقاس بمدى اهتمامها بالتعليم والمعلمين. ادركت كل الأمم المتقدمة  قدر المعلم الكفء ودوره الريادي في تطورها وتقدمها وعملت بكل الوسائل على احتضانه وتطويره هي بذلك استحقت التقدم العلمي والمعرفي والتربوي . وعلى هذا الاساس ومن
 اجل  خلق كادر تعليمي تربوي  قدير يعمل على رفد الوطن بجيل جدير بالاحترام، الابتعاد كليا عن تهميش دور المعلم والاهتمام بالتعليمي المتخصص وفق منهج تعليمي موحد وضوابط مهنيه لتخريج معلمين تربويين مقتدرين لا يكون المعدل هو الاساس بعيد عن المهنية والاختبارات العملية التي يجب ان يخضع لها المتقدم لمهنة التعليم بمعنى اخر يجب ان تكون هناك خطة ومعايير صحيحة في (أعدد المعلم ) .لان قضية إعداد المعلم واحدة من أخطر قضايا المجتمع على الإطلاق، ولذلك تجمع المنظمات العالمية وفي مقدمتها اليونسكو، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،
 والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة على ضرورة النظر إلى قضية الإعداد الجيد للمعلم على أنها المدخل الأساس لمواجهة أزمة التعليم في عالمنا المعاصر. واهم شيئ يجب ان يتمتع به المعلم هو امتلاك الرغبة الايجابية في ان يكون معلم وان يمتلك مهارات الاتصال والحوار. وهو بهذا المعيار يستحق بجدارة ان يقال له (معلم او مربي )بدرجة عشرة من عشرة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10042
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16